مطار الخرطوم يعود للعمل 5 يناير القادم    مصر تؤكد دعمها الكامل لوحدة وسيادة الصومال    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار صباح موسى مع ياسر يوسف الناطق الرسمي بحزب المؤتمر الوطني
نشر في سودان سفاري يوم 28 - 10 - 2013

قناة العربية تم التعامل معها أكثر من مرة وتنبيهها في حوادث مشهودة.
لدينا شباب بالمؤتمر الوطني منتشرون على الفيس بوك لنقل المعلومات الصحيحة.
التغطية المحلية للأحداث كانت متوازنة إلى حد بعيد.
قناعاتنا في المؤتمر الوطني هي تقديم كل من أخطأ في حق المواطن للعدالة.
الاحتجاجات إنتهت ولكن.....
لابد أن يوضع حد للانشقاق فالوطن لم يعد يحتمل مزايدات سياسية.
المواطن ضحى كثيرا من أجل الحكومة ويستحق أن نقدم له أكثر من ذلك.
كلنا لدينا كلمة وكل المذكرات التي قدمت نوقشت داخل المؤسسات.
الأحداث ذكرتنا بكثير من الأمور لم تكن في سلم الأولويات.
نحتاج أن نستحضر قيمة التسامح لنعيد زراعتها في التربة السياسية.
ماحدث هو احتجاجات استغلتها جهات ذات أجندة وضعاف نفوس.
الخرطوم- أفريقيا اليوم: صباح موسى
التغطية الإعلامية للأحداث الأخيرة بالبلاد كانت موضع اتفاق واختلاف بين الناس، فهناك من رآها منحازة لطرف بعينه على حساب طرف آخر، وهناك قنوات فضائية أغلقت مكاتبها بالخرطوم احتجاجا على تناولها للأحداث، وانقسم الناس ما بين مؤيد ومعارض للآداء الإعلامي ، كما انحصر التناول مابين تهويل وتهوين لحدة ماجرى. وفي حديثنا مع الناطق الرسمي للمؤتمر الوطني ياسر يوسف أظهر كثير من الحقائق والمواقف تجاه الأحداث، وفسر فيه الكثير من التساؤلات التي تدور في أذهان الناس بشأن هذا الموضوع. وفيما يلي تفاصيل الحوار معه.
رؤيتك للتغطية الإعلامية الخارجية للأحداث الأخيرة بالبلاد؟
افتكر أن الثورات العربية غيرت كثيرا ليس من قواعد مهنة الإعلام، لكن من تصورات الناس، وأنه كيف يروا الاعلام، وهنا أؤكد من البداية أن قواعد الإعلام المهنية لم تكن ثابتة أصلا، لكن في ذهن كثير من الناس كانت ثابتة ومستقرة، ولكن هذه الثورات كشفت هذه المسألة لكل الناس، واستبان أن هذه المعايير ليست ثابتة ولا مطلقة، فهناك معايير متغييرة وفقا لتقاطع الأجندة والمصالح، من هذا الباب الواسع أستطيع أن أقول أن الحالة السودانية لم تكن بمعزل عن هذه القاعدة، وبالتأكيد هناك وسائط ووكلات إعلامية التزمت جانب المهنية لما جرى بالسودان، وأخرى لم يرتقى آدائها للإلتزام بالمهنية والموضوعية.
ماهي القنوات التي رأيتموها تنقل الأحداث بموضوعية؟
كل من التزم بأنه ينقل الحدث كما هو دون زيادة وتزيد أو اثارة ومبالغة ينطبق عليه هذا الوصف، قنوات اجتهدت أن تنقل الحدث كما هو، لكن هناك قنوات حاولت أن تكون طرفا في الموضوع السوداني، فخالفت جانب الموضوعية المهنية.
وهل يوم واحد كان كافيا للحكم على مهنية هذه القنوات وغلق مكاتبها بالخرطوم؟
فيما يتعلق باغلاق القنوات التي تم إغلاقها، أقول أنه لو بتقصدي العربية واسكاي نيوز، فالعربية قد تم التعامل معها أكثر من مرة، وتم تنبيهها، في حوادث مشهودة للمتابع السوداني، وهذا ربما ماجعل أن تتخذ هذه الإجراءات السريعة في حقها، وتابع الناس جميعا تغطية الأحداث في اليومين الأوائل، لم تكن تغطية مهنية وموضوعية تعرض الواقع كما هو.
