ماذا قالت قيادة "الفرقة ال3 مشاة" – شندي بعد حادثة المسيرات؟    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابييي باقلام المؤرخين والصراعات العسكرية الممتده المتوقعة ... بقلم: محمدزين العابدين محمد
نشر في سودانيل يوم 21 - 09 - 2010

ابييي باقلام المؤرخين والصراعات العسكرية الممتده المتوقعة اذا لم تتوفر الحلول علي اثرانفصال جنوب السودان.
محمدزين العابدين محمد
فريق ركن
انفصال جنوب السودان سيحدث دويا هائلا في الاوساط الدولية وسيكون له تاثيرات عميقة المدي علي السودان باكمله وربما تفجرت من الحدث تطورات اخري تضر بالسودان بحجم كبير ومستمر لفترة طويلة قادمة .
فكرة فصل جنوب السودان لاسباب سياسية ودينية واقتصادية فكرة قديمة وكانت فصولها تعد بدقة علي مرور الايام بهدو وتأني . تداعيات الانفصال ستظهر السنوات القادمة اثارها المدمرة ومن الان علي الشعب السوداني شد الاحزمة والاستعداد للاقلاع والتحليق في اجواء عاصفة ومشحونه بشر مستطير والايام حبلي بالكثير المثير الا انه بالعزيمة والايمان بالله والاعتماد عليه , سنبحر الي بر الامان ما دمنا نقف مع الحق واذاخلصت النوايا وعملنا بكل الجد وبكل التفاني فسننقذ السودان وجنوبه من دمار وخراب محتمل حدوثه.
نشوب الصراع العسكري في مناطق التماس ربما يحدث بسبب عدم التعاطي السليم فيما يختص في الموضوعات الاتية :
1. الاضافات غير المتفق عليها والتي ظهرت في اتفاقية الحكم الذاتي الاقليمي لجنوب السودان لعام 1972.
2. عدم التحديد الدقيق للحدود واماكن التواجد للقبائل علي اساس المراجع التاريخية والاسانيد الاخري التي تثبت الملكية او البقاء في مناطق معينة لفترات زمنية طويلة مثال لذلك منطقة ابيي .
3. الاطماع الخارجية في مناطق ذات اهمية أستراتيجية واستغلال العوامل الاثنية والجغرافية لعزل مناطق وضمها لمناطق اخري دون وجه حق مثال لذلك مناطق النيل الازرق وخلافها.
4. الموقف الان متوتر خاصة في منطقة ابيي فالحركة قبلت بحلول هيئة التحكيم الدولية ووترفض طرح الحزب الوطني الذي صدر مؤخراوهوحل وسط للتعايش مع بعض ولتقسيم عائدات النفط بنسبة 40 % لكل من الحركة الشعبية والحكومة في الشمال و20% لسكان ابيي . المسيرية رفضوا قرار هيئة التحكيم كما رفضوا الحل الذي اقترحه الحزب الوطني وهم يقفون موقفا لن يتنازوا عنه مهما حدث كما يقولون. هنا سيحدث الانفجار والحل المحتمل والممكن هو الاتفاق بين الدينكا والمسيرية كما كان يحدث في الماضي.
التعريف " المناطق الشبيهة جغرافيا وثقافيا " لم يرد في مداولات اتفاقية اديس والتي انتهت بتوقيع اتفاقية اديس ابابا ولكن تم الحديث عن المناطق الشبيهة ثقافيا ولم يتم الوصول لاتفاق حيال ذلك (كان المقصود منطقة ابيي حسب ما ذكر ابل الير ولم يتم الاتفاق علي ما اقترحه والاضافة التي استجدت علي تعريف حدود الجنوب "المناطق الشبيهة ثقافيا وجغرافيا بجنوب السودان" لم يرد ذكرها في مداولات اتفاقية اديس ولم يتم الاتفاق علي اي تغيير يخص اي منطقة اخري بواسطة اشخاص مخولين من قبل الحكومة السودانية خلال الاتفاقية اوبعدها وكانت الحدود التي تم الاتفاق عليها هي حدود المديريات الجنوبية حسب الحدود في الاول من يناير 1956 . أتفاقية اديس توقف العمل بها منذ فترة طويلة الا انه ترتبت عليها اشياء كثير ة في المفاوضات مثل ما حدث في اتفاقية السلام الشامل ( CPA). علي ضوء صياغة قانون الحكم الذاتي الاقليمي لجنوب السودان وردت بعض التعبيرات بشكل لم يتم الاتفاق عليه خلال المداولات ولم ترد في وقائع المؤتمر الذي انعقد اعتبارا من 16فبراير1972 في اديس ابابا . بالمراجعة لكل صفحات وقائع اجتماعات المؤتمر المنعقد باديس ابابا بتاريخ 16فبراير 1972 اتضح ان الاشارة الوحيدة لمواضيع الحدود وردت باقتضاب شديد في ما ذكره السيد ابل الير رئيس وفد الحكومةعندما عرض ا لموضوعات التي لم يتم الاتفاق بشأنها ومن ضمنها موضوع ابيي وأيضا ما ذكره د منصور خالد في نهاية الاتفاقية السياسية والتي استغرقت مداولاتها ومدتها اربعة ايام (والامنية استغرقت تسعة ايام).
