في نهاية الأسبوع الماضي بينما كان السفير بالخرطوم برونو أوبيرت يحذر من أن الأوضاع في إفريقيا الوسطي ستمضي إلي الاسواء إذا لم يتم زيادة أفراد القوات الدولية، كانت جماعة إسلامية متطرفة تهدد باغتيال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رداً علي تدخل فرنسا العسكري في إفريقيا الوسطي ومالي وفقاً لمركز (سايت) الأمريكي لرصد المواقع الجهادية. زيادة قوات تقول فرنسا أنها قلقة من تصاعد العنف في إفريقيا الوسطي منذ ديسمبر 2013، ولهذا السبب سارعت للتدخل بقواتها علي أساس تفويض مجلس الأمن الذي أعطي القوات الأفريقية (MISCA) والقوات الفرنسية لاستعادة وحماية المدنيين، حيث تم نشر 1600 جندي فرنسي لدعم القوات الأفريقية البالغ تعدادها 4 آلاف جندي. ولكن علي ما تشتهي فرنسا والمجتمع الدولي فإن وتيرة العنف الطائفي أخذت في التزايد مواصلة حصد مزيد من الضحايا لا سيما في العاصمة بانغي ومدينة بيربرتي ومدينة إنديلي في الشمال حيث تتمركز الأقلية المسلمة في البلاد، والتي تشكل حوالي 20 بالمائة من مجموع عدد السكان البالغ عددهم نحو خمسة ملايين نسمة. ووفقاً لتقارير أممية فإن عدد القتلى ارتفع منذ دخول القوات الفرنسية إلي أكثر من الفين بينما فاقت تقديرات الجرحى واللاجئين والنازحين حدود المليون. وإذا كانت فرنسا قد بررت إرسال جنودها إلي إفريقيا الوسطي لبسط الأمن وضمان الاستقرار، فإن الواقع يشير لعكس ذلك تماماً، فمنذ أن وطئت الدبابات الفرنسية دولة مساحتها تعادل ضعف مساحة فرنسا فقد ازدادت الأوضاع الأمنية تفاقماً وتصاعد مسلسل إزهاق أرواح المواطنين بينما تتجه الأوضاع السياسية نحو مزيد من التعقيد. غير أن السفير الفرنسي برونو أوبيرت يقول إن إرسال القوات الفرنسية جاء لدعم القوات الأفريقية لفترة قصيرة لحين وصول قوات دولية، ويضيف أن إرسال قوات دولية لحفظ السلام سيستغرق وقتاً طويلاً لاعتبارات تتعلق بقرارات سياسية وترتيبات لوجستية، ويزيد أوبيرت أن القوات الفرنسية ساهمت في إنفاذ آلاف الأرواح. ويشير إلي أن العنف سيتواصل إذا لم يف المجتمع الدولي بالتزامه عبر زيادة بعثته لحفظ السلام ل 10 آلاف جندي علي الأقل، وأضاف أن فرنسا ليس بمقدورها وحدها إيقاف ما يجري من مذابح رغم أن قواتها وصلت لألفي جندي. في المقابل يري الخبير في العلاقات الدولية د. محمد شريف جاكو أن باريس ليس مقدروها تحمل النفقات المالية لقواتها في بانغي لمدة طويلة، خاصة مع استمرار الأوضاع في التأزم خاصة بعد أن باتت القوات الفرنسية والأفريقية هدفاً لهجمات (إلانتي بلاكا). ويضيف جاكو أن ثمة عدة أسباب ورطت فرنسا في إفريقيا الوسطي أهما أن الموارد الاقتصادية تشكل دافعاً مهماً للتدخل الفرنسي خاصة مع ظهور النفط في إفريقيا الوسطي ليضاف للعديد من الموارد علي رأسها اليورانيوم والماس، ويشير جاكو إلي أن التدخل يهدف لقطع الطريق أمام التوجه لدول شرق أسيا وعلي رأسها الصين والهند وماليزيا التي تقدم شراكة اقتصادية بشروط أفضل من الشركات الأوربية.. ويزيد جاكو أن فرنسا كانت بحاجة لتأكيد دورها الدولي وأنها ما تزال لديها اليد الطولي في مستعمراتها السابقة سياسياً وعسكرياً، لترد بذلك علي من يروجون لصعود أمريكي في مناطق النفوذ الفرنسية في إفريقيا ودخول لاعبين جدد كالصينوجنوب إفريقيا. ويمضي جاكو في حديثه ويشير لأسباب تتعلق بالتدخل لفرض مناطق عازلة أمنية تجاه الجماعات الإسلامية المتطرفة في إفريقيا جنوب الصحراء خاصة في المناطق التي تتواجد فيها أقليات مسلمة. نقلا عن صحيفة السوداني 31/3/2014م span style="font-size: 20.0pt; font-family: " New="New" Roman";="Roman";" mso-fareast-font-family:="mso-fareast-font-family:" "Times=""Times" New="New" Roman";="Roman";" mso-ansi-language:="mso-ansi-language:" EN-US;="EN-US;" mso-fareast-language:="mso-fareast-language:" EN-US;="EN-US;" mso-bidi-language:="mso-bidi-language:" AR-SA;"="AR-SA;""