أعلن جيش جنوب السودان أنه استعاد، السبت، السيطرة على مدينة بور الإستراتيجية التي كان استولى عليها المتمردون بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار. وقال المحدث باسم الجيش، فيليب أغوير، أمام الصحافيين: «اليوم 18 يناير 2014، دخلت قوات الجيش بور» وهي عاصمة ولاية جونقلي (شرقاً) التي تبعد حوالى 200 كلم شمال العاصمة جوبا. وأضاف أعوير أن «قوات جيش جنوب السودان هزمت أكثر من 15 ألفاً من رجال رياك مشار". إلي ذلك، أبدي مجلس الشيوخ الأمريكي قلقلة مما يجري في جنوب السودان من اقتتال بين قوات الرئيس سلفاكير مياردين والمتمردين بقيادة نائبه السابق رياك مشار الذي اتهمه الرئيس بتدبير انقلاب فاشل، وسط رصد الأممالمتحدة لوقوع مجازر جماعية من قبل الطرفين. وحث الجمعة عضوان كبيران في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وهما روبرت مينينذيز وكريس كونز زعماء جنوب السودان علي وقف العنف الذي يهدد بالتحول إلي حرب أهلية. وقال العضوان في رسالة إلي سلفاكير "بوصفنا" صديقين منذ فترة طويلة لجنوب السودان فعلينا أن نبدي أولاً قلقنا العميق لكم بوصفكم رئيساً علي أمل أن تفعل كل ما في وسعك لوقف القتال فوراً. وحث الرجلان كل الأطراف علي الموافقة علي وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة، وطالبا رئيس جنوب السودان أيضاً بالإفراج عن المعتقلين السياسيين للسماح لهم بالمشاركة في مفاوضات السلام الجارية في أديس أبابا. كما دعوا الي حوار أكثر شمولية وشفافية بالإضافة إلي وقف أي مضايقات لموظفي الإغاثة، وأبديا قلقهما من انتهاكات حقوق الإنسان، وقالا في رسالة إلي مشار "إننا نتابع عن كثب انتهاكات حقوق الإنسان والإعمال الوحشية المحتملة ضد المدنيين الأبرياء التي يرتكبها أي طرف". وفي وقت سابق أيضاً، أكدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية لبندا توماس غرينفيلد في جلسة بمجلس النواب أن بلادها لا تقبل الإحاطة عسكريا بحكومة جنوب السودان المنتخبة ديمقراطياً. ومنذ شهر يحاول المبعوث الأمريكي الخاص إلي السودان وجنوب السودان دونالد بوث جمع الطرفين المتقاتلين علي طاولة المفاوضات. مجازر جماعية من جانبها أعلنت الأممالمتحدة الجمعة عن وقوع مجازر جماعية في جنوب السودان وتجنيد الأطفال للقتال في البلاد. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش في ختام زيارة لجنوب السودان، إن "فظائع جماعية ارتكبت من قبل الطرفين". وأضاف أنه تلقي خلال زيارته لجنوب السودان تقارير عن مجازر جماعية وإعدامات ميدانية واعتقالات عشوائية وإخفاء قسري جنسي وتدمير واسع للممتلكات واستخدام للأطفال في النزاعات. وعلق سيمونوفيتش علي الأوضاع في البلاد قائلاً إن شهراً من النزاع أعاد جنوب السودان – الذي انفصل عن السودان قبل ثلاثة أعوام – عقدا إلي الوراء، مضيفاً أن الأزمة التي بدأت سياسية أخذت بعداً عرقياً داخلياً. وحذر من أن الآلاف قتلوا وتم تشريد مئات الآلاف في حين يسعي 70 ألفاً للحصول علي الحماية في مخيمات اللاجئين 30 ألفاً منهم في مخيمات الأممالمتحدة في جوبا وحدها. وعلي الصعيد الميداني قالت بعثة الأممالمتحدة إن جميع المدنيين فروا مجدداً من مدينة بور التي استعادها أمس الجيش النظامي من المنشقين. يشار إلي أن المعارك تدور في جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر الماضي بين القوات الحكومية وأنصار مشار في عدد من مناطق البلاد منذ اتهام الأخير بمحاولة قلب نظام الحكم بعد أشهر من إقالته مع مسؤولين آخرين كبار في الدولة وحزب الحركة الشعبية (الحاكم)، بينهم الأمين العام السابق للحركة باقان أموم. ويجري الجانبان مفاوضات متعثرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث إقرار وقف إطلاق النار والإفراج عن 11 من أنصار مشار اعتقلتهم حكومة الرئيس سلفاكير بتهمة التورط في "محاولة انقلابية".