اعداد كبيرة من الاحزاب السياسية وافقت على مبدأ الحوار، وهناك أحزاب أقلية -مع الاحترام- ليس لها قواعد شعبية تؤيد مبدأ الحوار، ولكنها عندما تخلو الى نفسها وتجد انها سوف تخسر كثيراً اذا دخلت فى الحوار، وتوصل الحوار الى نهايات تحقق مبدأ العودة الى الشعب وصناديق الإقتراع لمعرفة تلك الاحزاب ان الشعب لن يقف معها.. وهذا هو السبب الرئيس الذي جعلهم يصرحون امام الراي العام انهم مع مبدأ الحوار، وعندما يخلدون الى أنفسهم والى شياطين السياسة فى الخارج يبحثون عن المبررات والاسباب التى تجعلهم يعلنون رفضهم للحوار ويضعون عدم الثقة بالمؤتمر الوطني فى مقدمة الاسباب (مانشيت) او عنوان رئيس، وهم يعلمون ان الحوار لن يكون مع المؤتمر الوطني من ناحية، وهم ومشايعيهم من الجهة الاخرى، بينما الحوار يدعو الجميع للتحاور على مائدة مستديرة للوصول الى قواعد مشتركة تحل المشكلة المستعصية لحكم السودان ما بين (من؟ وكيف؟) التى ظللنا ندور حولهما لستين سنة كاملة. فالشعب الذي يسعى الجميع للتحدث بإسمه ولصالحه وللسلام والامن والاستقرار ووحدة البلاد والتنمية وتحديد الهوية.. هذا الشعب على درجة كبيرة من الوعي والادراك السياسي بدرجة كبيرة قلما يتوفر لعشب فى العالم العربي وأفريقيا، ولهذا فإن هذه الاحزاب التى تسلك شتى الطرق للوصول الى السطلة بعد مشاركتها فى انقلاب 69 ثم الانقلاب على الانقلاب لتحقيق اجندة خارجية معلومة لجرّ البلاد إلى طريق التبعية وتغيير الهوية ونزع هويتها التاريخية عنه، هذه القوى لم تتعلم من درس الانقلاب الفاشل فى عامي 71 و 89 وما ترتب عليه من آثار مدمرة.. وما زالت تلعب من خلال أذرع عديدة .. قطاع الشمال .. الجبهة الثورية، وتقديم رجل وتأخير أخرى والمماطلة فى الحوار .. وكل ذلك فى إطار إطالة أمد اللا حسم لقضية الحوار.. ولولا قبول الحكومة لمبدأ الحوار مع الحركة الشعبية لكانت الحرب مستمرة حتى اليوم ولإستمرت حرب الاستنزاف للبشر والامكانيات والموارد حتى يومنا هذا.. ليست لقدرات الحركة فى الحرب وإنما لاستهداف قوى كبرى لوجود السودان من أصله.. فالافضل للجميع الدخول في دائرة الحوار دون إقصاء للوصول الى ما يحقق الاستقرار والسلام الذي لا يريده لنا أعداء السودان من المستعمرين القدامى والجدد.. وحلفاؤهم الذي يخشون على كراسيهم، لكن السودان الدولة العميقة التى تمثل بداية الخلق وسيدنا آدم أبو البشرية هو الارض المباركة المنتجة التى تعيش على مواردها أرضها وأنهارها وأمطارها ومخزونات بواطن أرضها، لن يمسسها سوء مما يدبر لها ولشعبها ومعتقدها. نقلا عن اليوم التالي 19/5/2014م