تحدث دكتور منصور بعد ابل الير رئيس وفد الحكومة وذكر الاتي عن موضوع الحدود :
“The question of boundaries was left because it would take time to
Implement a redefinition of the Borders. it would involve the setting of commissions to deal with the redefinition and probably
Hold referendums in some areas'

ويعني " مسالة الحدود تركت لان اعادة تعريف الحدود سيستغرق وقتا وسوف يتضمن تكوين مفوضيات للتعامل مع اعادة التعريف وربما يتم اجراء استفتاء في بعض المناطق " ورد ذلك في صفحة 17 من وقائع مؤتمر جنوب السودان المنعقد في اديس.
في استعراض ابل اللير للموضوعات التي لم يتم الاتفاق بشأنها أشار الي مسألة الحد من سلطات الحكومة المركزية لتقتصر علي التجارة الخارجية ,تخطيط التعليم وبعض الموضوعات الاخري منها بعض المناطق التي لاتشكل الان جزءا من الجنوب مثال منطقة أبيي والمناطق الاخري الشبيهة ثقافيا بجنوب السودان ؟(ورد ذلك في الصفحة الثامنة من المداولات ) لم يرد هنا ذكر الشبيهة جغرافيا ولم ترد الاشارة الي أستفتاء في هذه المناطق كما ورد لاحقا في قانون الحكم الذاتي الاقليمي لجنوب السودان . بما ان الموضوع لم يتفق عليه فكيف تم التعديل ليظهر بالصورة التي وردت في قانون الحكم الذاتي الاقليمي لجنوب السودان في فترة لاحقة ؟
تسكن اعراق مختلف داخل حدود اي ولاية او محافظة .الحدود التي تسكنها اي مجموعة وتقيم فيها الان ,من غير اللائق تحريك السكان منها علي اساس قبلي ويجب ايجاد حلول سلميه لمشاكل الرعي والزراعة وان الاوان لان يعيش الجميع مع بعض مع حفظ حقوق المواطنيين جميعا وبالمساواة امام القانون.
هيئة التحكيم ا لدولية
قررت هيئة التحكيم بالتركيز علي تخصيص مناطق للعرب بها كميات كبيرة من البترول كما عملت علي تخصيص اراضي للدينكا من ضمنها منطقة بحر العرب ومنطقة ابيي. يري البعض ان الهيئة انحازت للدينكا وهذا هو رأي المسيرية بعد صدور قرار هيئة التحكيم و يقولون ان حياتهم تعتمد علي الماء والعشب وان ابيي بالنسبة لهم حضور وليس حدود لانهم في العادة يقضون اربعة شهور في الشمال وثماني شهور في بحر العرب . كان من المفترض ان تنشب حرب ضروس في المنطقة بعد سماع قرار هيئة التحكيم في المنطقة لولا صدور قرار السيد رئيس الجمهورية والقاضي باشراك كل من العرب والدينكا في الاستفتاء وكان لذلك كبير الاثر في تهدئة الاحوال . هذا القراراوقف نشوب صراع مسلح شرس وممتد .
يعتمد المسيرية علي مراجع و مصادر تشير الي نزوح المسيرية الي المجلدفي الفترة1775 -1756 وبعده تم انتشارهم في المنطقة حسب هندرسون,السودان في رسائل ومدونات مجلد 22 , 1939 .
يتحدث هندرسون عن منطقة الرقبةالزرقاء ومنطقة امبييرو وهما اكبر روافد بحر العرب
Here now live Awlad Omran ,the richest in cattle of all the" Kodofan Baggara ,along the banks of Regba Zerga,the Bahar El Ada of the eighteenth century travelers'
(هندرسون السودان في رسائل ومدونات المجلد22 ص 51, 1939) ويستطرد هندرسون. امبييرو (Um BIERO اكثر اخضرار واكثر وضوحا من الرقبة الزرقاء الرافدالاخر لبحر العرب . هذه المنطقة يسكنها اولادكامل , المتانين والفيارين . (نفس المرجع) هذه المنطقة تحرك نحوها من الغرب مجموعات من دينكا ملوال بابقارهم الجائعة ( نفس المرجع صفحة 53) . أشار هندرسون الي ان الرحالة كانوا يخلطون بين نهر امبييرو والرقبة السوداءاو بحر العرب ويبدو ان السبب قربهم من بعضهم البعض . هذه المنطقة هي منطقة بحر العرب كما وصفها الاداري الانجليزي هندرسون والمؤرخ في نفس الوقت والمهم في الامر ان المسيرية كانوايستوطنون هناك عندما وصف هندرسون ذلك والمقال كتبه عام 1939بالسودان في رسائل ومدونات.
