كتبت في مقال سابق قبيل انعقاد اجتماع وفدي الحكومة وما يسمي الحركة الشعبية قطاع الشمال، وقلت في ذلك المقال إن ياسر عرمان لا يمثل مواطني النيل الأزرق وجنوب كردفان، ولا يجوز الجلوس إليه لمناقشة أي عمل يصب في مصلحة مواطني المنطقتين، وإذا كان لا بد من حوار ونقاش فليكن مع الذين يوجهونه بالريموت كنترول من هناك، فذهب الوفد وعاد دون أن يتقدم في الأمر شيء وإذا كان هناك شيء واحد فإن الوساطة الإفريقية عرفت من يعرقل المفاوضات وربما لماذا؟ وأنا أشكك في أن تلك الوساطة قد وصلت إلى ذات القناعة التي وصلت إليها منذ أن تم التوقيع على اتفاقية السلام الشامل قبل عدة سنوات مع الحركة الشعبية في الجنوب. الكل يعلم أن الجنوبيين حملوا السلاح منذ منتصف القرن الماضي يريدون حقوقهم في الوطن.. فماذا يريد ياسر عرمان من حقوق فوق أنه أحد الأسماء السودانية ولديه أهل وقرية في وسط البلاد.. ولو كان يطالب بحقوق أهله في قريته لما طرحنا هذا السؤال.. ماذا يريد ياسر عرمان الذي غادر البلاد هربا ًمن الملاحقة القانونية وانضم إلى أناس لديهم قضية.. ياسر عرمان إنسان غير مسؤول وكل الذي يحدث في المنطقتين يتحمل وزره ويجب أن يجد العقاب الذي يستحق سواء من الحكومة صاحبة الولاية على جميع الأراضي السودانية ويقع عليها واجب حماية المواطنين المحتجزين في المنطقتين واستخدامهم دروعاً بشرية في عمل إجرامي لا يتوافر إلا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.. ولولا ذلك لقامت القوات المسلحة بكنس جميع المتمردين هناك وطهرت الأرض من دنس التمرد. في تقديري أن جميع القوى السياسية قد انضمت للحوار الوطني وانطلقت مسيرة الوفاق والتوافق والتواثق لبناء دولة الدستور والقانون فإنه لا ينبغي أن يلتفت إلى الخارجين على إجماع الشعب السوداني عبر كياناته السياسية، وإذا كان لا بد من الحوار لحل قضية المنطقتين فإنه ينبغي على القوى السياسية التي وافقت على الحوار السعي لدى السيد الذي يأمر ويمول ويرعى المتمردين في الوقت الذي يحكم فيه الحصار على الشعب السوداني دون أي مبرر كان.. فالسودان دولة نامية أشعل فيها نيران الفتنة تجار السلاح وصناع الأزمات من دول الاستعمار والاستكبار المعروفة.. السودان لا يرعى الإرهاب.. شعب مسالم يحب السلام.. والسلام مقدم كل شيء من السلام عليكم وحتى مع السلامة.. ولا يملك سلاحاً نووياً ولا ينوي امتلاكه.. ولا يعتدي على جيرانه وإنما هو دائماً معتدى عليه.. والسودان قام بالقبض على أعتى عتاة الإرهاب في الغرب وسلمه لفرنسا.. هو الإرهابي كارلوس.. إذن فيم الاستهداف ولماذا يكافأ بالحصار والتمرد والهجوم على المدن وقتل الأبرياء. نقلا عن صحيفة الانتباهة 6/3/2014م