ولكن اليوم الأول للأحداث بالسودان كان مزعجا بالفعل ولم يكن يوما عاديا؟
صحيح وحتى الاعلام المحلي نقل ماحدث يوم الأربعاء، لا حديث على من نقل الواقع كما هو، لأنه في المؤتمر الوطني لدينا قناعة بأن تعطي حرية الإعلام للعمل، ونقل ماتراه للناس ، ولكن تنقل الحقيقة بعيدا عن التهويل في أعداد وأرقام من خرجوا للتظاهر ومن ماتوا فيه، اذا تم تخريب تقول تم تخريب، اذا تم اعتداء على الممتلكات تقول ذلك كما هو، أعتقد أن هذا هو الموضوعي، لكن أي زيادات أو مبالغات والتحيز لطرف دون طرف في مثل هذه الاحداث يجعل الآلة الاعلامية ليست مهنية، لكنها تتبنى رؤية دون الرؤية الأخرى، وهذا مجاف لأبسط قواعد المهنية.
ولكن الجهات الرسمية كانت متأخره في تمليك المعلومة ولذلك كانوا يلجأون لمصادر أخرى؟
لا أقتنع أن هناك أي مبرر من المبررات تجعل وسيلة إعلامية تنقل شيئا ليس حقيقيا، وليس دقيقا حتى يمكن التشبث، ودعيني أقول أن التطور التكنولوجي الذي نعيشه في عالم اليوم مهما تأخرت السلطات المسئولة، بامكان الوسائط الاعلامية أن تنتج مادة خبرية ذات مصداقية عالية تقدمها لمشاهديها، والوكالات الإعلامية التي تعمل بالسودان طالما لديها ترخيص من حقها أن تنقل الصورة الحقيقية، دون أن تنتظر الرأي الرسمي، لكن أن تنقل الصورة الحقيقية الموجودة بالشارع، مثلا ارقام الضحايا الذين سقطوا والذين أترحم عليهم جميعا وأعزي أسرهم، كان يمكن اللجوء للمستشفيات، حتى لو تأخر الإعلان الرسمي عنها، كان يمكن التحقق، أريد أن أقول أنه يمكنك أن تصل إلى المعلومات الحقيقية التي تتصل بالواقع الموضوعي لتقدم رسالة مهنية غاية الدقة والصدقية للجمهور.
هل حديث وزير الداخلية بأن بعض صور الضحايا التي نقلتها بعض الفضائيات كانت صورا للأحداث بمصر هل هذا الحديث يمكن أن يكون دقيقا أو موفقا؟
ليس هذا مجال أن أقول حديث الوزير موفق أم لا، لكن دعيني وربما تتفقين معي أن كثير من التغطية لم يكن مهنيا، ولكن الجانب الذي تحدث عنه الوزير أم لم أطلع عليه، وحدث في بلدان أخرى، وأنا وقفت على ذلك بأن تنسب القنوات الفضائية صور حدثت من قبل، لذلك أنا أدعو كل القنوات الفضائية أن تلتزم جانب الدقة وأن تنقل الأخبار من مصادرها حتى لو لم تتوصل لمصادر، عليها أن تجتهد اجتهادا بالغا في أن تنقل صورة حقيقية لأن هذا هو رأس مالها عند المشاهد، ولو فقدته لم تستطع أن تقنع المشاهد بما تقدمه مستقبلا، وكذلك انتشار وسائل التواصل الإجتماعي ونقلها للمعلومات والصور والفيديوهات، ينبغي على القنوات الفضائية أن تتحقق من ذلك أولا قبل الإقدام على نشر أي مادة منقولة منها، لأنه هناك مرات المصادر فيها لم تكن دقيقة، والقضية أن القنوات الفضائية مدعوة لأن تكون دقيقة وأن تتحرى مصادرها قبل العرض.
في أحداث مشابهة بالعالم يأتي المسئول في تنوير صحفي ومعه صور وفيديوها ووثائق تدعم مايعرضونه من معلومات، هذه الظاهرة لم نجدها بالسودان لماذا؟
دعيني أميز بين مستويين المستوى الحزبي الذي التزم به وجانب رسمي أنا لا أستطيع أن أعلق عليه، فهناك تقديرات في الموضوع، ونحن في المؤتمر الوطني لم نعمل أي مؤتمر صحفي على الأحداث حتى الآن، ولكننا نتابعها عن قرب، ونوصل رسالة الحزب عبر الوسائل الإعلامية المختلفة، وعرض الوثائق والأدلة، وهذا مطلوب في العمل الاعلامي، لكن ربما السلطات الحكومية لها تقديراتها، هناك الآن جملة من الاعترافات من الذين قاموا بالتخريب والاعتداء وحتى القتل، لكن ربما السلطات الحكومية ترى أن هؤلاء الآن في طور التحرر، ولا ينبغي قانونيا أن يعرضو على أجهزة الاعلام بما يكفله لهم القانون المحلي والدولي، فالمتهم برئ حتى تثبت ادانته، ربما يكون هذا تقدير الجهات الحكومية حتى تعرض على القضاء أولا، ولكني على اطلاع بأن هنالك اعترافات كثيرة جدا من الذين تم القبض عليهم في هذه الأحداث.