المسيرية الان رفضوا رفضا باتا ترسيم الحدود واوقفوا محاولات بدء عملية الترسيم
ولكنهم متمسكون بقرار السيد رئيس الجمورية باجراء الاستفتاء لكل السكان الموجودين بابيي وبعدها يمكن اجراء الترسيم المطلوب.
الدينكا وابيي
ذكر هندرسون ان القسيس نيبل من ارسالية كجوك اخبره ان الروينق ,النقوك والتويج هم من فروع الدينكا ويتحدثون لهجة مختلفة نوعا ما كما وانه عند تحرك الدينكا( عبر الحدود لداخل السودان نحوالشمال حدث الانفصال في بور وان المجموعة الرئيسة (الريك وملوال ,ألخ.)تحركوا شمال غرب والبقية تحركوا نحو الشمال وانفصلوا مرة اخري في ملكال وتحركت مجموعة علي الضفةالشرقية للنيل حتى الرنك والاخري تحركت غرب النيل وعبرت مناطق الشلك عبر منطقة وانكاي والتي تسمي (غابة العرب) . ( وانكاي ,ميوم , والرقات قرب بانتيو وهي مناطق نويرالان والمنطقة تعرف بغرب النوير ويسكنها النوير البل والجيكان وهي منطقة غنية بالبترول).
يقال ان الدينكا تحركوا تحت امرة الور حفيد كوال دت جنوبا نحو كيرريتا وتمكن من دحر الشات واستقروا بين تبوسايا وحقنة ابوعرف ويقول هندرسون ان ذلك تم حوالي قرن من الزمان قبل وصول العرب للمنطقة وبالطبع فان ذلك غير صحيح لان الاسماء عربية بالمنطقة مثال ما قاله هندرسون نقلا عن القسيس انهم وصلوا لمنطقة تبوسايا واستقروابين تبوسابا وحقنة ابوعرف( البعض يسميها هنجو ابوعرف) وهذه الكلمات عربية فكيف وصلت قبل وصول العرب مما يدحض ماقاله القسيس وهي قد تكون رواية سمعها وهو لا يجيد لغة اهل المنطقة ولايمكن ان يلم بالتاريخ و بالتواريخ الصحيحة لمئات السنين التي مضت وبدقة وفي حالة عدم وجود مراجع وهو اجني ولايجيد اللغة الا ان اسماءالمناطق باللغة العربية تثبت وصول العرب قبل ذلك اي قبل وصول الدينكا. ذكر ان كوال دت تحرك لكريرتا لئلا يقع في كماشة " بين النوير والعرب البقارة الذين احتلوا تبوسايا والتي تقع عند لفة الرقبة" وبهذالوصف لهندرسون ومن خلال الاسماء العربية فانه اثبت وجود العرب قبل الاخرين الذين حضروا لاحقا واستقروا بين تبوسيا ولفة الرقبة . اضافة لذلك ما ذكره هندرسون عن وجود اولاد كامل وغيرهم في المنطقة في منطقة روافد بحر العرب ,(امبييرو والرقبة الزرقاء ) وكانوا يستوطنون هناك دليل استيطانهم بصفة ممستديمة . ذكر ان المنطقة التي كانت جنوب بحر العرب كانت مهجورة وغير ماهولة وكان الدينكا يسمونها بحرالجوك وربما كانت مستنقعات .
"ا لمستنقعات المشار اليها تقع جنوب بحر العرب و يعتقد هندرسون انها ربما كانت هي توج مارول الموجود غرب السميحة (لاحظ وجود السميحة جنوب بحر العرب) وما ذكره هندرسون هنا يؤكد ان ان ا لسميحة تقع جنوب بحر العرب وانها شرق توج مارول وذلك يثبت ان العرب استوطنوا في هذه المنطقة الواقعة جنوب بحر العرب والسميحة كلمة عربية اضافة الي ان هندرسون ذكر ان هذه المنطقة كانت مهجورة اي لم تكون مأهولة باي قبائل جنوبية من قبل .
كتاب الصادق بابونمر ,ابيي حقا ئق ووثائق اظهر خريطة رسمها المستر ماردون عام 1901 و وظهر في هذه الخريطة نهر يقع جنوب بحر العرب وهو يسمي بحر الحمروهودليل قاطع لتبعية هذه المنطقة للعرب وهي المنطقة الواقعة جنوب بحر العرب
و الحمر هم المسيرية ويطلق عليهم المسيرية الحمر ولذلك سمي بحر الحمر وهو يسمي الان بحر اللول والنهر مبين علي خريطة رسمها عام 1901 المستر ماردون H. W. Maradon,) Oct1901 ) الموظف بحكومة السودان وتم مراجعة الخريطة عام 1903 .
