انتقل القتال للمقر الرئيسي لقيادة الجيش في جوبا عاصمة جنوب السودان فجر يوم الثلاثاء بعد يوم واحد من إعلان الرئيس سلفاكير ميارديت القضاء على محاولة انقلاب ، وأكد شهود أن أصوات الرصاص تسمع بكثافة والشوارع خالية من المارة. وقال مراسل لوكالة "فرانس برس" من عاصمة الجنوب "سمعت أصوات إطلاق النار من أسلحة ثقيلة من ناحية مقر القيادة العامة لقوات الجيش الشعبي ، وإن صوت الأسلحة لا يزال مسموعاً حتى التاسعة من الصباح. وخلت شوارع العاصمة جوبا من المارة والعربات المدنية، وتتحرك المركبات العسكرية فقط، في وقت تحصن فيه المدنيون في منازلهم. وأصبح أيضاً من الصعب التواصل من مسؤولين في الحكومة أو أيٍّ من مناوئيها والسكان ، بسبب انقطاع شبكة الاتصالات في الجنوب منذ الإثنين. من جهته أبلغ الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية الحاكم ، باقان أموم صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة الثلاثاء ، أن الأوضاع في بلاده غير واضحة حتى الوقت الراهن، معرباً عن أسفه على الأحداث الجارية، وداعياً إلى ضبط النفس ، ونأى عن وصف ما حدث بأنه "انقلاب عسكري"، مؤكداً حدوث حملة اعتقال واسعة. وقال اموم "لا بد من حل الأزمة سلمياً حتى تعود (الحركة الشعبية) لتقديم قيادة قادرة تستطيع وضع رؤية واضحة لبناء الأمة والدولة عبر الخيار الديمقراطي وتوفر السلام والاستقرار. وبالمقابل، نفت أرملة زعيم الحركة الراحل د. جون قرانق ربيكا ، بشدة تورط نائب الرئيس السابق د. رياك مشار في الانقلاب ، وقالت إن العملية لا تعدوا كونها انشقاقاً داخل صفوف الجيش الشعبي ، متهمة كير بقيادة الجنوب نحو دكتاتورية جديدة. وقالت ربيكا لوسائل الإعلام من منزلها داخل جوبا، إن مشار رجل ديمقراطي ولا يمكن أن يفكر في القيام بانقلاب. وكان قتال عنيف قد نشب ليل الإثنين حول مطار عاصمة جنوب السودان جوبا ، بعد ليلة من اشتباكات عنيفة شهدتها المدينة ، أعقبها إعلان السلطات إحباط محاولة انقلاب، وفرض نظام حظر التجول الليلي، واحتمى الآلاف بمقر الأممالمتحدةبالمدينة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ، جو كونتريراس، إن آلاف المدنيين لجأوا إلى مجمع تابع للأمم المتحدة قرب مطار جوبا. من جانبها قالت السفارة الأميركية في جوبا ، على حسابها في موقع تويتر ، أن شبكة الهواتف النقالة في المدينة توقفت بالكامل عن العمل ، ونفت صحة ما تردد عن احتماء ريك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان بها. وبدورها نفت رئيسة بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان ، هيلدا جونسون، أنها تأوي في مقر البعثة شخصيات سياسية أو عسكرية مرتبطة بأعمال القتال التي لا تزال مستمرة. وأشارت جونسون إلى أن الموجة الجديدة من أعمال العنف أجبرت حوالى سبعة آلاف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء على اللجوء إلى قاعدة الأممالمتحدة في جوبا، مشيرة إلى أن "أونميس" تقوم حالياً بتوفير المياه وأدوية العلاج الطبي الأساسية لآلاف الأشخاص الذين فروا إلى مقر البعثة القريب من المطار الدولي في جوبا. وأضافت قائلة "نأمل في أن يتحسن الوضع الأمني لتمكين المدنيين من العودة في وقت قريب جداً إلى مناطقهم السكنية". وفي السياق، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت فجر الإثنين، في جنوب السودان، والتي استهدفت عرقلة الجهود الرامية لتحقيق الوفاق الوطني، وعلاقات حسن الجوار مع جمهورية السودان. وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان صحفي، دعمها لرئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وحكومته في تحقيق الأمن والاستقرار. وعلى صعيد التطورات، ناشد اللبنانيون في جوبا السلطات اللبنانية التدخل لإجلائهم إلى منطقة آمنة بسبب التطورات الأمنية في البلاد. وقد تجمع نحو 150 شخصاً لبنانياً في ثلاثة منازل، على خلفية إعلان رئيس جنوب السودان حظر التجول ليلاً في جوبا.