دائما في مثل هذه الأحداث يكون هناك حرب أخرى موازية على مواقع التواصل الإجتماعي. ماتعليقك على مايحدث بهذه المواقع بشأن الأحداث بالسودان؟
أنا لست منزعجا مما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، فهو تفاعل جيد، صحيح فيه الكثير من الأخطاء وفيه الرأي الموضوعي وغير الموضوعي، ولكن في المجمل العام أعتقد هو أتاح للمواطنين وللمواطن العادي أن يقول رأيه بصراحة شديدة جدا، وأن يتفاعل مع الآخرين، نحن في المؤتمر الوطني لدينا شباب منتشرين في الفيس بوك، ويقوموا بدورهم من واقع انتمائهم الشديد للحزب، وحسهم على نقل المعلومة الصحيحة، وهناك أمثال كثيرة في الأحداث كان لها أثر كبير جدا، فعندما شب حريق في السوق الشعبي كان مراسلنا في أقل من خمس دقائق في موقع الحريق، ونقل المعلومة للناس كان لها أثر حتى بعض الوكالات نقلتها عنا.
مقاطعة... هل لديكم مراسلين للمؤتمر الوطني ينقلون الأوضاع إليكم؟
لدينا منتسبين للحزب، هم متطوعون إعلاميا، ويستخدمون لخدمة الصفحات الرسمية ونقل المعلومة، ندربهم ونثق في المعلومات التي ينقلوها، وكان هناك اثنين ادعت بعض المواقع أنهم استشهدوا في الاحداث، وفي الصفحة الرسمية للمؤتمر الوطني، ظهر هذان الشابان وأكدوا أنهم لم يستشهدوا، وأحدهم كان خارج السودان حتى ولم يشارك في الأحداث، وأعتقد أننا لسنا منزعجون من الفيس بوك، بل بالعكس نفتكر أنه أي شخص لديه حجة عليه أن يعرضها، ولكن في نفس الوقت ندعو كل الذي يعرض أن يكون صادقا، وأن نحترم بعضنا البعض فيه، حتى نرتقي بالحوار البناء والمسئول بيننا.
وماهو تعليقك على التغطية للأحداث في الإعلام الداخلي؟
أعتقد أنها إلى حد بعيد جيدة.
هل لأن عليها رقيب؟
لو تقصدي الصحافة أنا متابع لصيق جدا بالصحافة السودانية، وأعتقد أن الغالب الأعظم من الصحفيين السودانيين بيتمتعوا بروح وطنية عالية، وأنا لا أقول هذا الحديث لأجامل أحد، لكن واقع الأحداث هو الذي يظهر ذلك، اتفقنا أو اختلفنا، ولكن دعيني أعترف أن السواد الأعظم من الصحفيين السودانيين يمتلكون حث، فهم يميزون بين ماهو وطني وبين الانتماءات السياسية الأخرى، وفي المجمل العام أقول أن التغطية المحلية كانت متوازنة وموضوعية إلى حد بعيد.
أنت كمسئول في الحزب الحاكم ماهو تشخيصك للأحداث بداية من الأربعاء مرورا بالجمعة حتى الآن؟
الأحداث بها مستويين، الأول كان يوم الأربعاء وحدث به تخريب واسع، وخرجت فيه جماعات منظمة، ربما يكون مدفوعة من جهات سياسية تحمل السلاح، لتحدث أكبر قدر من الخراب، وبماذا يمكننا أن نفسر استهداف أشياء معينة مثل طلمبات الوقود والأفران ومحلات الكهرباء والمياه، يعني الخدمات والمواصلات والتي تم فيها أكثر من 40 باص، والهدف كان سياسيا باحداث شلل في المرافق العامة التي تقدم خدمات للمواطنين، لذلك المواطنين انتبهوا منذ اليوم الأول بأن الذي يجري لا يتعلق باحتجاج سلمي على قرارات إقتصادية أعلنت، ولا يتعلق بالبحث عن ثورة لإسقاط النظام بالوسائل السلمية، لكنه تخريب متعمد استهدف الممتلكات العامة والخاصة وروع المواطنين، صحيح دعيني أقول أنه كان هناك بعض الخروج السلمي بعد ذلك يوم الجمعه، وأي خروج سلمي وأنا لدي شواهد في ذلك، تمت حمايته من القوات الأمنية.
