أدت عمليات الصيف الساخن التي تنفذها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بولاية جنوب كردفان لإنهيار الروح المعنوية لمتمردي الحركة الشعبية مع إستمرار خسائرهم في الميدان، وهو ما يعني أن التمرد أصبح لا يقو على الصمود في المعارك التي كان آخرها ملحمة إسترداد منطقة العتمور التي هرب منها المتمردون، مخلفين وراءهم عدداً كبيراً من القتلى، بينما قام الجيش بالإستيلاءعلى كمية كبيرة من العتاد الحربي ممثلة في الراجمات الكبيرة والمدافع والأسلحة الصغيرة والذخيرة ليصبح الطريق ممهداً إلى منطقة كاودا بعد الإستيلاء على العتمور التي تمثل البوابة الإستراتيجية للمدينة. ويوضح عمر سليمان عضو وفد الحكومة المفاوض ورئيس لجنة السلام والشؤون الإنسانية بمجلس الولايات ل(smc) أن العمليات التي قامت بها القوات المسلحة أدت إلى خلخلة البنية الهيكلية للتمرد بعد إسترداد المنطقة الشرقية بكاملها إضافة لمناطق ميري برة ودلدكو والعتمور، مبيناً أن مدينة كادوقلي باتت آمنة بعد أن تمكنت القوات المسلحة من الإستيلاء على الأسلحة الثقيلة التي كانت تستخدم في ضرب المدينة من بعيد، إضافة إلى قتل أبرز قادة المتمردين الذين خبروا القتال في المنطقة. وقال سليمان أن الهزائم التي تعرضت لها الحركة الشعبية تعتبر فرصة لمراجعة موقفها من إستمرارها في الحرب التي لم تستطع من خلالها تحقيق أهدافها في ظل إنهيار الروح المعنوية لمقاتليها. وبات المجتمع المحلي في ولاية جنوب كردفان لا حديث له إلا عن المعارك التي أدت لإنكسار شوكة التمرد وهو ما يعني إقبالهم على ممارسة حياتهم الطبيعية والإستعداد للحاق بموسم الخريف بالإقبال على الزراعة والرعي وذلك بعد تأمين مناطقهم. أما قوات الدعم السريع فيتحدث الناس عنها هناك بفخر وإعتزاز بعد نجاحها في إعادة الإطمئنان إلى نفوسهم، ولا يخلو حديثهم هن الإشارة إلى الجوانب الإنسانية في تعاملهم حتى مع المتمردين التي قامت قوات الدعم السريع بمداواة جرحاهم الذين أصيبوا في المعارك. ويرى خبراء إستراتيجيون أن قوات المتمردين باتت في موقع الدفاع عن نفسها بعد أن فشلت في التصدي للقوات المسلحة بسبب إنهيار الروح المعنوية ومعاناتهم من إنقطاع الإمدادات التي كانت تأتيهم من الخارج كما أن فترة الخريف يعطي القوات المسلحة وضع ميداني أفضل من حيث القدرة على تحريك الآليات وفتح الطرق. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 8/6/2014م