تسارعت خطى دولتي السودان وجنوب السودان نحو الأفضل بعد الزيارة التي قام بها الفريق اول سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان للبلاد مطلع سبتمبر الحالي وانفرجت العلاقة بالتواصل والتنسيق واتخاذ المزيد من الاجراءات المعززة للثقة بين البلدين في اجواء ايجابية تدفعها ارادة سياسية راسخة لدى قيادة البلدين لترقية اواصر التعايش السلمي والجوار الحسن النافع وتحقيق المصالح المشتركة للشعبين اللذين لم تنقطع بينهما رباط الوجدان ووشائج القربى والتواصل بالرغم من وقوع الانفصال. وبذلك يقدم البلدان والشعبان نموذجا افريقيا للعالم قائما على التعاون والتكامل بين دولتين خارجتين من نزاع امتد لعقود من الزمان. وانجزت بعض النقاط والخطوات خلال الأيام الفائتة من بعد زيارة رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير للبلاد. في زيارة رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى رئيس جنوب افريقيا السابف ثابو امبيكي للخرطوم قبل ايام بعد زيارة الرئيس سلفاكير وقع المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والرئيس امبيكي على خطاب مشترك موجه للمجتمع الدولي وفقا لاتفاقية التعاون بين دولتي السودان وجنوب السودان بينما وقع الرئيس سلفاكير على الخطاب يوم امس الجمعة -بحسب تصريحات وزير الخارجية كرتي- حيث ينادي الخطاب المجتمع الدولي لاعفاء ديون السودان الخارجية ولدعم التنمية في جنوب السودان كدولة وليدة ولاستقطاب مساهمة المجتمع الاقليمي والدولي لسد الفجوة الاقتصادية في السودان نتيجة فقدان عائدات نفط جنوب السودان بعد الانفصال والتي تقدر بنحو 3,5 مليار دولار, ولرفع العقوبات الاقتصادية الأحادية عن السودان. وتلقى وزيرا خارجية السودان وجنوب السودان كذلك عقب زيارة سلفاكير دعوة من الاتحاد الاوربي لزيارة بروكسل للتشاور والتباحث مع المسئولين بالاتحاد حول اوجه الدعم التي يمكن ان يقدمها الاتحاد للبلدين خاصة في مجال المشروعات العابرة لحدودهما . ويعتبر المراقبون ذلك فرصة للوزيرين لتنسيق التحرك الدبلوماسي الثنائي في الفترة المقبلة خاصة وأن البلدين قد تلقيا دعوة من البنك الدولي للمشاركة في اجتماعاته في اكتوبر المقبل . وفي اطار نهج التواصل على مختلف المستويات بين الدولتين بعث السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ على عثمان محمد طه بدعوة لرصيفه السيد جيمس واني ايقا نائب رئيس جمهورية جنوب السودان لزيارة السودان حيث سينعقد الاجتماع الاول للجنة العليا المشتركة بين البلدين التي يقوم على رئاستها السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية ونائب رئيس جمهورية جنوب السودان وحسب تأكيدات وزير الخارجية على كرتي فان سفير السودان لدى جوبا سيسلم الدعوة خلال اليومين القادمين. وقامت وزارة الخارجية في الايام الماضية بتشكيل الجانب السوداني من الالية المشتركة وقال كرتي انه سيتم في المرحلة القادمة عقد الاجتماع الاول للالية التي تعمل كمقرر للجنة المشتركة العليا لتنسيق ومتابعة تنفيذ كافة الاتفاقيات بين الدولتين ويدعم ذلك الجهد الدبلوماسي المشترك الذي اقرته مذكرة التفاهم للتشاور السياسي والتعاون التي تم التوقيع عليها بين الوزارتين خلال زيارة الرئيس سلفاكير مؤخرا للخرطوم. ومن النقاط المهمة ايضا تلقي وزير الداخلية المهندس ابراهيم محمود دعوة من رصيفه وزير الداخلية بجنوب السودان لزيارة جوبا قريبا لبحث ملف معاملة مواطني كل بلد في البلد الاخر الذي يشمل تسهيل حركة المواطنين واتفاقية الحريات الاربع وتأسيس المعابر على الحدود بين البلدين. كما نلحظ التواصل بين الاجهزة التشريعية بالبلدين حيث من المتوقع ان يزور وفد المجلس الوطني ومجلس الولاياتبجنوب السودان البلاد خلال الفترة المقبلة في أطار التعاون والتنسيق البرلماني المشترك على المستويين الاقليمي والدولي بعد الزيارة الناجحة للوفد البرلماني السوداني لجوبا برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني. اما التواصل في الاطار الاقتصادي غير الحكومي فقد شهدت علاقات العمل بين البلدين نشاطا ملحوظا فأثناء زيارة وفد ترأسه رئيس غرفة التجارة والصناعة بجنوب السودان الذي رافق الرحلة الاولى لأول خطوط طيران جنوب سوداني للخرطوم تم الاتفاق على زيارة وفد كبير من رجال الاعمال يضم كافة غرف وأفرع اتحاد اصحاب العمل السوداني الى جوبا خلال الايام المقبلة.