مقاطعة ومع ذلك سقطت قتلى على أيدي القوات الأمنية؟
أنا أتأسف على الذين سقطوا وأترحم عليهم، وهناك التزام لإنتظار نتائج التحقيق الذي عرض من قبل وزارة الداخلية، وطالبنا في المؤتمر الوطني بالإسراع في تقديم نتائج التحقيق للجهات القضائية، وكل من أخطأ في حق أي مواطن سوداني ينبغي أن يقدم للعدالة، فهذا مفهوم بسيط للعدل والعدالة بين الناس.
وما تعليقك على الأيام الأخيرة للأحداث؟
تراجعت الأحداث بوعي المواطنين، وتراجعت الاحتجاجات والمسيرات، ومثلا قناة مثل الحرة، وهي غير متهمة بالانحياز للحكومة السودانية كتبت في الشريط الإخباري تراجع حدة الاحتجاجات بالسودان، وقناة الجزيرة كان لديها عنوان انحصار موجة الاحتجاجات بالسودان، فهذه وسائل إعلامية محترمة هي التي تقول ولم نقل نحن.
هل القضية بذلك انتهت بالنسبة لكم؟
لا لم نقل ذلك ورغم أن الاحتجاجات قد انتهت، لكن نعتقد في المؤتمر الوطني أنا هناك عملا سياسيا وإجتماعيا ينتظر الحكومة، وينتظرنا نحن كذلك باعتبارنا حزبا كبيرا في الشراكة الحكومية، ينبغي أن نفعل وأن نعطي الأمل والاحساس بأن هنالك بشريات قادمة.
ماهي طبيعة هذا الأمل؟
أولا أنا في تقديري الشخصي على المستوى السياسي لابد أن نتحلى جميعا بمستوى الوطنية، أون نذهب جميعا إلى استكمال كتابة الدستور الدائم الذي يشارك فيه أي مواطن من الأحزاب الموالية والمعارضة للحكومة، والحركات الحاملة للسلاح، لابد أن يضع حد للشقاق الوطني، لابد أن نتلزم وطنيا، فالوطن لم يعد يحتمل كثير من المزايدات السياسية، ينبغي على القوى السياسية جميعا أن ترتفع لمستوى المسئولية السياسية، لأنني أعتقد الدعوة التي قدمت من رئيس الجمهورية للقوى السياسية يمكن أن تكون مظلة وطنية نلتقي كلنا تحتها، حتى نكتب الدستور ونعمل انتخابات، والذي يقدمه الشعب السوداني، نحن في المؤتمر الوطني سنضرب له مليون تحية تعظيم، واذا اختار الشعب خيار آخر غيرنا نحترم ذلك، وسنكون شريك لمساعدة الحكومة القادمة للسير بالبلاد. على المستوى الاجتماعي والإقتصادي الأن هنالك اجراءات إقتصادية بالتأكيد كانت قاسية على المواطن، ولكن كان لابد أن نمضي فيها لانقاذ الإقتصاد السوداني، وبالأمس بدأت حزم الدعم للشرائح الضعيفة والأسر الفقيرة، لكن أعتقد أنه ذلك شيئا بسيطا، ينبغي أن نضعف الجهد، والموسم الزراعي نحن في نهاياته، والآن يمكن أن يخدم القطاعات الضعيفة، فالمواطن السوداني وقف مع هذه الحكومة كثيرا وضحى كثيرا، وهو يستحق أن نعمل ونقدم له أكثر من ذلك، كذلك لابد أن نتبع هذه الاجراءات الإقتصادية بحزمة قرارات سياسية كان الرئيس البشير قد ملكها في مؤتمره الصحفي الأخير.
البعض يرى أنه حتى لو خفت الاحتجاجات بالشارع هناك ماهو أعنف في داخل أروقة المؤتمر الوطني من انشقاقات وخروج مذكرة للدكتور غازي ومجموعة من الحزب تعترض على مايحدث. ماذا تقول في ذلك؟
أنا ممن ينحازون للمؤسسات بشكل قاطع، وأتصور أن أي رأي ينبغي أن يكون من داخل المؤسسات، ومؤسسات الحزب منتخبة.
ولكن هناك من يرى أن هذه المؤسسات داخل المؤتمر الوطني غير فاعلة؟
حتى لو اعتقد البعض أنها غير فاعلة، ينبغي أن نجاهد من داخل هذه المؤسسات من أجل أن تكون قوية، وأعتقد أن أي عمل خارج المؤسسات لن يخدمنا كثيرا، وينبغي علينا جميعا داخل الحزب الالتزام بذلك.
