أكد وزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط أن الحل الجذري لأزمة دارفور يتمثل في رفع معدلات التنمية وتحسين مستوى المعيشة باعتبار أن قضية دارفور قضية تنمية بالأساس. وقال أبو الغيط خلال مخاطبته المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة اعمار دارفور أن هذا التحليل وجد صداه لدى منظمة المؤتمر الاسلامى ما أدى إلى استضافة المؤتمر الدولي للمانحين بالتنسيق مع الحكومتين التركية والسودانية ، معتبراً أن استقرار وتنمية دارفور يعدان ضمانة حقيقية لعودة اللاجئين الى قراهم ومدنهم. وحث أبو الغيط المشاركين على بذل الجهود من أجل إنجاح المؤتمر وتقديم التعهدات اللازمة لتنفيذ المشروعات المطروحة ، معربا عن الأمل أن يكون المؤتمر نقطة فاصلة في مسيرة الخروج النهائي من الأزمة في دارفور. ومن جانبه أكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن الوضع الحالي في دارفور يحتاج الى التعاون مع الحكومة السودانية ، وقال أن تركيا تدعم بشكل كامل الجهود المبذولة من أجل التوصل الى سلام شامل في دارفور. وقال اوغلو أن تركيا ستقدم المساعدة لشعب دارفور الى أن يتم تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة ، مشيراً الي أن الفترة الأخيرة شهدت قيام الأطراف المعنية بالأزمة في دارفور باتخاذ العديد من القرارات المهمة في سبيل التوصل الى اتفاق سلام. وأكد أوغلو أن تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد سيكون دعماً للجهود المبذولة لتحقيق السلام في الإقليم. وعلي ذات الصعيد قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي د.أكمل الدين إحسان أوغلي أن التطورات الايجابية الأخيرة المرتبطة بدارفور لن تكتمل ما لم تجد دعما دولياً لتنفيذ مشروعات إعادة البناء وإصلاح التعليم والمرافق ودعم مشروعات التنمية الزراعية والرعوية والصناعية وتأهيل البنية الأساسية. وقال إحسان أوغلي أن منظمة المؤتمر الإسلامي ستعمل على تنسيق ومتابعة وتنفيذ تعهدات المانحين في المرحلة المقبلة وستفتتح قريباً مكتباً في السودان ، وستكوين آلية متابعة تشمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر والمانحين الأساسيين، بالتنسيق الكامل مع الحكومة السودانية والمؤسسات المالية التي تعمل في مجال تنمية دارفور. من جهته أكد الأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته خلال المؤتمر الدولي لإعادة اعمار إقليم دارفور ، أكد أهمية التكامل والتضامن لاعمار وتنمية دارفور من خلال التعاون بين الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والمنظمات غير الحكومية المعنية لرفع المعاناة الإنسانية وإطلاق العملية التنموية. وقال موسى أن ما سيشهده السودان من انتخابات رئاسية وتشريعية سيكون لها تأثيراتها وانعكاساتها على مستقبل السودان ومحيطه العربي والإفريقي ، مشيراً الي أن ما تحقق من انجازات على طريق السلام والأمن والاستقرار في السودان ليس بالقليل وان كان مازال هناك الكثير الأمر الذي يستوجب تضافر جهود الأطراف السودانية وتكثيف التحركات الدولية لتصل مباحثات السلام بشأن دارفور الى مبتغاها. وأكد رئيس لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الإفريقي رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو أمبكيي أهمية القرارات التي ستصدر عن المؤتمر لحل الأزمة في دارفور، معتبرا أن الوقت قد حان لحسم هذا الوضع . وقال أمبيكي أن هناك العديد من التحديات التي تواجه عملية التنمية في الإقليم وتحسين الأوضاع وحل المشكلات وإعادة الاعمار، معتبرا أن توفير الموارد المالية اللازمة لتحقيق هذا الأمر يأتي على رأس هذه التحديات. وفي كلمته في المؤتمر أكد رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور "اليوناميد" البروفيسور إبراهيم قمباري أن مؤتمر إعادة اعمار دارفور يعقد في وقته المناسب نظرا للتطورات الايجابية التي شهدتها الفترة الأخيرة فيما يتعلق بالأزمة في دارفور. وقال قمباري أن هذه التطورات تؤكد أن عملية السلام تسير نحو الوصول الى اتفاقية سلام تضم جميع الأطراف في الإقليم ، موضحا أن التوصل الى هذه الاتفاقية من شأنه تحقيق الاستقرار في الإقليم.