منذ نهاية الجولة السابقة من مفاوضات المنطقتين بأديس أبابا والتي كانت بصورة ديراماتيكية أصبح العديد من المراقبين يراهنون علي فشلها في الجولات القادمات خصوصاً بعد إصرار الحركة الشعبية قطاع الشمال علي تولي ياسر عرمان رئاسة وفد التفاوض باسمها. ما يعني أنها غير راغبة في تحقيق سلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل والأزرق لأن عرمان كعادته يحضر إلي جلسات التفاوض ويسيطر عليه بغضه الشديد للحكومة هنا في الخرطوم. هذا ما جعله يصر علي الثبات علي رؤيته التي قدمها من قبل رغم أن الوفد الحكومي واجهها بالرفض إلا أن الرجل اظهر إصراره عليها من دون أن يقدم أي تنازل لصالح عملية السلام. اختيار المفاوض أبناء المنطقتين بعد نهاية الجولة الأولي طالبوا بضرورة اختيار مفاوضين جدد يمثلون المناطق المتأثرة بالحرب بعد أن أظهرت المجموعة التي يقودها عرمان تعنتا غير مسبوق ولكن مطالبهم لن تجد من يستمع إليها من قبل الحركة الشعبية وحضرت لأديس أبابا بالوفد ذاته لم يغير شئ من مطالبه التي تقدم بها في الجولة الأولي ما خلق فجوة كبيرة بين الطرفين لان الجانب الحكومي ظل يكرر رفضه لمطالب الحركة الشعبية ويتحدث عن التفاوض من أجل المنطقتين فقط إلا أن الحركة ظلت ترفع سقف مطالبها حتي تفشل جولة المفاوضات ومن ثم تعود لتحمل الطرف الآخر المسؤلية الكاملة. بعض المعلومات تحدثت عن اتصالات يجريها بعض أبناء منطقة جبال النوبة بالداخل مع حاملي السلاح من أبناء المنطقة من أجل تحريضهم علي رفض نهج الحركة الشعبية وتولي عرمان أمر التفاوض باسمهم حتي لا يستأثر بالفائدة إذا تحقق السلام خصوصاً أن أبناء جبال النوبة يمثلون العمود الفقري في الحركة الشعبية قطاع الشمال فالذين يقودون هذه المحادثات السرية يقولون أنهم سيصلون لاتفاق قريباً يتولي من خلالها أبناء المنطقة الأمور المهمة من أجل تحقيق السلام. الوساطة تجتهد الوساطة الأفريقية التي يقودها أمبيكي كانت تجتهد من أجل إنجاح المفاوضات وتحقيق السلام في المنطقتين علي الرغم من العثرات التي تضعها الحركة الشعبية في طريق التفاوض حيث كانت زيارة أمبيكي الأيام الماضية للخرطوم وجلوسه مع عدد من الجهات بدا وكأنه يبحث عن شيئاً أضاعه بين الخرطوم وأديس أبابا إلا أن زيارته ربما لم تؤت أكلها لان الخطوات بين الجانبين ما زالت بعيدة المواقف هي ذات المواقف والمطالب لم يتغير منها شئ رغم المهلة الزمنية التي أعطيت للطرفين. نقلا عن صحيفة الأهرام اليوم 4/3/2014م