هدد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان، أمس الأربعاء، بإغراق ناقلات النفط التي تحاول الوصول إلى موانئ يسيطر عليها المحتجون في شرق البلاد، كما وعد بإجراء تعديل على حكومته قريباً بالتزامن مع مناقشات في البرلمان لسحب الثقة منه . وردا على إعلان قادة الحراك الفدرالي المطالبين بحكم ذاتي في إقليم برقة الشرقي عزمهم بيع النفط خارج إطار الحكومة الليبية، حذر زيدان مجددا باستخدام القوة، وقال إن "أي شركة أو أي دولة وأي مجموعة وأي عصابة تحاول أن ترسل أي باخرة للموانئ النفطية الليبية دون إذن او اتفاق مع المؤسسة الوطنية للنفط الجهة الوحيدة الرسمية المخولة بيع النفط ستتعرض لما تتعرض له . . إذا لم تمتنع ستستعمل معها كافة الوسائل حتى اذا اضطررنا إلى اغراقها" . وأدلى زيدان بهذا البيان بعدما أطلقت البحرية طلقات تحذيرية لإبعاد ناقلة قالت المؤسسة الوطنية للنفط إنها حاولت تحميل شحنة من الخام من ميناء تحت سيطرة محتجين، مؤكدا أن المحتجين الذين يسيطرون على موانئ ليبية "هم ناس خارجون عن سلطة الدولة ومخالفون للقانون ومطلوبون بقوة القانون للقضاء" . وقبل ساعات من تهديد زيدان، أعلن رئيس المكتب التنفيذي لإقليم برقة عبد ربه البرعصي أن حركته الاحتجاجية تعلن "نيتها البدء في تصدير النفط بعد عدم تلبية مطالبها من طرف الحكومة" . وكان الناطق باسم الحركة إبراهيم الجضران طرح ثلاثة شروط في منتصف كانون الاول/ديسمبر وهي "تشكيل لجنة تحقيق من قضاة مستقلين للتحقيق في قضية بيع النفط من فترة التحرير إلى يومنا هذا، تشكيل لجنة مكونة من أقاليم ليبيا الثلاثة يكون دورها الإشراف على تصدير وتوزيع النفط، وضمان حقوق إقليم برقة من النفط وفقا لقانون عام 1958" . وأظهرت وثائق قدمت إلى وزارة العدل الأمريكية أن "حكومة اقليم برقة" المعلنة من جانب واحد استعانت بشركة كندية يديرها ضابط سابق بالمخابرات العسكرية "الإسرائيلية" لمساعدتها في بيع نفط المنطقة . ووقعت الحركة المطالبة بالحكم الذاتي في برقة اتفاقا في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول مع شركة ديكنز آند مادسون وهي شركة في مونتريال يديرها آري بن ميناشي الذي قال إنه إيراني المولد وعضو سابق بالمخابرات العسكرية "الإسرائيلية" . وقالت الشركة في الوثيقة التي قدمت إلى وزارة العدل الأمريكية بموجب قانون تسجيل العملاء الأجانب "ينبغي أن نسعى جاهدين لتزويدكم بالمساعدة الاقتصادية من خلال جذب مشترين لنفطكم عندما تكون هناك حاجة وكذلك سفن لنقل النفط" . وقالت ديكنز آند مادسون إنها ستسعى لكسب الاعتراف السياسي من موسكو وتعزيز القوات العسكرية لحركة برقة ودعم القطاع الخاص في المنطقة . من جهة أخرى، دافع علي زيدان بقوة عن حكومته وانتقد بشدة محاولات من وصفهم بمجموعة محددة داخل البرلمان لإسقاطها، مشيراً إلى إمكانية حصول تعديل وزاري الأسبوع المقبل . يأتي ذلك، فيما رجح الناطق باسم المؤتمر الوطني العام (البرلمان) عمر حميدان أن يعقد المؤتمر جلسة استثنائية اليوم الخميس لمناقشة سحب الثقة من حكومة زيدان، إذا اتفقت الكتل السياسية فيما بينها . وقال حميدان في تصريح أمس، إن الجلسة القادمة للمؤتمر سواء كانت الخميس أو الأحد المقبل ستكون مخصصة لمتابعة هذا الموضوع، مبيناً أن الكتل ستطرح كل مقترحاتها على اللجنة التي شكلت لهذا الشأن . (وكالات) .