مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما «طاقة إفريقيا»، التي تم الكشف عنها في زيارته الأخيرة لإفريقيا، لها القدرة على إحداث تأثير كبير في القارة السمراء، حيث يعيش ملايين الأشخاص من دون الحصول على الكهرباء بأسعار معقولة. لكن المحصلة النهائية ستعتمد كثيراً على كيفية تخطيط هذه الخطة وتنفيذها وما إذا كان سيجري تعزيزها. وبحسب الأرقام الأولية، فإن تعهد أوباما باستثمار 7 مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة في ثماني بلدان يعد متواضعاً. فوكالة الطاقة الدولية تقدر كلفة تحقيق الوصول الشامل للكهرباء في منطقة جنوب الصحراء الكبرى ب300 مليار دولار بحلول 2030. ومع ذلك، تحمل المبادرة الأمل لأنها توفر وسيلة لرفع استثمارات القطاع الخاص، وترسخ بشكل ملحوظ وجود الولاياتالمتحدة بشكل ثابت في نوع من العلاقة التجارية والاستثمارية التي ستساعد بشكل متزايد في تحديد مستقبل إفريقيا. ويقول البيت الأبيض إن الشركات التزمت لتوها بما يزيد على 9 مليارات دولار. وسيكون التركيز في إثيوبيا وغانا وكينيا وليبيريا ونيجيريا وتانزانيا على الكهرباء، فيما سيكون التركيز في أوغندا وموزامبيق على تطوير الغاز والنفط. وحظيت المبادرة بتأييد شديد من النيجيري توني الوميلو، الذي تعهد من خلال شركته «هيرز هولدينغز» بمبلغ 2.5 مليار دولار لتوسيع محطة كهرباء في نيجيريا وتطوير مشاريع أخرى. وكان قد وصف الطاقة ب«العائق الوحيد الأكبر» أمام تنمية إفريقيا. وقبل زيارته، أخذ على أوباما عدم إظهاره اهتماماً كافياً في القارة، لكن إدارته كانت مركزية في استقلال جنوب السودان واستثمرت بقوة في تحسين الإنتاج الزراعي في إفريقيا. وبعد أن رفع التوقعات بشأن نيته إحداث فارق مع «طاقة إفريقيا»، من الأهمية بمكان أن يسعى أوباما وراء هذا الموضوع حتى النهاية.