بداية ، لا بد من التأكيد على أن القرصنة ، بكل أشكالها ، ودوافعها ، هي عمل مرفوض ، لأنها باختصار انتهاك للأعراف والقوانين الدولية ، وتهدد سلامة الملاحة في البحار ، وتشكل بصورة أخرى عودة إلى عصر الغاب ، والذي لم يختف ، بل لا يزال موجودا وبصورة مرعبة أكثر ، وتجسده قوى الشر والاحتلال ، ممثلة بالعدو الإسرائيلي ، والذي تنكر لحقوق الإنسان ، وللقانون الدولي ، مصرا على تحقيق أهدافه ومخططاته العدوانية العنصرية. قراصنة الصومال هم إفرازات الحرب الدائرة في القرن الإفريقي ، منذ أكثر من ربع قرن ويزيد ، والتي انتهت بالقضاء على الصومال كدولة ، والعودة به إلى العصور الوسطى... وتتحمل الولاياتالمتحدة الأميركية ، وحلفاؤها ، مسؤولية هذا الخراب ، وهذا الوضع المأساوي ، وهذا الجنون ، الذي يضرب منطقة القرن كلها ، بعد أن حولها إلى منطقة محروقة. إن ظاهرة الصوملة ، هي التي أفرزتها القرصنة ، وأفرزت أمراء الحرب ، وأمراء القرصنة ، ولكن لا بد من التفريق بين هذه الظاهرة الفردية ، والتي تنحصر في البحث عن مغانم ومكاسب وثروات ، وبين قرصنة إسرائيل... التي قامت بمساعدة واشنطن ولندن وباريس ، باختطاف وطن بكامله ، وتشريد أهله ، في أربعة أرجاء المعمورة. ما قامت ، وتقوم به عصابات الاحتلال من اختطاف السفن في عرض البحار ، وتلفيق قصص الأسلحة وتهريبها ، هو انتهاك للقانون الدولي ، فمن هو الذي نصب هذه العصابات لاعتراض سفن تبعد عن سواحل فلسطينالمحتلة أكثر من 180 كيلو مترا؟؟ ومن الذي أعطاها الإذن لمصادرة ما عليها؟؟ أليست تجارة الأسلحة عملا مشروعا؟؟ وإلا فكيف يتم تسليح جيوش أكثر من 200 دولة في العالم ، وكيف يتم نقل الأسلحة الأميركية أو البريطانية أو الفرنسية أو الروسية.. الخ للدول التي تشتريها ، ألا يتم ذلك بواسطة السفن والطائرات الضخمة. إن السكوت عن أعمال القرصنة يعطي الحق لأية دولة في العالم باعتراض أية سفينة ، بحجة البحث عن السلاح ، أو الذهب ، أو الأعداء الوهميين الذين يهددونها.. وفي هذا الصدد نذكر من نسي ، أو تناسى بما قام به العدو الصهيوني ، من اعتراض السفن التي حاولت تزويد قطاع غزة بالامدادات الإنسانية ، وسكوت العالم عن هذه الجرائم. باختصار... إن اختطاف العدو الإسرائيلي للسفن في عرض البحار ، هو امتداد لنهجه في القرصنة ، والذي لم يتوقف منذ اختطاف فلسطين ، ولا يزال متكررا ، وسيبقى ما دامت واشنطن وحلفاؤها يدعمون ، ويتغاضون عن جرائم هذا الكيان. المصدر: الدستور 9/11/2009