قال باحثون في مجال الطب إن التدخين يؤثر سلباً على عقل الإنسان وقدراته على التفكير، كما أن المدخنين يواجهون خطورة مضاعفة من الإصابة بالسكتات الدماغية التي تؤدي إلى الوفاة فوراً. وبحسب دراسة علمية منشورة في مجلة (New England Journal of Medicine) فقد وجد الباحثون أن معدلات الوفيات المرتبطة بالتدخين ارتفعت بصورة كبيرة خلال السنوات الخمسين الماضية، بما في ذلك الوفيات بين النساء. ويوجد في بريطانيا أكثر من 10 ملايين مدخن، يمثلون 22% من الرجال في المملكة المتحدة، و19% من النساء فيها. وبدأت في بريطانيا حملة خاصة للتعريف بمضار التدخين على العقل، فيما يقول القائمون عليها إن مضار التدخين على القلب والشرايين وضغط الدم معروفة ومفهومة بصورة واسعة، إلا أن الأضرار التي يسببها التدخين للعقل لا تزال غير معروفة لدى الكثيرين، بما يجعل من الضروري القيام بهذه الحملة. وقالت مديرة مكتب الصحة في إنجلترا، دام سالي دافيس، لصحيفة "إندبندنت" إنها "قلقة جداً بسبب أن الناس لا زالوا غير مقدرين للمخاطر الصحية للتدخين، على الرغم من أن "واحداً من بين كل شخصين يدخنون يموت مبكراً بأمراض مرتبطة بهذه العادة". وأضافت دافيس: "نحن نعرف المضار الكبيرة والجدية للتدخين على القلب والشرايين، لكن المدخنين يجب أن يحذروا أيضاً من الأضرار الجوهرية التي يمكن للسجائر أن تسببها للعقل أيضاً، وللأجهزة الحيوية الأخرى في جسم الإنسان". وتابعت: "إذا تمكّن المدخن من ترك هذه العادة السيئة، فخلال خمس سنوات فقط ستتراجع المخاطر التي تواجهه بسبب التدخين". وتقول الإحصاءات الرسمية في بريطانيا إنه يتم تسجيل 152 ألف سكتة دماغية سنوياً، ما يعني أن سكتة دماغية واحدة تحدث في بريطانيا كل خمس دقائق، فيما يلقي الأطباء باللوم على التدخين بأنه السبب وراء عدد كبير من هذه الحالات. فحص الرئة الدوري ضروري للمدخنين الحاليين والسابقين أوصت لجنة من خبراء أميركيين بارزين بأن يخضع المدخنون الشرهون الحاليون والسابقون لفحوص سنوية للكشف عن سرطان الرئة. وتنطبق التوصيات الختامية -التي أصدرها فريق خدمات الوقاية الأميركي ونشرت في حوليات الطب الباطني- على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 55 إلى 80 عاما والذين يجعلهم التدخين أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان. وتشمل هذه الفئة المدخنين الشرهين الذين أقلعوا عن التدخين في الأعوام الخمسة عشر الماضية. ويصنف المدخنون الشرهون بأنهم من يدخنون علبة سجائر يوميا على مدى 30 عاما أو علبتي سجائر يوميا لمدة 15 عاما. وأوصت اللجنة -المكونة من خبراء مستقلين- صانعي السياسات في الولاياتالمتحدة بإدراج هذه الفحوصات ضمن الإجراءات الطبية من "الفئة الثانية" وهو تصنيف يشير إلى أن فوائد الفحوصات تفوق أضرارها. وتهدف التوصيات إلى المساعدة في منع بعض من 160 ألف حالة وفاة بسرطان الرئة سنويا في الولاياتالمتحدة وهو ما يتجاوز إجمالي عدد الوفيات بسبب سرطانات الثدي والبروستاتا والقولون معا. والتدخين هو أكبر عامل خطر في الإصابة بسرطان الرئة وهو مسؤول عن حوالي 85 بالمئة من حالات سرطان الرئة في الولاياتالمتحدة.