من أكثر التطورات المحفزة على التفاؤل بإمكانية إحداث اختراق حقي حقيقي على جبهة الحوار الوطني تسمية ثابو أمبيكي رئيسا للجنة أفريقية لدعم الحوار. التطور استجاب إلى مطلب قريب من مزاج المعارضة المسلحة كان قد طرحه ياسر عرمان في الجولة قبل الأخيرة لمفاوضات أديس أبابا، يومها ظن المراقبون أن عرمان أراد أن ينسف المفاوضات بعد ضغوط تعرض لها من قبل قيادات الحركات المسلحة بدارفور داخل تنظيم الجبهة الثورية... يومها كان فندق (راديسون بلو) بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا يشهد محاولات حثيثة من ثابو أمبيكي رئيس آلية الوساطة الأفريقية لإنفاذ المفاوضات، حيث نشطت المعارضة في السعي لاختطاف الحوار الوطني ووضعه بعيداً عن أيدي السودان، كان يومها السيد مبارك الفاضل يلتقي ثابو أمبيكي لمشاورات حول ضمانات نجاح الحوار الوطني، عرمان كان يتمسك بموقفه الداعي لرقابة على الجهود المبذولة في هذا الصدد. الحكومة كانت مرنة للغاية في التعاطي مع توجهات المعارضة في الجوانب المتصلة بوجود أفريقي يرعي مسار الحوار السوداني لكنها كانت حاسمة في انتقال منبر الحوار إلى أية دولة أخرى بعد أن حددت الخرطوم مكاناً للالتقاء بالقوى السياسية. تسمية أمبيكي لرئاسة لجنة أفريقية داعمة للحوار الوطني (ضربة معلم) حاولت توظيف المكانة التي يحظي بها الرجل لدي الأطراف السودانية كافة والاستفادة من صلاته بالمسلحين. موافقة (لجنة 7+7) على تسمية أمبيكي تتيح فرص نجاح أكبر للحوار من واقع خبرته في الشأن السوداني وإلمامه بالتعقيدات والمشكلات الماثلة في الشأن السياسي. كذلك فإن صلات أمبيكي بالحركات المسلحة تتيح له قدراً أكبر من الحراك القائم على إلمام بتطورات سلام دارفور ولعل الرجل يعتزم زيارة الدوحة الأسبوع المقبل للتنسيق في هذا الشأن. من المهم جداً النظر إلى أن وساطة أمبيكي في مفاوضات قطاع الشمال حول النيل الأزرق وجنوب كردفان ستعينه كثيراً في التواصل مع المسلحين سيما وأن الفصيل النشط في الجبهة الثورية يقوده ياسر عرمان وقيادات قطاع الشمال. في زيارة سابقة أجرى أمبيكي حوارات عميقة في قضية الحوار السوداني شملت الدكتور حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي والسيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة انتهت إلى خارطة طريق وتشخيص دقيق لمسارات الحلول المرتقبة. أمبيكي شخص (متفق عليه) بين الأطراف السودانية كافة، هذه الميزة ستمنحه ضمانات كافية للنجاح في تقريب وجهات النظر، كما أن لجنة الحوار استطاعت أن تختصر كثيراً من المطالب وتوصد الباب أمام هواجس عديدة للمعارضة المسلحة بإعلانها للجنة الأفريقية التي يقودها ثابو أمبيكي. بالأمس بدأ أمبيكي جولة جديدة من الحراك وسط القوى السياسية إبتدرها بالدكتور حسن الترابي الذي صمت كثيراً خلال الفترة المنصرمة، البداية بالترابي لها كثير من الدلالات التي لا تخفي على المراقبين والمتابعين، دخول الترابي في هذه المرحلة سيمنح الحوار حيوية مطلوبة وسيمكن أمبيكي من مفاتيح كثيرة يبلغ من خلالها ما تنتظره الساحة السياسية من اختراقات على جبهة الحوار. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2014/8/19م