*عندما رشحت أخبار ز يارة الدكتور رياك مشار إلى الخرطوم رحبنا بها، وأكدنا أن هذا الترحيب لايعني الإنحياز إليه والوقوف الى جانبه، وإنما هو دفع للحراك السوداني الإيجابي لتحقيق الإتفاق بين طرفي النزاع في دولة جنوب السودان. *إننا إذ نبارك هذا الدور الإيجابي ندرك أنه ضمن الحراك الإفريقي الذي تقوده مجموعة دول الإيقاد لرأب الصدع بين طرفي النزاع الجنوبي الجنوبي، ونرى أننا ألأقدر على المساهمة الإيجابية فيه بحكم معرفتنا بطبيعة هذا النزاع وبما نملكه من خبرة تؤهلنا للقيام بهذا الدور لتحقيق الإتفاق بين الطرفين المتنازعين حول السلطة واثروة، وتوجيه جهودهم نحو تحقيق الإستقرار في دولتهم الوليدة، ونحو مصالح المواطنين الذين يتطلعون لحياة حرة كريمة ينعمون فيها بالإستقرار والسلام والتنمية. *إن التدخل المطلوب من السودان هو تدخل الشقيق الأكلر الذي يسعى للتوفيق بين إخوة الأمس رفقاء السلاح، كي يتجاوزوا النعرات القبلية التي لن تخدم لأي طرف مصلحة، بل ستضر بمصالحهم جميعاً، وتلقى بظلالها السالبة على وطنهم وكل المنطقة المحيطة بما فيها السودان. *لذلك فإننا نتطلع بأمل مشوب بالحذر والكثير من المخاوف، إلى اللقاء المرتقب بين الطرفين في العاصمة الإثيوبية أديس أببا المقرر عقده بينهما غداً الأربعاء، في إطار المساعي الإفريقية لتقريب وجهات النظر بينهما، والوصول لإتفاق شامل يحقق السلام والإستقرار ويحفظ دولة وشعب جنوب السودان من الفتن والويلات. *قلنا وما زلنا نقول أن حل النزاع الفوقي الذي اضر بكل السودانيين في دولتهم الوليدة إنما يعتمد أولاً وقبل كل شئ على صدق الإرادة وقوة العزيمة للتسامي فوق الخلافات التي تؤجهها النعرات القبلة والأهواء والمصالح الذاتية التي غذتها شهوتي السلطة والثروة، وعدم زج المواطنين في معارك خاسرة لهم جميعاً، تحت مظلة الخلافات القبلية التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد على أساس عرقي بغيض. *إن الفرصة ما زالت مواتية لتحقيق إتفاق سياسي بين طرفي النزاع الجنوبي الجنوبي يستجيب لدواعي الإستقرار والتنمية، دون إقصاء للاخرين في وطنهم، وهذا يلقي على قادة الرأي وحكماء دولة جنوب السودان تكثيف الجهودلإعلاء قيم وممارسات الإنتماء الوطني والتعايش السلمي بين مكونات أمتهم الوليدة بدلاً من نأجيج النعرات القبلية وسوء إستغلالها في نزاعات لا تبقي ولا تذر. نقلا عن صحيفة السوداني 12/8/2014م