إن تحسن العلاقات يعد أمراً محتملاً وقائماً، فعلي سبيل المثال العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية متوترة ومع ذلك لا تزال الجهود الدبلوماسية تبذل ومستمرة لتحسين العلاقات بالتالي فالباب لا يغلق في وجه الجهود الدبلوماسية بتاتاً، لكن يجب استصحاب أن القضية الحالية بين الخرطوم وكمبالا مثل النزاع علي قطعة أرض وتتمثل في جنوب السودان. فكلتا العاصمتين تسعي للنفوذ في أرض الجنوب، موسيفيني يريد النفوذ ولم يخف نواياه أو رأيه ووقف الي جانب سلفاكير بشكل واضح، فيما ترددت الخرطوم وتأرجح موقفها، وتريد أن تكسب الطرفين سلفاكير ومشار، بالتالي فإن ابرز عناصر أو عوامل التوتر ستظل قائمة لأن الصراع سيدور حول من يرد أن يكسب الجنوب بين يوغندا والخرطوم!! عامل آخر يجب استصحابه حتي لا تصاب الجهود الدبلوماسية بالإحباط، فلا يزال هاجس موسيفيني التاريخي قائماً ويتمثل في المد الإسلامي وتزايد أعداد المسلمين اليوغنديين، يضاف الي كل ذلك أنه لا توجد مصالح مشتركة ومباشرة بين الخرطوم وكمبالا، فصحيفة العلاقات خالية تماماً مما يوضع في الاعتبار لا سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً، بعكس العلاقات اليوغندية الكينية علي سبيل المثال التي تقوم علي الاعتماد المتبادل فكمبالا تحتاج لميناء ممبسا الكيني، فيما تنظر نيروبي الي الكهرباء اليوغندية، ومثل تلك المصالح غائب تماماً بين كمبالا والخرطوم بالتالي فلا يوجد مصدات للتوتر في العلاقات، مقارنة بالسابق حيث كانت الحدود المشتركة والقبائل المتاخمة بالإضافة لبعض العلاقات التجارية وهو ما لا يوجد حالياً. كما أن الاتهامات المتبادلة بين الفنية والأخرى بين العاصمتين تظل من عوامل التوتر لكنها لا ترتقي للوصول الي حرب، كما أن العلاقات إذا ساءت أكثر من ذلك فإنه لا يوجد ما تخسره الخرطوم، لذا ستظل العلاقات بين البلدين شبه علاقات سياسية عادية. سفير السودان السابق في يوغندا. نقلا عن صحيفة الرأي العام 22/6/2014م