يمثل الاستثمار الخارجي زائداً المحلي أساساً متيناً للاقتصاد السوداني وهذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع بالحكومة إلى السعي الحثيث للترويج له لدى الدول الصديقة والشقيقة كلما سنحت الفرصة لذلك.. وقد ترسخت لديها قناعات مطلقة بالاستثمار خاصة وقد مضى زمن طويل والجميع يتحدث بذلك دون التقدم بالسرعة المطلوبة لولوج المستثمرين لهذا المجال المهم مجال التأمين الغذائي.. فبلادنا غنية بكل المكونات الأساسية لإنتاج الغذاء لمختلف أنواعه في وقت يكاد العالم أن يعلن إفلاس معظم أراضي الدول الغربية من الخصوبة الطبيعية وصار معظم الإنتاج ملغوماً بالأسمدة والتحوير الوراثي مما يؤدي إلى خلق الكثير من المشكلات المرضية كالسرطانات والأمراض المزمنة. ارض السودان أرض بكر وتكاد الخصوبة تقول خذوني في طول البلاد وعرضها.. ومن كل بقعة من بقاعها في جبال النوبة.. سهول القضارف سهول دارفور من الفاشر وحتى مليط.. ومن جبل مرة وحتى حدود دولة الجنوب وإفريقيا الوسطى.. سهول غرب كردفان وشمال كردفان.. أراضي كسلا ودلتا طوكر.. نهر عطبرة ومناطق البحر الأحمر دلتا القاش وسهول البطانة غرب أمدرمان والنيل الأزرق.. والنيل الأبيض.. أراضي ولاية نهر النيل الخصبة أراضي المناصير.. سهول أم جواسير وأراضي وسهول المناطق الواقعة ما بين ولايات الخرطوم وكردفان والشمالية.. سهل غرب القولد.. القعوب والتروس العليا.. أراضي منطقة وادي حلفا شرق وغرب النيل.. هذه المساحات وغيرها من الأراضي التي يمكن أن تزرع نيلياً....أو من المياه الجوفية أو بالأمطار.. كلها صالحة للزراعة دونما حاجة إلى ما يعرف بالإصلاح أو التسوية.. لأنها ومنذ فيضان سيدنا نوح لم تزرع ولم تستثمر.. ولذا فإن العالم العربي عليه أن يتحرك للاستثمار في إنتاج الأغذية.. أغذية لأن الإنسان أهم وأولى من الحيوان.. نحن في السودان نملك هذه الثروة وننتظر وندعو ونحث الأخوة لكي يستثمروا أموالهم في إنتاج الأغذية البشرية لأنها الأولى بدلاً من الأغذية الحيوانية.. وكلاهما مهم ولكن الأهم والأكثر ضرورة هو غذاء الإنسان وهو المفضل لنا ولهم وللبشرية جمعاء. علينا فقط الإعلام عن هذه الكنوز لكي يراها المستثمرون رأي العين بعد أن أصلحنا القوانين وأوقفنا عبث الأدعياء الذين يعرقلون مسار الاستثمار الزراعي من الذين لا يعملون ولا يريدون للآخرين أن يعملوا الذين يدعون ملكية الأراضي بادعاءات مضحكة.. فدعونا ننطلق بزراعة أرضنا لكي ننفع ونستنفع.. فالزراعة لم تكن يوماً سبباً لشقاء الإنسان.. وعلى المعنيين بهذا الأمر تسخير كل القدرات المادية والعلمية والبشرية في إبراز ثرواتنا هذه لكي نحولها عبر الاستثمار إلى فائدة تعم البلاد والعباد مع ضبط القوانين حتى لا نظلم ولا يظلمون!! ونحن لا نريد أن نظهر بمظهر المستجدي للاستثمار.. وبأي ثمن.. لأننا نملك سلعة هي الأرض الخصبة.. ونملك أغلى سلعة هي الماء.. سواء من الأنهار المتدفقة باستمرار ونملك الأمن.. مقابل أموال سيتم استثمارها وحتى ثمراتها.. ويتوجب علينا أن نفرض بعض المسائل التلقائية عليهم مثل المسؤولية الاجتماعية لسكان المنطقة دون إكراه.. أو غضب وعليهم أن يعمروا بقدر الإمكان المناطق التي سيتم استزراعها حتى ولو كانت برسيم لعلف الصادر.. فهناك عائدات مجزية تفرض على المستثمر اجتزاء جانب منها لمصلحة سكان المنطقة.. وينبغي كذلك استيعاب بعض الأيادي العاملة كجزء من مهام تلك المسؤولية الاجتماعية. المصدر: الشرق القطرية 4/12/2013م