أعربت بعثة الأممالمتحدة الأفريقي في دارفور (يوناميد) عن قلقها العميق إزاء التقارير التي تفيد بتصاعد العنف في جنوب دارفور خلال الأيام الفائتة، مما أدي إلي حرق عدد من القرى وتشريد آلاف المدنيين. وزعمت يوناميد أن آلاف المدنيين قد شردوا في المناطق المحيطة ب(مقونجا) الواقعة علي بعد (50) كلم تقريباً جنوب شرق نيالا وقطعاً فإن هذه أخبار مؤسفة لكن المؤكد أنها بحاجة إلي تدقيق وقراءة علي نحو أكثر رصانة مما تقول به البعثة الأفريقية التي (جابوها فزعة) فتحولت إلي (وجعة) لأنها وكلما نشطت أعمال النهب والتخريب من جانب الحركات المسلحة والمتمردين فإنها أي (البعثة) تصمت ولا تري ولا تتكلم. المناطق المعروفة بجنوب دارفور (بجنوب السكة حديد) ظلت ولفترات طويلة ملاذات وحصوناً للمتمردين وحركة تحرير السودان تحديداً حيث ينشط فصيل المتمرد مني أركوي وقد تحولت بعض المناطق إلي جيوب مزعجة للسكان المحليين عقب إشكالات انسحاب غالب حركات التمرد من أرجاء شمال دارفور بعد التأثير الإيجابي للقوات السودانية التشادية المشتركة ونشاطها علي الحدود عبر امتدادات ولايتي شمال وغرب دارفور انسحبت جماعات التمرد إلي الداخل ما بالاندفاع نحو جنوب كردفان أو بالاتجاه إلي جنوب السودان ثم وبعد تطورات الوضع جنوباً بحرب "سلفا" و"مشار" والضربات الموجعة التي طالت الجبهة الثورية تقطعت الطرق بحركة (مناوي) في تلكم الأرجاء وتحولت الطرق والقرى الواقعة هناك لتكون تحت رحمة أنشطة المتمردين من فرض إتاوات وأعمال نهب قضت علي طمأنينة المواطنين. كثير من الأعمال العدائية التي وقعت بقري جنوب دارفور وبعض التلفلتات داخل نيالا نفسها كانت أعمال عصابات طالت بعضاً حتي من ممتلكات اليوناميد نفسها ومركباتها ولم يفتح الله علي تلك البعثة ببيان إدانة أو كلمة احتجاج ضد التمرد ثم اليوم وبعد أن كسحت ومسحت القوات الحكومية والتدخل السريع (أم قونجا) التي كانت مركزاً رئيساً ورغم أنف الأهالي لحركة مناوي استفاقت لتعلن أن هناك نازحين وأوضاعاً معقدة، المسألة هنا معايرة تبدو مختلة في تقييم واقع الأرض بدارفور فحينما يكون العدوان من الحركات المسلحة علي مقدرات المواطنين والشحيح من الخدمات والقليل من المتوفر استقراراً وأماناً لا تصدر ولو بشكل مجامل أي شهادة لإدانة الطرف المتسبب في هذا ولكن إن تحركت القوات الحكومية للقيام بواجباتها انفتح قاموس الشجب وإطلاق النعوت والتلويح بسوء الحالة الإنسانية وهذه مفارقة غريبة وذات مؤشر به شبهة تحيز مغرض من جانب جهة يفترض أنها حامية وداعمة للسلام وإن كانت هي نفسها من ضحايا هجمات التمرد بقدر يجعل اليوناميد دائماً مدحورة ومهزومة تحرق معسكراتها وتدمر مركباتها ويقيل جندها وهي من بعد ذلك لا تدين حتي العدوان عليها. نقلا عن صحيفة المجهر السياسي 5/3/2014م