دعا رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، اليوم الأربعاء، "المتمردين" الذين يتزعمهم نائبه السابق، ريك مشار، إلى إلقاء السلاح والاستجابة لصوت العقل ونبذ الحرب. وفي خطاب ألقاه اليوم، بمناسبة الذكري الثالثة للاستقلال اليوم بميدان الحرية بالعاصمة جوبا، قال إن "تبادل الاتهامات لن يفيد في حل الأزمة الراهنة التي تشهدها البلاد". وحث سلفاكير المعتقلين (السبعة) السابقين، الذين أطلق سراحهم مؤخراً بقيادة الأمين العام السابق للحركة الشعبية، باقان آموم على العودة إلى البلاد والمساهمة في عملية بناء الدولة وحل جميع المشاكل العالقة بينه والمتمردين. و"مجموعة السبعة" هم سبعة قيادات سابقة في الحزب الحاكم بجنوب السودان، وهم معارضون للرئيس سلفاكير، اعتقلوا عقب النزاع المسلح، الذي بدأ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بتهمة القيام ب"محاولة انقلاب" بقيادة ريك مشار، ثم أفرج عنهم لاحقا، وأبعدوا إلى كينيا، بوساطة من الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا. وأكد رئيس جنوب السودان التزام حكومته بحل قضية منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان بالسبل السلمية. وأعرب عن التزامه بعملية الوساطة التي تقودها دول إيغاد، داعيا الأخيرة إلى نشر قوة حماية وقف إطلاق النار؛ وأشار إلى أن القوات الأوغندية لا تزال موجودة في البلاد. ومضى قائلا: جنوب السودان دولة مستقلة ومن حقها التوقيع علي اتفاق ثنائي للدفاع، والقوات الأوغندية لن تنسحب ما لم نشعر بالأمان في جنوب السودان. وأشار الرئيس إلى أهمية إجراء حوار سياسي شامل بين جميع مكونات جنوب السودان علاوة على بعض الإصلاحات في القطاعات الأمنية المختلفة في الجيش والشرطة. وفيما يتعلق بقضية الفيدرالية، قال كير إن "الفيدرالية لا يجب أن تقود إلى تقسيم جنوب السودان، أو نزاع بين مكوناته؛ ولفت إلى ضرورة أن يدور نقاش حول الفيدرالية كقرار شعبي لسكان البلاد". وتصاعدت في جنوب السودان مؤخراً أصوات تنادي بضرورة تطبيق نظام الحكم الفيدرالي كبديل عن النظام المطبق حالياً، ويعزي هؤلاء ذلك إلى وجود "خلل في توزيع الموارد علي الولايات". يذكر أن الفيدرالية هي نظام سياسي يقوم فيه مستويان حكوميان بحكم نفس المنطقة الجغرافية ونفس السكان، والدول الفيدرالية تقوم هيكليتها الحكومية على كل من حكومة مركزية وحكومات موجودة في وحدات سياسية أصغر تدعى بالولايات أو الإمارات أو المناطق. واختتم رئيس جنوب السودان كلمته بالقول: "يجب أن نضع نهاية للحرب". ويحتفل جنوب السودان هذه الأيام بالذكري الثالثة لانفصاله عن الشمال في 9 في يوليو/ تموز 2011 بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أبرم عام 2005، أنهى واحدة من أشرس وأطول الحروب الأهلية في أفريقيا. وتم الإعلان عن انفصال دولة جنوب السودان آنذاك، في احتفال كبير ورسمي بالعاصمة (جوبا)، وأدى سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان آنذاك اليمين الدستورية، كأول رئيس لدولة الجنوب بحضور العديد من المسؤولين من كافة أنحاء العالم. لكن جنوب السودان شهدت منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين تابعين لمشار، الذي يتهمه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو الأمر الذي ينفيه الأول، ورغم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في التاسع من مايو/ آيار الماضي برعاية الهيئة الحكومة لتنمية دول شرق أفريقيا (الإيغاد) لم تتوقف العدائيات بشكل نهائي. المصدر: موقع محيط 10/7/2014م