لم يكن متوقعاً إن تبلغ معاناة الوفد الإعلامي السوداني في زيارته إلى سد النهضة الأثيوبي العظيم) معاناة فاقت التوقعات خاصة وأن توقيت الزيارة لسد الألفية جاء في شهر رمشان الزيارة كانت بدعوة من السفارة الأثيوبية في الخرطوم شاركها في ترتيباتها شركتان هما (النيل) و (كابو). الرحلة بدأت من المتمة الأثيوبية إلى بحر دار إلى سد النهضة الذي يقع) في منطقة (قبا) في إقليم بني شغول (قمز) وهما أشهر القبائل في الإقليم الذي يقع في الشمال الغربي لدولة أثيوبيا ويبعد سد الألفية (40) كيلو متر من مدينة بحر دار السياحية و (30) كيلومتر من الحدود السودانية ويبلغ ارتفاعه (145) متر وطوله (1780) متر وهو أول سد في إفريقيا من حيث إنتاج الكهرباء ويأتي ضمن السدود العشرة الأوائل في العالم في ذات المجال ينتج السد العظيم (6000) ميقاواط من الكهرباء في الساعة ويوفر (706) مليون متر مكعب من المياه وبه (10) توربينات لتوليد الكهرباء تنتج كل منها (375) ميقاواط تنفذه شركتان هما ساليني الفرنسية و الايطالية ويمد السودان ب(2600) ميقاواط وطبقاً للعقد الموقع مع المقاول يكتمل إنشاؤه في العام 2017م يعمل بالمشروع (6000) عامل من (25) دولة لكن أغلب العاملين به من الأثيوبيين العمل فيه (24) ساعة دون توقف في كل المجالات و بترتيب وتنظيم دقيق يفوق الوصف والسبب في التركيز على الأثيوبيين بحسب إدارة المشروع أنهم وصلوا مرحلة متقدمة جداً في بناء السدود. المدير العام للمشروع المهندس سيمينغو بيكيلي قال إن العمل في سد الألفية يسير حب ما هو مخطط له ومتفق عليه بين الأطراف العاملة في تنفيذه مشيراً إلى أن العمل فيه يمر بثلاثة مراحل بتمويل من الشعب الأثيوبي لافتاً إلى اكتمال المرحلة الأولي من العمل بالسد إلى جانب الفراغ من تصميم المرحلة الثانية توطئة لتنفيذه للانطلاق للمرحلة الثالثة وأبان سيمينغو خلال الشرح المفصل لنا عبر (البروجكتر) مستخدماً الخرائط التي تمثل كافة المراحل التي مر ويمر بها السد قبل اكتماله في صورته النهائية وعضد الشرح بالصور باصطحابه للوفد ووقوفه ميدانياً برفقتهم على كافة الخطوط التي وصلها العمل بذات الترتيب الدقيق الذي تم عرضه بدء بالجسم الرئيسي للسد الذي تم تقسيمه إلى جزئين بغرض انجاز الأعمال الإنشائية وقال إن الجزء الأول الذي اكتملت فيه الأعمال الأولية تم بعد تحويل مجرى النيل الأزرق لتسهيل العمل فيه فيما يسير العمل بذات الهمة في الجزء الثاني وعند الوصول لمستوي محدد يتم إعادة مجري النيل لوضعه الطبيعي ووقف الوفد علي حجم بحيرة السد والتوربينات والجسور الواقية وقال سيمينغو إن إثيوبيا استغنت عن القطاع الغابي خلف السد وهو الجانب الذي تغمره المياه بعد وضع حاجز واقي من خلف السد بطول (5) ونصف موضحاً ان المشروع لن يخلف متضررين لانه يقع في منطقة خالية من السكان مضيفاً أن السد يستفيد منه السودان ومصر ودول الجوار والإقليم والعالم وان ايجابياته على كافة دول المنبع والمصب أكثر من سلبياته وبث بيكيلي تطمينات لدول المنبع والمصب وقال إنهم درسوا جريان النيل وفيضانه ل(90) سنة ماضية وبناء على ذلك وضع التصميمات قاطعاً بعدم حدوث فيضانات جراء السد ولن يكون هناك تلوث بل على العكس يوفر بيئة نقية ولفت الانتباه إلى ان مجري النيل لم يتم إغلاقه البتة وقال إن سد النهضة سيغير الأوضاع في إثيوبيا لأنها ستصبح من الدول الكبيرة المصدرة للطاقة الكهربائية باستخدام الموارد المتاحة وان المستقبل في هذا المجال سيكون لها وإنها وضعت في استراتيجياتها المستقبلية تصدير الكهرباء لكل دول المنطقة واعتبر بيكيلي المشروع الذي يصفه بالعظيم نقله نوعية لحال المواطن الأثيوبي فبجانب الموارد التي يوفرها للدولة يتيح فرص عمل كبيرة لهم لأنه إضافة للغرب الأساسي منه وهو توفير الطاقة هناك مشاريع عديدة ستكون مصاحبة له يذكر أن الرحلة من المتمة الأثيوبية إلى بحر دار استغرق (9) ساعات ومن بحر دار إلى سد النهضة (12) ساعة ومن سد النهضة إلى نغمد (13) ساعة ومن نغمد إلى اديس (14) وفي جميعها يدركنا الأفطار في الطريق ليتناول الوفد إفطاره معتمداً على جرعات من الماء وقطع من البكسويت. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 2014/7/13م