حثت الولاياتالمتحدة يوم الاثنين السودان على رفع القيود المفروضة على الأحزاب السياسية قبل الانتخابات العامة الأولى في البلاد منذ أكثر من عقدين من الزمن، في وقت نفى فيه غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني أي نية لتأجيل الانتخابات في دارفور،، وسحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان مرشحيها في الشمال. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي إن "واشنطن مهتمة للتطورات المقلقة التي تشمل قيودا خطيرة على الحريات السياسية" في السودان. وأضاف كرولي أنه "من المهم بالنسبة للحكومة السودانية أن ترفع، على الفور، كل القيود المفروضة على الأحزاب السياسية والمجتمع المدني". وقد أصرت المفوضية القومية للانتخابات في السودان على التمسك بموعد الانتخابات بين 11 و13 أبريل/نيسان الجاري، وقالت إنها ستمضي قدما في موعدها، وذلك رغم تهديد أحزاب المعارضة بالمقاطعة. وكانت مجموعة من الأحزاب تضم حزب الأمة القومي الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، قد أمهلت الحكومة أربعة أيام ابتداء من يوم الجمعة لإجراء إصلاحات أساسية تشمل تأجيل الانتخابات حتى مايو/أيار القادم، قبل أن توافق على المشاركة في الانتخابات. وطالب حزب الأمة بتجميد ما قال إنها "إجراءات أمنية قمعية" والسماح بوصول الأحزاب إلى وسائل الإعلام الحكومية، فضلا عن التمويل العام والالتزام بتمثيل دارفور في رئاسة الجمهورية. لا تأجيل من جهة أخرى نفى غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني وجود أي نية لتأجيل الانتخابات في إقليم دارفور كما تطالب بذلك بعض الحركات المسلحة التي التقى بها المبعوث الأميركي سكوت غريشن بالدوحة قبل اجتماعه بالمسؤولين في الحكومة السودانية. جاء ذلك عقب اجتماع عقده غريشن مع صلاح الدين تناولا فيه نتائج محادثات غريشن في الدوحة مع عدد من الفصائل المتمردة في دارفور. كما قال القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان إدوارد لينو إن الحركة بصدد مراجعة موقفها من المشاركة في الانتخابات في شمال السودان، وشدد على أن انسحاب مرشحها ياسر عرمان من سباق الرئاسة لن يكون الأخير. وفي هذا الإطار نقل مراسل الجزيرة نت في الخرطوم عماد عبد الهادي أن الحركة الشعبية قررت سحب مرشحيها لمنصب الوالي بولايات شمال البلاد احتجاجا على ما وصفته بالتزوير الكبير في الانتخابات المقررة يوم 11 أبريل/نيسان الجاري.