هاهو القيادي السابق بالحركة الشعبية، وأحد أبناء الزعيم التاريخي لدينكا أبيي، لوكا بيونق، الذي جعلته قضية المنطقة يخرج تماماً من عباءة الحركة ويلتحق بجامعة هارفارد الأمريكية الشهيرة، هاهو يؤكد ما ذهبنا إليه عند اندلاع حرب الجنوب. لوكا يقول للشروق نت أمس من المكان الذي يخطط فيه لمستقبل العالم، إن الصراع في جنوب السودان بين ثلاثة مراكز قوى، سمي مجموعتي سلفاكير ورياك مشار، وسمي الثالثة بمجموعة تاريخية إصلاحية، وهي التي نسميها نحن (أولاد قرنق أبيي). وإن كان السيد لوكا بيونق لم يخف إنحيازه و – له الحق – للمجموعة التي رمز إليها بالمعتقلين الثلاثة الكبار، باقان أموم ودينق ألور وكوستا مانيبي، والتي قال أنها تحمل رؤى إصلاحية فوق القبائل والمجتمع التقليدي، إلا أنه حدد خريطة الصراع الحالي. وقد قلنا من قبل إن الانفجار الأول داخل الحرس الرئاسي، كان بين سلفاكير وبين المجموعة التي أشار لها لوكا بالإصلاحية، لكن الذكاء خان سلفا، أو ربما العجلة في أن يضرب عصفورين بحجر واحد، فأعلن أن رياك مشار صديق لسلفا أو راض عنه، وربما كان يعد العدة هو أيضاً حتى ينقض على سلفا وقواته وحكومته، لكن المعركة التي بدأت في جوبا يومها لم تكن معركته بأي حال، لكن عند اقتحامه هرب مسرعاً ومن ثم بدأ معركته مع الحكومة. وإن كان سلفا قد أقحم مشار في الاشتباك داخل الحرس الرئاسي فرفع بذلك السكين عن أولاد قرنق، وجعلهم ومشار في مجموعة واحدة وهم ليسوا كذلك، فان مشار التقط المسألة بذكاء واشترط أن يطلق سراحهم لأنهم من سيقود التفاوض، وكسب بهذا قاعدتهم. والمنطق المثالي في حديث إبن السلطان دينق مجوك من أمريكا، يقول إن أنسب المجموعات لقيادة جنوب السودان هي مجموعة الإصلاحيين، لكن منطق المجتمع التقليدي في الجنوب، يقول إن أنسب حكومة خلال العقود القادمة هي حلف (سلفا مشار). و(مرحلة الإصلاح والديمقراطية لسة بعيدة)!! نقلاً عن صحيفة الوفاق 6/1/2014م