نقلت الصحف الصادرة أمس حديثاً منسوباً لمساعد رئيس الجمهورية ومسئول ملف التفاوض مع متمردي قطاع الشمال، البروفسور إبراهيم غندور، جدد فيه رغبة الحكومة بوقف شامل لإطلاق النار بالمنطقتين، وتسوية وضع مقاتلي الحركة بما يضمن أن القوات المسلحة السودانية هي القوة المسلحة الوحيدة وفق مسؤولياتها الدستورية، وبتجديده التزام الحكومة بوقف شامل لإطلاق النار في المنطقتين يجدد مساعد الرئيس الرسالة لأكثر من طرف محلي ودولي في آن واحد، وفي أكثر من موضوع. إعلان الالتزام بوقف إطلاق النار الشامل من قبل الحكومة يرسل رسائل إلى المنظمة الدولية وعدد من وكالاتها ومنظماتها المتخصصة بما فيها مجلس الأمن، والي الترويكا التي تتابع شأن السودان ممثلة في بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج، والي المجتمع الدولي من وراء ذلك، فهو يعني أنه سيصبح بوسع الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية الوصول للمتأثرين بالحرب من المدنيين في المنطقتين، خاصة النساء والأطفال، وتقديم العون الذي يحتاجونه، وهذا يتضمن استجابة لمطلب أممي لطالما ظل مجلس الأمن يثبته في قراراته المتلاحقة بشأن الوضع في السودان، كما يعني أيضاً أنه سيصبح بالوسع تعزيز حالة حقوق الإنسان في السودان عموماً وفي مناطق النزاع خصوصاً، ومحاصرة احتمالات استغلال الأطفال والنساء في أي أنشطة تنتهك حقوقهم، بما في ذلك عمالة الأطفال التي يحتفل العالم هذه الأيام بمحاربتها، والاستغلال الجنسي في مناطق النزاع الذي تتبني المملكة المتحدة مبادرة دولية لمحاربته. أما محلياً فالرسالة أولاً للمتمردين، وهي رسالة مفادها أن الدولة لا تصر على حسم خلافها مع حاملي السلاح في وجهها عن طريق العمل العسكري، وأن حل الخلاف عن طريق التفاوض هو الأصل، وثانياً للقوى المعارضة بالداخل ومفادها أن الحكومة عند التزامها بتمكين حملة السلاح من الانخراط في المسار التفاوضي على المستوى القومي ومن باب أولي أن تكون حريصة على إشراك المعارضين السياسيين في خطوات الحوار الوطني التي ينتظر أن ترسم ملامح مستقبل السودان. لا خلاف على أن استمرار القتال يعني تغذية وتهيئة البيئة الحاضنة لأغلب أشكال انتهاكات حقوق الإنسان، والحال هكذا يصبح من الغريب ألا تجد إعلانات حكومة السودان المتكررة، ومواقفها التفاوضية المعلنة، باستعدادها لوقف شامل لإطلاق النار، ترحيبا من هذه الأطراف التي تقول إنها مشغولة بحالة حقوق الإنسان وتسعي للتصدي لجميع أشكال انتهاكاتها، وخطوات عملية للضغط على المتمردين للاستجابة لمبادرة وقف إطلاق النار. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2014/6/16م