هم يرون أن الأحداث كانت تستوجب كلمة؟
كلنا نقول هذه الكلمة، والقطاع السياسي داخل المؤتمر الوطني والدكتور غازي والذي أحترمه جدا هو عضو في هذا القطاع اجتمع يوم الخميس ثاني يوم للأحداث، والقطاع يجتمع بصورة راتبة كل يوم أحد، ولكن الأحداث اضطرته للاجتماع، وفي هذا الاجتماع صوبت انتقادات حادة جدا للتعامل مع الأحداث ولغياب الشرطة يوم الأربعاء، والخسائر التي حدثت، وتم تقييم شامل، والحديث الذي يقال الآن باستكمال الاجراءات السياسية عن الحوار الوطني وغيره هو مايتمخض عن القطاع السياسي بالحزب، ومضمون المذكرة التي قدمت، قيلت في القطاع السياسي وأرجئ كذلك باجتماع موسع مع القوى السياسية الأخرى المشاركة في الحكومة، وكذلك اجتماعات أخرى خاصة بذلك بحثت مضمون المذكرة هذه، ودعيني أقول لك القطاع السياسي قبل هذه الأحداث في الأحد الي قبلها مباشرة كان اجتماعه مخصص بالكامل لبحث قضية الاصلاح في المؤتمر الوطني، وتم تشكيل لجنة لجمع كل الرؤى التي كتبت في الفترة السابقة، مذكرة الألف وسائحون والمذكرات الأخرى، كلفت لجنة داخل القطاع بأن تجمع كل هذه المذكرات وتلخصها وتقدم على أنها اجماع الأمر الذي انتهى اليه القطاع السياسي وهذه المذكرة جاهزة، والقضية أن نلتزم بالمؤسسات.
تحدثتم في أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني بأن المذكرة لم يتسلمها الرئيس هل هذا معناه أنها رفضت أم ماهو سيكون شكل التعامل معها؟
سيكون التعامل معها من داخل المؤسسات.
ماهي رؤيتك للمستقبل بعد هذه الأحداث هل حدث صدمة للمؤتمر الوطني بأنه يجب أن يغير سياساته؟
أنا دائما متفائل، وتفائلي يرجع إلى أنه في سيرة الرسول الأعظم كل البشريات الكبرى حدثت في وقت الأزمات، مثلا المسلمون محاصرون في المدينة المنورة ويحفرون الخندق، يضرب الرسول الأعظم على الصخرة، وكان الرسول مطارد من مكه وكان وحيدا مع أبوبكر الصديق، فدائما متفائل، ولا أنزعج صحيح الأحداث كانت كبيرة ينبغي أن نرتقي في تعاملنا إلى مستوى هذه الأحداث، وينبغي أن تعطينا دروسا وعبرا قوية جدا للمستقبل، وأن نستخلص من هذه الأحداث، فهي ذكرتنا بكثير من الأمور والتي لم نقل أنها كانت غائبة، ولكن لم تكن في سلم الأولويات الأساسية، سنخرج من هذه الأحداث ليس في المؤتمر الوطني، ولكن كقوى سياسية، ولكن هنالك نقطة جوهرية أود أن أنبه لها أننا نحتاج أن نستحضر قيمة التسامح المركوزة في الشخصية السودانية، ونعيد زراعتها في تربة السياسة السودانية.
ألا تخشون من الأحداث التي جرت في مصر وتصور أن هناك استهداف خارجي لما هو إسلامي على سدة الحكم؟
لا أعتقد ذلك، صحيح هناك أحداث حدثت بمصر وكان بها تقطاعات إقليمية، ولكن أستطيع أن أقول أن علاقتنا جيدة مع المحيط العربي، ولا أعتقد أن الأرضية بالسودان بذات التشكلات في المشهد المصري، الحكومة في السودان ربما وجودها الطويل في الحكم أكسبها نوع من المرونة في التعاطي مع الواقع الإقليمي وتعقيداته والواقع الدولي وإشكالاته، ونحن لا نتدخل في السياسات الداخلية لأي دولة، وننادي الدول الأخرى بعدم التدخل في شئوننا.
كلمة واحدة تصف بها الأحداث في السودان هل هي هبة أم بوادر ثورة أم مجرد احتجاجات. بماذا تسميها؟
هو احتجاج استغلته بعض الجهات ذات الأجندة السياسية وضعاف النفوس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.