بعد انهيار مفاوضات أديس أبابا الأخيرة جلس رئيس الوساطة الأفريقية تامبو امبيكي مع الحركات المتمردة بدارفور بهدف إقناعهم للانخراط في عملية السلام الشامل التي تجري بالبلاد ووافقت الحركات من حيث المبدأ وبعد مغادرة أمبيكي السودان قامت جماعات متمردة تتبع لحركة تحرير السودان جناح مني بالاعتداء علي اللعيت جار النبي والطويشة بولاية شمال دارفور وقامت بإعمال قتل ونهب وسلب أموال المواطنين فضلاً عن تدمير أبراج الاتصالات وحرق الأسواق. إلا أن القوات المسلحة استرجعت المنطقتين وقامت بعمليات تمشيط واسعة حول المنطقة رداً علي العمليات العدائية التي قامت بها لحركة وإعادة لحق الضعفاء ما جعل الحركة تفقد الكثير من قواتها.. هل هذا يضعف الحركة ويرجعها الي ركب التفاوض أم تبحث عن مسارح للاقتتال أخري بعد أن دحرتها القوات المسلحة في منطقة حسكنيته أمس معقل الحركات المتمردة. اللواء الركن احمد حجر محمد الخبير العسكري قال "للصحافة" أن القوات المسلحة قادرة علي ردع الحركات المتمردة وكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات هذا البلد من خلال الذراع الطويل ولديها ما يمكنها من تحقيق ذلك، وأضاف اللواء حجر أن عمل القوات المسلحة لا ينفك عن الأوضاع السياسية في الوفاق والحوار مضيفاً أن الحوار قد فتح الباب واسعاً وهذا يعود بنتائج إيجابية لان القوات المسلحة هي المستفيد الأول من عملية السلام لكن إذا فرض عليها الأمر فستظل القوات المسلحة قائمة بدورها كاملاً وأضاف قائلاً أن ما قامت به حركة مناوي في الأيام الماضية في منطقتي "اللعيت والطويشة" الهدف منه أن تعمل زوبعة إعلامية لتقول "نحن هنا" لكن هيهات لهم أن يستمروا في وجود القوات المسلحة. وما علي الحركة إلا أن تعود للسلام إذا أرادت أو أن تستمر في الحرب وهذا ما يكلفها الكثير في ظل مواجهتها للقوات المسلحة التي لها الخبرة الطويلة منذ استقلال السودان. وقال حجر: أن حركة مني أًبحت تواجه أيضاً قوات أخري علي رأسها قائد مقتدر اللواء عباس عبد العزيز وهو قادر علي أن يرتب أوضاعه ولا مصير الي حركة مناوي الي الرجوع الي طاولة التفاوض أو أن تنتهي. وألحقت القوات المسلحة، الأول من أمس أهزيمة ساحقة خلال مواجهة مباشرة بمنطقة البعاشيم بولاية شمال دارفور "شمال غرب مليط" وقال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في تصريحات صحفية أن المعركة أسفرت عن مقتل "خمسة وسبعين" متمرداً واسر آخرين بجانب الاستيلاء علي اثنتين وعشرين سيارة بكامل عتادها الحربي وتدمير أعداد كبيرة من آلياتها العسكرية. إذن ما هو مال حركة تحرير السودان جناح مني بعد الهزائم التي ألحقت بها أمس عند منطقة حسكنيتة معقل الحركة وقتل معظم قادتها الميدانيين هل هذا يعرقل خطط الحركة بعد أن أصبحت دون مسرح للقتال في ظل بطش القوات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخري وهل هذا يجبر رئيس الحركة اركو مناوي علي أن يعود الي مربع الحوار؟. الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري العميد ساتي سركتي قال "للصحافة" أن العمل الميداني العسكري لابد أن يتوقف أصلاً وأن الحركات المسلحة لم يأت باللين وهنا لا بد من المعلجة الحربية حتي نعود للحوار والآن إنا أعلم أن كل الحركات بما فيها العدل والمساواة أعلنت موافقتها علي الاشتراك في الحوار الوطني المزمع وأن تجري اتصالات واسعة بين الحركات والقوي السياسية الأخرى، الآن الحوار الوطني أصبح واقعاً لابد منه، وأضاف العميد ساتي أن حركة مني دخلت في مناطق ضعيفة كثيرة جداً وعاثت فيها فساداً وقال ساتي أن طبيعة عمليات الحركات المسلحة لم تصطدم بالقوات المسلحة مباشرة ولم تستطع أن تدخل في المناطق الحصينة وإنما تعتدي علي النقاط الضعيفة لأجل الأثر السياسي وأن الحركة الآن ما لها إلا الدخول في الحوار وإلا ستنعزل عن القوي السياسية إذا أضاعت الحوار، وهذا ما ينعكس سلباً علي مخرجات الحوار الشامل. نقلا عن صحيفة الصحافة 26/3/2014م