ضحكت والدكتور المتمرد جبريل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة يقول حسب رواية الأخ يوسف عبد المنان أنهم مستعدون للتفاوض ان رغبت الحكومة في ذلك وانه أي جبريل لا يرد طلباً لأهله وكبارات رجال عشيرته وحديثاً كثيراً من هذه الشاكلة علي هامش ورشة إقليمية اجتمع فيها رهط من متمردي دارفور والوساطة الإفريقية وعدد من أعيان دارفور ورجال أعمالها! الآن وبعد سنوات من التخريب والقتل والتدمير ثم أشانه سمعة البلاد يأتي زعيم للمتمردين ليعلن أنهم ( ما عندهم قشة مرة) ومشروع السلام وإنهم رهن طلب وإشارة القبيلة و(خشم البيت) ليحق لنا التساؤل والاستفسار هل كانت القضية أصلا مشكلة عشائرية وان كانت كذلك فما الداعي لصدع رؤوسنا بفريات الحرية والعدالة والسودان الجديد وكثير من الهراء الذي جعل للدكتور جبريل نفسه أكثر من قبعة فهو تارة اخ مسلم مغاضب وحيناً فإنه قطاع شمال يؤمن بالعلمانية ومرات فهو جبهة ثورية تروم استئصال النظام الحاكم في الخرطوم ثم هو شيخ عشيرة مستعد للنزول لرغبات (تميم) و ( جهينة). هذه تجليات عاطفية وأحاديث للمجاملة وطق الحنك فحركة العدل والمساواة تقريباً كانت حاضرة في كل جولات التفاوض بشأن السلام بدارفور من ابشي الي ابوجا وليس انتهاء بالدوحة هذا بخلاف اللقاءات الجانبية في أديس أبابا التي أكمل فيها تفاهم مع مجموعة شوقار وفي كل هذا التطواف كانت جماعة شيخ القبيلة هذا أول من ينسف المفاوضات ويجرها لموقف التعقيد كما كانت وما تزال الحركة المتمردة الأشد عداوة وعدواناً علي المواطنين قطعت الطرق ونهبت المتاجر ودمرت أبراج الاتصالات وهذه إشكالات تتطلب منها خطاباً أوسع مظلة من النظر الي البعد العنصري العشائري في تكييفها للحرب والسلام. ان شخصاً يذبح أبناء عمومته ذبح الشاة لمجرد أنهم انشقوا عنه ووقعوا اتفاقا مع الحكومة كذاب وكذاب اشر ان قال انه سيركن للسلام لمجرد ان وفداً من بعض أهله إلتقاه وتسامر معه فلو انه كان يرعي لصلة الرحم ذمة وحرمه لرأينا ذلك يوم ان اختطف وفد حركة العدل والمساواة بقيادة محمد بشر فقتل منهم إعداماً بالرصاص من قتل وسجن منهم من سجن. متمردو دارفور من كل القبائل والحركات ان رغبوا في وضع السلاح والتفاوض فإن أول مداخل ذلك رفع بلائهم عن مواطنيهم وأهاليهم فكم من مشروع للتنمية والخدمات دمر وعطل العمل عليه وكم من طريق لسير الحياة قد أغلق بالنهابين والثوار فارضي الإتاوات وصارفي الذخيرة الحية علي رؤوس الركاب المدنيين وكلها أفعال لا يأتيها متمردون من المريخ بقدر ما أنهم أبناء القبائل أنفسهم وأبناء تلك المناطق ذاتها فكان من الطبيعي ان يعاني المواطن المسكين هناك ويبقي محروماً من نعم المواطنة بينما جبريل وجاموس وغيرهما من القيادات يتمتعون بالسفر والترحال والأموال المدورة من عوائد الحرب بين دبي وممباسا وعائلاتهم قد نالوا الهويات الأوربية من بريطانيا والنرويج والرعاية بالضرورة. نقلا عن صحيفة المجهر السياسي