قطعت البرازيل اشواطا بعيدة فى التعاون الجنوبى الجنوبى من خلال دعوة الرئيس لولا دا سيلفا إلى إيجاد الوسائل المناسبة لنقل التكنولوجيا إلى إفريقيا، كمجال حيوى لتعاون دول الجنوب ووسيلة حاسمة فى النهوض بمجتمعات الدول النامية، وجسدت القمة الاستثنائية للبرازيل والمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا (ايكواس) التى انعقدت فى سانتا ماريا على جزيرة سال بالرأس الاخضر الرغبة البرازيلية فى تعاون مع القارة الافريقية ليس فى المجال الاقتصادى وحسب بل فى ايجاد نوع من الشراكة السياسية بين البرازيل وافريقيا عندما قال دا سيلفا فى افتتاح القمة البرازيلية الغرب افريقية أن بلاده وإفريقيا متحدتان لبناء تاريخ مشترك من اجل السلام والاستقرار والتنمية ومن اجل المستقبل. واعلن الرئيس البرازيلى رؤيته الخاصة للتعاون والشراكة مع القارة الافريقية أمام رؤساء دول الرأس الاخضر وغينيا بيساو وبوركينا فاسو وساحل العاج ومالي والسنغال وغانا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون، ووجدت رؤية دا سيلفا استحسان القادة الافارقة لانها تقوم على الشراكة والندية، وانها تأتى من رجل خبر القارة الافريقية حيث زار تقريبا نصف دول القارة (25) بلداً من جملة (53) تشكل القارة الافريقية. وجولته الحالية تقوده بعد قمة الرأس الاخضر الى كل من غينيا الاستوائية ثم كينيا وتنزانيا وزامبيا وجنوب افريقيا، فى جولة هى الخامسة و الاخيرة له كرئيس للبرازيل لان الدستور يمنع ترشحه لولاية ثالثة فى انتخابات اكتوبر المقبل. ويرى مراقبون انها بمثابة جولة لتكريم الرئيس البرازيلى فى افريقيا على خدماته الجليلة فى التقارب بين افريقيا وامريكا اللاتينية خصوصا «مبادرة ايبسا» التى تجمع الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا كمؤشر علي إلتزام هذه الدول بدفع عجلة التعاون بين بلدان الجنوب، وتكريس الجهود للتخفيف من وطأة الفقر والجوع. ووجد استعداد البرازيل نقل التكنلوجيا الى القارة اهتماماً كبيراً من قبل وسائل الاعلام الافريقية باعتباره المدخل الصحيح للتنمية فى القارة، وكان دا سيلفا قال امام القمة:البرازيل اتخذت قرار العمل مع افريقيا لاننا لا نملك الوسائل السياسية لتسديد الدين التاريخي تجاه القارة. ما نريده هو ايجاد ظروف نقل التكنولوجيات الى افريقيا في قطاعات ذات قيمة مضافة. ووجد دا سيلفا وبلاده التقدير الكبير من القارة الافريقية للبرازيل من خلال كلمة رئيس الرأس الاخضر بيدرو بيريس التى القاها فى القمة باسم المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا التى جاء فيها ان «كلمة البرازيل مسموعة ومحترمة ورئيسها مدافع كبير عن مصالح الدول الافريقية ينبغي ان تحصل على مقعد في مجلس الامن الدولي. وطالب المتحدثون بتعزيز «التعاون بين دول الجنوب» في مجالات الزراعة وتبادل التكنولوجيا والامن والطاقات المتجددة. ويمثل الاقتصاد اهم مجالات التعاون بين البرازيل وافريقيا وكان الهدف الرئيس من انعقاد هذه القمة الاستثنائية هو توسيع قواعد التعاون التجاري بين غرب إفريقيا وبلدان أميركا الجنوبية، وفي المستوى الاقتصادي قال سيلفا فى خطابه امام القمة «قررنا اطلاق آلية مالية مع المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الغربية بشكل خاص، وافريقا بشكل عام لتعزيز التبادلات في مجالي الصناعة والتجارة. كما نريد القضاء على الفقر والجوع. ينبغي ان يكون هذا هدفنا جميعاً واعرب عن دعم منتجي القطن الافارقة الذين يعانون بشدة من منافسة منتجين غربيين يتلقون دعماً حكومياً. وقال «من الضروري العثور على حل عادل لمسألة دعم القطن لان هذا القطاع يشغل ملايين الاشخاص، وسيشكل التعاون فيه نواة تعاون مستمر وايجابي بين افريقيا والبرازيل. وحققت الروابط التجارية بين البرازيل ودول القارة في عهد رئاسة دا سيلفا قفزة نوعية إذ انتقلت من (6) مليارات دولار إلى (16) مليار دولار. واستثمرت الشركات البرازيلية بشكل مكثف في قطاع النفط والتعدين كما أنجزت مشروعات كبيرة في مجال البنية التحتية في القارة الأفريقية.