أبى العاملون في جميع مؤسسات الدولة أخذ إجازات مفتوحة للعودة إلى إقليم أبيي توطئة للاستفتاء الذي تنوي جوبا عقده في أكتوبر المقبل ليقرر سكان أبيي مصيرهم بين العودة لجنوب السودان أو التبعية للسودان، ولم يصدر حتى هذه اللحظة قرار صارم وحاسم من الحكومة تجاه هذه القرارات الرئاسية التي صدرت من دولة الجنوب، ولهذا ستنشط قبيلة المسيرية واستنفار كل أبناء القبيلة والاستعداد لأسوأ الاحتمالات خاصة وأن سفك الدماء المدعو إدوارد لينو يقف خلف هذا الأمر وبعد تصريحه العدائي الواضح الذي قال فيه إن إجراء استفتاء أبيي قائم في موعده في أكتوبر القادم سواء رضيت حكومة السودان أو أبت، وبالتأكيد وبعد هذا التصريح المستفز يكون هذا السفاك قد أعد عدته لإشعال النار في أبيي، وبالمقابل سيستميت أبناء المسيرية في الدفاع عن أرضهم، ويعلم جيداً هذا المدعو لينو بشراسة أبناء هذه القبيلة في القتال وقد جربهم قبل ذلك. لهذا يجب على أهلي المسيرية عدم الاستجابة لشعارات التعايش السلمي والذي لا يحمله الطرف الآخر من دينكا نقوك، بل يحملون الشر المستطير، ولا تعرف طبائعهم وعاداتهم مثل هذه المفردات الموغلة في الإنسانية هؤلاء القوم جبلوا على الغدر والخيانة وقد نسوا أنهم كانوا ضيوفاً على المسيرية في ديارهم بعد أن قام بطردهم النوير وهذه وثيقة أعدها باحث أبيي وثائق وحقائق ترجمة الأستاذ إبراهيم سعيد محمد أحمد معتمد لدى معهة اللغويين بلندن». وحول هجرة دينكا نقوك إلى أبيي عدد هندرسون وهاول سته قادة دينكا نقوك خلال هجرتهم الزعيم الأول جوك وابنه أويل دي جوك قادا قبيلتهما لعبور بحيرة نو والإقامة جنوب بحيرة أبيض. وقال هندرسون في وقت لاحق تحت قيادة كوال ديت من قرع أبيور رحل دينكا نقوك غرباً على امتداد أنقو الرقبة الزرقا واستقروا في المنطقة الممتدة من تبوسايا إلى حقنة أبو عرف، وفيما بعد بعد رحيل ألور حفيد كوال ديت جنوباً وفيما بعد إلى كيريتا لكي لا ينفصل عن تويج ولا يعلق بين النوير والبقارة. وقال هندرسون بعد ذلك أيضا عندما تم طرد الرونق أجويا من بحيرة أبيض بسبب عداوات داخلية أو هجمات الحوازمة، قام بيونق ابن ألور بتسلميهم كيريتا الجزء غير المحبذ من المنطقة ورحل غرباً إلى الموقع المسمى الآن سلطان أروب تيمناً بابنه، واستمرت هذه الهجرة المتطاولة لقرن تقريباً. وحتى عندما هم دينكا نقوك بالقدوم لأبيي لم يذهبوا إليها دفعة واحدة، أشار مستر دي هوكيسوورث الذي درس مجتمع دينكا نقوك إلى أنهم قدموا في مجموعتين، المجموعة الأولى وأسموها كويجي وتعني الطماعين حسبما قيل لي الكلام لدى هوكيسوورث. والمجموعة الثانية أسموها باشينق وتعني القادمين أخيراً أو اللاحقين». - «في الحقيقة بقي سلطان السلطان أروب في المكان الذي سمى تيمناً به جنوب بحر العرب إلى أن أعلن في عام 1904 أنهم يتبعون إلى كردفان وليس بحر الغزال، فقد أشار تقرير استخبارات السودان رقم «128» بتاريخ مارس 1905 إلى أنه لقد تقرر أن يتبع لمديرية كردفان السلطان روب الذي وطنه على نهر كير، والشيخ ريحان شيخ التود الذي ذكر في آخر تقرير استخبارات». تعقيب: يتضح مما ذكر الآتي: - أن هجرة المسيرية إلى جنوب بحر العرب وتبعية أبيي لهم حقيقة أكدتها الخرائط القديمة. - أن دينكا نقوك قدموا إلى أبيي بعد حلول المسيرية بقرن من الزمان كما أقر بذلك علماء الانثربلوجيا بي بي هاول هندرسون مستر دي كسيوورث دي كينسون وغيرهم - حضور دنيكا نقوك إلى أبيي لم يكن دفعة واحدة بل في مجموعتين كما ذكر آنفاً الكويجي الطماعين والباشينق. - نزوح نقوك إلى أبيي كان بفعل سببين الهروب من بطش النوير والفيضانات. وعليه كل الدلائل والبراهين تثبت أحقية المسيرية بأرضهم منطقة أبيي والتي هي سودانية رغم أنف إدوارد لينو وحكومة الحركة الشعبية بدولة الجنوب. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 1/9/2013م