في عام1953 تم تكريم بابو نمر بمنحه لقب سير ومنح ا لكسوة في مقر رئاسته في منطقة تسمي ( لو) جنوب ابيي وهي المقر لبابونمر ( في مقابلة مع الصادق بابو نمر ذكر ذلك)

حسم نزاع ولايتي جنوب كردوفان - جبال النوبة والنيل الازرق
في منتجع نيفاشا في 26مايو 2004 تم الاتفاق علي ان يكون الاساس هو المشورة الشعبية وتم الاتفاق ان تكون حدود ولاية جنوب كردفان – جبال النوبة حسب اتفاقية السلام الشامل هي الحدود السابقة لمديرية جنوب كردفان عند تقسيم كردفان الكبري الي مديريتين .مما يعني الغاء مديرية غرب كردفان التي سادت قبل الاتفاقية.
تنص الاتفاقية علي ان تخضع المشورة الشعبية في الولايتين عن طريق ممثليهم المنتخبين في المجالس التشريعية كما وسيتم انشاء لجنة مستقلة لتقويم تنفيذ اتفاق السلام في كل ولاية وترفع تقريرها للحكومة القومية وحكومتي الولايتين والتي تستخدمان التقرير لتصحيح اي أجراء ضروري لضمان التنفيذ السليم للاتفاقية.
ولاية جنوب كردفان – جبال النوبة والنيل الازرق تم اقحامهما في الامر بدون اسباب مقنعة لانها لم تكن في اجندة مفاوضات اديس ابابا عام 1972 منذ البداية والمؤتمر الذي انعقد في 1972 لم تشتمل اجندته علي موضوع يخص مناطق التماس .
اعتبارا من اليوم التي اضيفت فيه الي تعريف حدود جنوب السودان في قانون الحكم الذاتي الاقليمي (المناطق الشبيهة ثقافيا وجغرافيا ) من ذلك الحين ذرعت بزور حرب مستقبلية سيكون لها اثار استراتيجية مدمرة بالنسبة للسودان في هذه المناطق بالرغم من توضيح المقصود بالمشورة الشعبية حاليا الا ان الامر قد يتم تحريفه يوما ويستبدل بطروحات انفصالية وعدوانية. ومنذ البداية لم يكن هناك ما يبرر اللجوء لهذه الاجراءات التي ستعقد الامور اكثر من حلها وفي نفس الوقت لم يكن هناك مبررات كافية للسير في هذا الطريق الوعر . الامر الهام الذي يستوجب استيعاب تطوراته المستقبلية هو وجود الخزان في الدمازبن في ولاية النيل الازرق مما يستوجب الالتفات الي هذا الامر ألهام.
اببيي لمن تتبع ؟
اسبقية الوصول لمنطقة ابيي بواسطة المسيرية او دينكا نقوك موضوع هام ويجب الوصول له عن طريق البراهين والاسانيد والاثبات بالاساليب المتبعة. المعروف ان هذه المنطقة تفتقر للمراجع والمصادر والوثائق والخرائط الكافية التي تساهم في رسم صورة متكاملة للمنطقة وتاريخها.
تقع منطقة ابيي المتنازع عليها في جنوب بحر العرب في جنوب غرب كردفان في المنطقة التي تسمي بديار المسيرية . يقول دينكا نقوك ان حدود المسيرية تقع جنوب بحر العرب.
يعتبرالسكان الاصليين لهذه المنطقة وهم قبائل النوبة ,الشات ,التاجو, الداجو , البيقو والنينقولية وهم من المجموعات النيلية التي سكنت شمال السودان منذ قديم الزمان والبيقو كانت تعتبرالطبقة العليا والاقوي والذين حكموا الشات في المجلد ". د امين حامد زين العابدين, لمحات من تاريخ منطقة ابيي 1755-1955. " يعتقد ان قبائل المسيرية تنمي الي جهينة في جزيرة العرب ووفدوا للسودان من شمال افريقيا ثم تشاد واستقروا في المنطقة بعد هزيمة البيقو وواصل بعضهم الر حلة للسودان بقيادة زعيمهم (عينه) وكان من ضمن المجموعات التابعة له الحمر, الزرق ,أولاد حميد , الهبانية ,المهرية ,النفية والمحاميد.
مخطوطة الفكي النور موسي من اقدم المخطوطات وهي بتاريخ 1100 هجرية الموافق1700 م وهي تظهر وصول المسيرية الي المجلد بتاريخ 1765-1775.
الرحالة براون في كتابه عن جولاته في افريقيا من سنة 1792 الي سنة 1798
ذكر ان المسيرية سيطروا علي منطقة جنوب كردفان ووصلوا المجلد ما بين 1765-1775م . المستر هندروسون استشهد بهذه المخطوطة
يعتقد د. امين حامد زين العابدين أستاذ التاريخ ان دينكا نقوك حضروا من جزيره الزراف والتي تقع جنوب غرب ملكال علي نهرالزراف بعد الفياضانات التي حدثت في الجزيرة وربما بسبب طردهم بواسطة النوير بعد الهجمات الشرسة التي شنها النوير عليهم اما عن تاريخ وصولهم لمنطقة ابيي فان لجنة الخبراء دحضت ماذكره المسيرية عن تاريخ وصولهم استنادا علي ما ذكره ك.د.د هندرسون - نقلا عن القس نيبل حسب الرواية الشفهية لدينكا نقوك بانهم وصلوا للمنطقةعام 1755 م .الا ان ماذكره القسيس لايثبت اي وجود في المناطق المتنازع عليها اضافة الي ان المنطقة التي تحدث عنها القسيس تقع شمال بحر ( الادا وهو الاسم الذي كان يطلقه الرحالة في الماضي علي نهر العرب) وما ذكره مجرد حديث ليس له مايثبته.
