أعلنت الحكومة بشكل قاطع ونهائي رفضها لتدويل الحوار حول «المنطقتين» وإشراك جهات خارجية مثل ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى. وقال غندور «لن نقبل بأي دور لأجنبي في الحوار الوطني»، وأضاف أن الحوار أتى بدعوة من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ومن الواضح ان الحكومة متخوفة من تأثير القوى الخارجية وترى أن تدخل أمبيكي وإجراء حوار بأديس أبابا سيضع ملف السودان الداخلي بأكمله تحت النفوذ الأمريكي. ولكن هناك من يرى أن التخوف من إجراء الحوار بأثيوبيا لا أساس له إذ أن أمريكا متدخلة في الشأن السوداني منذ فترة بعيدة وهي تتلاعب بكثير من القوى السياسية السودانية كيفما شاءت ولا تحتاج إلى نقل الملف أو رعاية «أمبيكي» وسط إصرار ياسر عرمان على تدويل القضية بإيعاز من أمريكا وإصرار الحكومة بأن يكون الحوار بالداخل، واعتراض ومطالبة أبناء جنوب كردفان الذين سيروا مسيرة «أمس» تطالب الطرفين بتقديم التنازلات لأجل التوصل لحل يرضي الطرفين.. على الحكومة بدلاً من الاعتراض على المكان أن تطالب قيادات أبناء جنوب كردفان بموقف واضح من عرمان ومن معه وتحديد ما يريدون في منطقتهم، فإن كانت القضية تنمية، فليجب عرمان لماذا دمروا مشروع جبال النوبة ومنعوا المزارعين من ممارسة الزراعة، ولماذا يطالبون أمريكا بتأهيل المشروع وشراء آليات له.. بينما يرى البعض بإمكان الحكومة أن تضع شروطاً للتفاوض حتى لو كان في أديس أبابا وأن لا ترفض لمجرد الاعتقاد بأن الحوار أجدى في أديس بهدف إسقاط الحكومة تحت النفوذ الأمريكي.. فريق آخر يرى أن الحكومة يمكن أن تكسب «الجولة» من خلال الاستجابة لمطلب المتمردين الذين يطالبون على حد زعمهم بنظام ديمقراطي حقيقي يتيح لهم التعبير عن آرائهم فقط تشترط توقف القتال لممارسة العمل السياسي، وبذلك يجد التمرد نفسه معزولاً لن يسانده أحد.. وبحسب مراقبين يجب أن تضع الحكومة خارطة طريق يتفق عليها الجميع للعودة للديمقراطية تبدأ بالسماح بصدور صحف المعارضة.. ولكن هناك رأي يقول إن اعتراض الحكومة على مكان المفاوضات بأديس ليس أمراً صحيحاً، وأصحاب هذا الاتجاه يؤكدون أن الحركات الإسلامية لها القدرة على مقارعة المعارضة.. بينما هناك من رفض الحديث عن الخطة القديمة لتقسيم السودان، واصفاً إياها بالوهم، قائلاً إن الأمريكان تخلوا عن مخطط تقسيم السودان إلى أربع دول بعد ما حدث في الجنوب عقب الانفصال، وأن أبناء جبال النوبة لا يفكرون في هذا الاتجاه ويرفضون الانفصال.. وهناك اتهام بأن الوحيد الذي لا زال يتبنى مخطط الأمريكان هو ياسر عرمان، ولذلك على الحكومة ان تراجع موقفها. ويرفض حزب الأمة القومي ما أسماه الاستنصار بالخارج، مشيراً إلى أن أي ثنائي لن يحقق تطلعات الشعب السوداني وأنه من الأفضل توطين وسودنة الحل على حد قول الفريق صديق إسماعيل نائب رئيس حزب الأمة القومي، والذي أضاف في حديثه ل«آخر لحظة» أمس أن ما يدور الآن بأديس لن يحقق تطلعات الشعب السوداني.. وقال صديق إن ياسر عرمان ليس مفوضاً عن الشعب السوداني لمناقشة قضاياه، مشيراً إلى أن للحوار خارج السودان أسباباًَ موضوعية أهمها الإرادة السياسية والفكر السوداني الذي يعزز الوحدة ولكن صديق استدرك بالقول أن مكان المفاوضات «بأديس» أصبح منفراً لكونها شهدت كل العمل السابق وقد فاحت رائحة التدخل الأجنبي المتواجد بكثرة في تلك المناطق.. وقال صديق لماذا لا يكون المكان الذي تلتقي فيه القوى السياسية لتشارك في الحوار هو «السعودية»؟! مشيراً إلى أن هناك مخاوف وتوجس يحول دون إدارة الحوار بالداخل، إلا أن السودانيين ضربوا أمثالاً في التسامح من قبل على حد قول إسماعيل. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 5/3/2014م