جاء لقاء الرئيس البشير والإمام الصادق المهدي علي أنه في إطار مشاورات الرئيس التي يجريها مع قادة الأحزاب السياسية في إطار مبادرته المعلنة قبل شهرين لتقديم حزمة رؤى لحل مشكلات السودان المتأزمة ونزع فتيل الاقتتال والخلاف الخلاف السياسي في المناطق المتوترة، ولم يكن أحد يظن أن الهدف الأساسي من اللقاء هو مجرد الحديث عن مشاركة حزب الأمة في التشكيلة الحكومية الجديدة، وحتي حتي حديث البشير والمهدي لم يكن ينصب علي غير التفاهم حول القضايا القومية عندما أدليا بتصريحات مقتضبة عقب اللقاء، إذاً جاءت النقطة المخالفة في التناول الصحفي من تصريحات منسوبة للدكتور الفاتح عز الدين رئيس لجنة العمل والإدارة والمظالم بالمجلس الوطني القيادي بالمؤتمر الوطني ألمح فيها بأن اجتماع البشير والمهدي سيقضي لمشاركة حزب الأمة في الحكومة بعد التشاور الذي سيجريه الأخير داخل أروقته. أذن هنالك نقاط رئيسية في تصريح الدكتور الفاتح أنه ليس مسئولاً عن الملف بحكم المسئولية حسب الخبر ثم إنه لم يؤكد أو يقطع بما قاله بل ألمح مجرد تلميح وليس قولاً صريحاً والثالثة أنه يتحدث عن المستقبل أنه سيقضي إلي المشاركة، ما يشير إلي أنه نتيجة مستقبلية قد يصلها الأمر أو لا يصلها. إذن هنالك تهجس شديد من مجموعات عديدة تجاه أي تلاقي بين الأمة والوطني سيما بعد التسريبات عن احتمال التقارب بين الوطني والشعبي، وأول هذه الجهات التيارات اليسارية التي تعتبر الأمة المستودع الجماهيري لتحركاتها فيما يعرف بخطة المائة يوم الفاشلة أو أي محاولة تحريك للشارع كتلك التي بدأت العام الماضي في مسجد الأنصار بود نوباوي ولم تنجح، بيد أن هنالك تيارات داخل حزب امة نفسه ذات توجيهات مناطقية تخشي علي تلاشي تيارها إذا تلاقي الوطني والأمة من جانب واستعاد الوطني والشعبي علاقتيهما العضوية من جديد. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 1/9/2013م