الصادق بابو نمر يؤكد وصول المسيرية لمنطقة ابيي 1765-1775 وذلك استنادا علي التونسي وبعض المؤخرين مثال D.D.HENDERSON .K حاكم دارفور السايق" هندرسون السودان في رسائل ومدونات مجلد 22 , 1939. " المستر هندرسون يعطي فكرة عن المسيرية والذي يعرفون بالعرب بالبقارة.
.D.D Henderson, a note on the migration of the Messeria,Sudan notes and records volume 22,1939
بعنوان : A Baggara Country
The Baggary is an Arab who has been forced by circumstances to live in a country to support the cow but not the Camel .He treats his bull just as he treats his camel ,and so differs from other cattle owing people in Africa.
The physical conditions upon which his dependence exists are
Briefly a district for grazing and cultivation in the rainy season connected by a series of water holes with a river system where grass and water is available. During the summer months
لا شك ان ما ذكره هندرسون هو عين الصواب و من خلال مثل هذا الفهم والتفكير يمكن حل مثل هذه المشاكل والحلول المنطلقة من مؤثرات سياسية او عقائدية وجهوية ستعمل فقط لتعقيد المشاكل . يتضح مما تم ذكره ان العرب الرحل يعيشون في دورة يرحلون فيها شمالاوجنوباة حسب فصول السنة وتبدل الطقس وليس من السهولة ان تجبرهم علي التوقف في مساحة معينة ولايعقل ان يتحول بتعليمات مليون شخص وعشرة مليون من القطيع من الحركة والرعي في منطقة معينة وحرمانهم من مصادر المياه والمرعي . الامر يبدو مستحيل الحدوث و الا ستمرار في تبني هذا الحل بنفس الاسلوب لايعني الا السعي لتفجير حرب مستديمة بالمنطقة .

أشار هندرسون الي وصول دينكا نقوك من جزيرة الزراف في القرن التاسع عشر.
في مرجع اخريشير د عطا محمد في كتابه الحراك السياسي في جبال النوبة ان (المسيرية (من محمد المسيري) وفدوا من وداي عام 1675الي منطقة( دنقة )المجلد حاليا ووجدوا بها الشات والداجو وبعدقتال شرس مع قبائل المنطقة تحرك المسيرية للمناطق التي يوجدوا فيها الان) وهم يقومون عادة بحركة مد وجزر للرجوع في الخريف تفاديا للذبابة والبعوض مثال الان يبقوا في ابيي ثمانية شهور في السنة ويعودوا للشمال للبقاء اربعة شهور في فترة الخريف.
في مقال كتبه ديفيد براون في السودان في رسائل ومدونات وهى من اعرق المدونات السودانية وتندمج فيها وقائع الجمعية الفلسفية السودانية بعنوان "
Down Migration in the Moro Hills Of Southern Kordofan”
volumeLIII, No 53,1972
تحدث عن هجرة الكثير من العناصر الزنجية للاحتماء برؤوس الجبال والاماكن العالية كاجراء دفاعي من الهجمات الشرسة من بعضهم البعض ومن القبائل العربية التي انتشرت في هذه الفترة في هذه المنطقة اضافة لتجار الرقيق وعناصر الحكومة التركية التي كانت تديرتجارة رقيق ايضا في تلك الفترة م ومرورا بفترة الحكم التركي اعتبارا من 1821 وفترة المهدية و لم تستقر الاوضاع لتمكن القبائل الجنوبية من التحرك نحو الشمال او الاستقرار في السهول للعوامل السايق ذكرهاوالتحركات لم تحدث بشكل معتبر الا بعد بداية الحكم الانجليزي المصري في1898 . انظر كيف تحدث الكاتب عن فرار السكان للمرتففعات هروبا من المخاطرفي السهول .
“They have been forced by the need for security from each other, from Baggara nomads ,from government ,from Government sponsored slave trade during Turkiya and finally from Mahadist Armies. Following the Anglo Egyptian invasion of Sudan and the establishment of a strong Administrative system, the inter tribal wars were Brought to an end.
يمكن ان يعطي ذلك صورة عامة للمشهد الذي كان يسود المنطقة ويمتد غربا حتي المجلد حيث يوجد التجمع الرئيسي للقبائل العربية التي تكدست شمال منطقة ابيي الي منطقة حول المجلد كما تكونت قري عديدة في المنطقةغرب جبال النوب.
