وعد القادة الأفارقة الذين اجتمعوا السبت في أديس أبابا بدفع 315 مليون دولار للقوة الأفريقية في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تعاني منذ عشرة أشهر من أعمال عنف دامية، في حين أعلنت القوة أنها استعادت سلميا السيطرة على مدينة سيبوت من مقاتلي حركة سيليكا المتمردة السابقة. ويقل الرقم الذي أعلنه القادة الأفارقة عن ال410 ملايين دولار التي اعتبرها الاتحاد الأوروبي ضرورية لتمويل القوة الأفريقية في أفريقيا الوسطى (ميسكا) لمدة سنة إضافية. يذكر أن 132 مليون دولار من هذا المبلغ هي وعود جديدة سجلت السبت خلال اجتماع الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لزيادة المبالغ المخصصة للقوة الأفريقية. وقد وعدت الدول العشر للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا وحدها بدفع 100 مليون دولار، كما قال رئيس الكونغو دوني ساسو نغيسو. وفي ختام الاجتماع، قال رئيس وزراء أفريقيا الوسطى أندريه نزابايكي "كنا نريد أن نتخطى ال 400 مليون دولار بالتأكيد، لكننا ندرك أن بعض الدول تمر بأزمة". وتمر جمهورية أفريقيا الوسطى بحالة من الفوضى منذ مارس/آذار 2013 عندما أطاحت حركة تمرد سيليكا ذات الغالبية المسلمة بالرئيس فرانسوا بوزيزي، مما أدى إلى اندلاع أعمال عنف طائفية أسفرت عن سقوط آلاف القتلى، ونزوح مئات الآلاف في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 4.6 ملايين نسمة. ورغم انتشار قوة ميسكا المكونة من 5500 جندي والمدعومة منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي ب1600 جندي فرنسي، فقد شهدت أفريقيا الوسطى خلال الأيام الأخيرة تصاعدا في أعمال العنف. وأعلن الصليب الأحمر الجمعة أنه "نقل 30 جثة و60 جريحا" خلال ثلاثة أيام من شوارع بانغي، وامتدت أعمال العنف إلى خارج العاصمة. وطالبت رئيسة أفريقيا الوسطى الانتقالية كاترين سمبا بنزا الجمعة بتعزيزات لإنهاء العنف، وسبق أن قدرت الأممالمتحدة عدد الجنود الضروريين لتثبيت الاستقرار في البلاد بنحو 10 آلاف. مقاتلو سيليكا حاولوا السيطرة على مدينة سيبوت قبل أن تستردها القوة الأفريقية (رويترز-أرشيف) سيطرة على سيبوت وعلى صعيد مواز، أعلنت القوة الأفريقية أنها استعادت سلميا السيطرة على مدينة سيبوت (180 كلم شمال بانغي) من مقاتلي حركة سيليكا المتمردة السابقة الذين يؤثر تجمعهم مجددا في هذه المدينة على السلطات الجديدة في بانغي. وأعلن قائد القوة الأفريقية الجنرال تيمونتا شومو لإذاعة أفريقيا الوسطى ظهر السبت "في الوقت الذي أخاطبكم فيه، سيطرت ميسكا على سيبوت". وأضاف أن الوحدة الغابونية في ميسكا تمركزت في سيبوت وهي بصدد الانتشار في المدينة. واتهمت رئيسة افريقيا الوسطى الانتقالية الجمعة عناصر من سيليكا بمحاولة "زعزعة استقرارها" بعد عشرة أيام من توليها الحكم خلفا لميشال جوتوديا. وتولى جوتوديا الحكم في بانغي في مارس/آذار 2013 على رأس حركة سيليكا، لكنه اضطر إلى الاستقالة يوم 10 يناير/كانون الثاني الماضي بعدما عجز عن احتواء أعمال العنف الطائفي غير المسبوقة بين المسلمين والمسيحيين.