ملخص عام
الارث الانساني والسياسي والاجتماعي للصراع المسلح التاريخي بين الشمال والجنوب افرز تداعيات مريرة ومدمرة للسودان واهله .لم يعد الصراع محدودا بل صراعا ممتدا واصبح دينيا وعرقيا وعقائديا واقتصاديا وتشترك فيه اطرافا متعددة ولها مقدرات هائلة ومؤثرة وهي اكبر من طاقاتنا وقدراتنا . بالرغم من الانجازات والجهود الايجابية في مجال السلام الا انه واكبت هذا الجهد بعض اوجه القصور وعدم التركيز فيما يصاغ ويدون خاصة الجوانب التي تحمل في طياتها بذور التفاعلات المستقبلية السالبة
فكان هنالك دائما من يتلصص ويتنصت ويدبر بليل ويخطط ويغش ويمهد لانفصال جنوب السودان دون وجود الرغبة الحقيقية لمعظم اهله في هذا الانفصال.
تم تحريف وتزوير مقاطع تشير الي تفاعلات وتطورات مفصلية لم يتم الاجماع او الاتفاق عليه وتركت لسنوات عديدة بدون تصحيح وبالتالي ستؤدي لنتائج قبيحةالابعاد والتداعيات . اتفافية اديس حققت نجاحا لايستهان بها اذ جمعت بين اهل الجنوب لاول مرة في التاريخ ليحكموا انفسهم بانفسهم الا ان الرياح لم تأت بماتشتهي السفن.
. بعد نجاح الحركة الشعبية في الانتشار قي مناطق شاسعة في جنوب السودان ونقل المعركة الي اجزاء اخري من السودان استطاعت ان تحرز انتصارات سياسية داخل وخارج السودان واستطاعت الولوج الي مركز صناعة واتخاذ القرار في دول عظمي ومنظمات عالمية وعاونها رهط من اهل السودان علي طول البلاد وعرضها وكم لا يستهان به منهم كان يهدف الي محاربةالنظام القائم وباي شكل من الاشكال . عند تطبيق اتفاقية السلام الشامل CPA برز تأثير الخلافات, الحادة بين الشريكين وظهرت بعض الصراعات المسلحة الداخلية بمعاونة بعض دول الجوارمما اعاق سهولة تنفيذ الكثير مماتم الاتفاق عليه وبرزت المؤثرات السالبة القبلية منها والجهوية والاثنية والتي وقفت سدامنيعا امام تنفيذ الاتفاق و التطبيع بين شريكا الحكم .عندما تقرر الاستفتاء بخصوص ابيي لم يرض المسيرية ولم يتوقف الطرف الاخر من التشديد ومن المطالبة باكثر مما هو ممكن . المسيرية الان يقفون ضد ترسيم الحدود ويحشدون القوات لمنع ذلك لان النزاع علي الحدود لم يحسم والمسيرية يقولون انهم وفدوا لمنطقة بحر العرب قبل دينكا نقوك وهي قبيلة صغيرة طردها النوير من جزيرة فنجاك والمسيرية يعتقدون ان قبيلتهم يربو تعدادها علي المليون شخص ويملكون عشرة مليون من الابقار. الدينكا يرفضون ذلك ويقولون انهم كانوا بالمنطقة قبل المسيرية الاانهم لم يقدموا البراهين الكافية. استطاع المسيرية حشد مراجع عديدة وشهود وابدوا اعتراضهم علي محاولات وقوف لجنة الخبراء وانحيازها لجانب الدينكا ولاحقا راي هيئة التحكيم والموقف الان ينبئ بشرر مستطير وستكون له عواقب وخيمة الا اذا جرت محاولات اخري لحل النزاع سلميا وهذا ممكن .
الاحداث التاريخية والعلاقات التاريخية بين قبائل المسيرية والدينكا كانت متميزة في اغلب الاحيان وقد برهن ذلك علي امكانية التعايش السلمي وفي نفس الوقت تبرزامكانية تفجر المشاكل والصراعات بواسطة المتزمتين والمتطرفين سياسيا واثنيا.
تبرز هنا أهمية العلاقات الانسانية بين السكان وتحقيق السلام والاستقرار علي خطوط التماس واثرها علي الوحدة .بالرغم من التعايش السلمي الذي ساد المنطقة لفترات طويلة الا انه خلال فترة السبعينات و ثمانينات القرن الماضي حدثت صراعات مسلحة بين الطرفين.بالرغم من ذلك كان لحكمةالزعماء القبليين كبير الاثرفي الي استمرار العلاقات الجيدة بين الطرفين سواء كانت بين اروب كو ال والناظر نمر علي الجلة او بين دين مجوك وبابو نمر
اهم النتائج
مشكلة ابيي ستنجم عنها مشاكل وصراع مسلح ممتد وبشكل لم يشهده السودان والصراع سينشب اذا لم يتبع اسلوب التراضي والحلول التوفيقية والسلمية .
اتضاح التزوير في كتابة نصوص الاتفاقيات والذي نشرعلي نطاق واسع محليا وعالميا بحجم كبيروعلي اساس انه حقيقة و يمكن من خلاله تعديل وضم جزء من حدود شمال السودان الي الدولة الجديدة اذا تم الانفصال ولم يكن ذلك يمثل رغبة اهل جنوب السودان في يوم من الايا م هذا الامر يعتبر مشكلة كبيرة الان لانه بنيت عليه موضوعات تخص مستقبل ملايين السكان وحجم هائل من الثروة القومية والاراضي الخصبة وهذا الكم الهائل من الثروات يشكل امر مفصلي وهام في الحاضر والمستقبل ويجب اعطائه الاعتبار الكافي.
- بروز مراجع تاريخية تثبت تاريخ حركة قبائل المنطقة مثل الدينكا والمسيرية بالرغم من المغالطات بواسطة البعض علي اسس سياسية وقبلية واثنية وضغوط خارجيةوخبراء اجانب.
هنالك ظلم حاق بالمسيرية بواسطة لجنة الخبراء وهيئة التحكيم الدولية.
اتضح ان الكثير من المراجع تثبت تواجد المسيرية بالرقبة الزرقة وامبييرو وجنوب بحر العربايضا ولا توجد مراجع او اثبات يعطي الحق لغير هم في الرعي والزراعة. الدينكا لهم ايضا حق الرعي والزراعة والمفروض تقسيم المناطق المتنازع عليه ليستخدمها الجميع بالاتفاق والتعايش السلمي.
بالعمل الجاد يمكن أثبات الكثيرالذي لم تتضح معالمه في الوقت الحالي .
-الوجودالاجنبي المنحاز والمؤثر في قضايا هامة ومصيرية داخل السودان وذلك من خلال المهام التي يؤدونها في المنظمات العديدة والمنتشرة علي طول البلاد وعرضها سيؤدي فقط الي بروزمشاكل وصراعات مستعصية وسياتي بنتائج عكسية لجميع الاطراف.
وجود الانحيازضد السودان علي ارفع المستويات في المنظمات الدولية اضافة للضغوط في كل المجالات سؤدي الي حدوث نتائج سلبية للجميع .
توصيات
مفاهيم التعايش السلمي يجب ان تسود وكذلك قيم التسامح والتصالح مع اللجوء للقيم الانسانية الراقية وتغيير المفاهيم البالية التي تسودها الكراهية لتستبدل بقيم المحبة والتسامح وقبول الاخر والامر يحتاج لحملات توعية وتثقيف ولاشك هنالك تخلف حضاري يسود هذه المناطق خاصة في مناطق الرعاة والزين لايستقرون قي منطقة واحدة .
تبرز اهمية الوصول لاتفاق بين السكان في مناطق الرعي ومصادر المياه بالتساوي بين القبائل وبالاخص بين الدينكا والمسيرية وبعبارة اخري , المسيرية يجب ان يكون لهم مضرب حتي بحر العرب كما يجب ان يكون لهم مرعي من بحر الحرب ويمتد شمالا حتي مكان استقرارهم في الشمال علي ان يعودوا بنفس المضرب وان يكون للدينكا نفس الحقوق للسكن والرعي في المنطقة في المنطقة.
اهمية بذل الجهد لغرس مفاهيم التعايش السلمي والاندماج المجتمعي في منطقة التماس ويبرزهنا اهمية العمل لدعم التمازج التاريخي الذي حدث هنا منذ عشرات السنين.
يستوجب الامر غرس مفاهيم الوحدة الجاذبة من خلال تنمية المشاعرالقومية ومفاهيم الوحدة بين السكان .
في العادة النزاع علي الارض تتبعه الحرب اذا لم توجد التسوية العادلة ويجب الالتفات لذلك بتوخي العدل والمساواة والحيدة التامة وعدم الانحياذ لاحد الاطراف و الحل لايتم عبر قرارات فوقية مع اعطاء الفرصة لاهل المنطقة لتبادل الاراء واظهار المظالم التي
يعتقدونها.
أهمية تضميد جراح الماضي وفتح صفحة جديدة يسود فيها التعايش السلمي ومشاعر الاخاء والمشاعر القومية والمودة ومن ثم القيام بالتنمية والارتقاء بالمجتمع من خلال تقديم الخدمات المطلوبة . يتطلب الامر قيام حملة اعلامية بالرغم من قصر الفترة المتبقية . الامر يحتاج لعملية تصالح كبري و اهل المنطقة أدري من غيرهم بشعابها والا لما تمكنوا من ان يعيشوا مع بعض عشرات السنين والمطلوب الان غرس ثقافة السلام بدون التهاون في تطبيق القانون والخطط التنموية.

يوجد بعض القادة في المستويات الصغري والكبري ممن لهم المقدرة علي تصعيد الاحداث التي يمكن ان يتم احتوائها بقليل من الحكمة والهدوء ومن خلال المؤتمرات
القبلية والتي برهنت التجارب التاريخية علي قبولها خاصة لدي الاوساط الاهلية ويجبالعمل بها من خلال التسامح ومد الجسور و تضميد جراح الماضي ويمكن علي ضوء ذلك انجاز الكثير .
كان من المفترض الان وبعد الاتفاقية ان تكون الاجواء قد تهيأت لتنمية مشاعر قومية واخاء بين الجنوب والشمال وهنا يجب ان نضع في الاعتبار تحركات الرعاة في هذه المنطقة حتي اذا أدي تقرير المصير لفصل الجنوب كما ويجب أن نضع في الاعتبار ماذا سيحد ث اذا قامت الدولة الجديدة بقفل حدودها اذا تم الانفصال ؟. المتوقع في هذه الحالة علي ضوء المعطيات التي تتبدي حاليا هو نشوب حرب ممتدة . المفروض دراسة حركة السكان في مناطق التماس وعلي ضوء هطول الامطار ومواسم الجفاف والتدهور البيئي والوضع الراهن لايوفر الضمان لانسياب حركة السكان والناس بصفة مستديمة ما لم تعمل ضمانات اخري بقدر كافي.
تصريحات المسؤولين يجب ان لاتحرض علي الحرب اولفرض واقع جديد لم يرد في الاتفاق واتخاذ الاجراءات القانونية ضد من يخالف . زعماء القبائل والقادة في المجتمع المدني علي مختلف المستويات عليهم التحلي بضبط النفس واتخاذ القرارات العقلانية لتفادي نشوب حرب جديدة تؤدي الي تداعيات أنسانية كبري. كل المعطيات تشير الي احتمال نشوب حرب ضروس بالمنطقة اذالم تتم المعالجةالسليمة والسلمية للمشكلة في منطقة ابيي وللمناطق الاخري الا ان البؤرة الساخنة الان هي منطقة ابيي لان هنالك تعبئة واستعدادوالمسرح جاهزللانفجارفي اي لحظة .

المتغييرات المناخية والبيئية التي يشهدها العالم حاليا تشيرالي تدهور الاحوال المناخية و السودان ليس بمعزل عنها ونحن نشاهد باعيننا ما يحدث من حولنا بغرب افريقيا وشرقها اوبشمال دارفورمنذ مجاعة عام1984 م وما يحدث الان بشرق افريقيا والقرن الافريقي . كل ذلك يستدعي أجراء الترتيبات لضمان انسياب الناس والحيوانات والبضائع عبر الحدو داخل البلد وضمان ذلك مستقبلا اذا انفصل الجنوب .منطقة ابيي هي احدي المعابر نحو المراعي والمياه جنوبا وسوف تكون منطقة ابيي منطقة اندفاع وتدفق سكاني وحيواني بحجم كبير نحو الجنوب مستقبلا في ظل الجفاف المتنامي حاليا .هذا الامر حيوي ويجب وضعه في الاعتبار ووضع الخطط لمواجهة ذلك وكيفية أستيعاب هذ الكتل البشرية والحيوانية المتجهة جنوبا مستقبلا بسبب الجفاف والتصحر والحل العسكري لن يكون ملائما او مجديا ولنأخذ العبرة من النزاعات في مناطق اخري من العالم والتي اصبحت نزاعات ممتدة بسبب الارض والمراعي و اصبحت مزمنة وتتعقد علي مرور الايام .قبل ذلك يجب ان نضع في الاعتبار سايكلوجيية اهل المنطقة ومزاجهم القبلي وردود افعالهم حيال مثل هذه المواقف وهو امر يعرفه سكان المنطقة اكثر من غيرهم . مراكز البحوث من المفروض ان تكون قد قطعت شوطا في رسم خريطة التحولات المناخية والبيئية والدمغرافية والسياسية من باب الاحتياط لهذه المتغييرات والتخطيط لكيفية درء اثارها الضارة . الرمال الزاحفة جنوبا لاشك تدفع امامها حزام عريض من الناس والحيوانات . التنبؤ بما قد يحدث سيكون مفيدا لاجراء التحولات الضرورية وبالتالي ربما تحدث نتائج حضارية واجتماعية واخري لها عمقها وتأثيره في هذه المناطق المتأثرة كما ربما ادي ذلك لوقف ا لصراعات المسلحة بسسبب شح الموارد والصراع عليها اضافة الي وقف التحريض السياسي الشرس علي اساس قبلي وجهوي لتحقيق مطامع لا علاقة لها باهل المنطقة من الطرفين .
مقترحات لدارسا ت وبحوث مستقبلية
1.اجراء البحوث عن الفترة التي هاجر فيها المسيرية والدينكا للمنطقة مع التدقيق في المراجع والرواة والاسانيد الاخري.
2 .الاثار الايكولوجية والمناخية والتي ستؤثرعلي البيئة وحركة السكان لتفادي نشوب الصراع مستقبلا في مناطق النزاع الحالية ( حياة السكان تعتمد علي الحركةالمستمرة).
3 .امكانية توطين الرحل والعمل علي استقرارهم لتقديم الخدماة الضرورية من صحة وتعليم وخلافه .وهل يستدعي الامر شق قنوات شمال بحر العرب لتحقيق استقرار الرعاة بالطبع سيكون ذلك احد الحلول المقترحة وسبق ان تقدم به البعض.
Mohamed Zein-Elabdin [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.