مع دخول الحملة الجوية في العمق السوري يومها الثالث، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي لا تساهم في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم بعد أن فقد كل شرعيته منذ وقت طويل، وإنما «ستساعد في إيجاد الشروط التي يمكن أن تؤدي إلى تسوية تفاوضية تنهي النزاع» المحتدم منذ أكثر من 42 شهراً، في الوقت الذي لمح الرئيس التركي رجب طيب اردوعان إلى إمكانية انضمامه إلى أي حملة برية في المستقبل . وأوضح كيري في وقت وسع التحالف غاراته الجوية وقصف مواقع جديدة للتنظيم في ريف حمص ومحيط مدينة عين العرب (كوباني) على الحدود التركية، إضافة إلى ضرباته المتواصلة في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة وحلب التي طال بعضها مواقع لمقاتلي «جبهة النصرة» فرع «القاعدة»، في مقال لصحيفة «بوسطن غلوب» أمس: «في هذه الحملة لا يتعلق الأمر بمساعدة الأسد. نحن لسنا في الجانب ذاته الذي يقف فيه . فهو في الواقع العامل الذي اجتذب مقاتلين أجانب من عشرات البلدان إلى سوريا» قدموا للقتال مع «داعش». وكرر كيري أن «الأسد فقد منذ وقت طويل كل شرعية للبقاء في الحكم»، مؤكدا، إن هذه الجهود «ستساعد في إيجاد الشروط التي يمكن أن تؤدي إلى تسوية تفاوضية تنهي النزاع». في هذا الوقت صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لصحيفة «نيويورك تايمز» بأن واشنطن أكدت له أن الضربات في سوريا لن تستهدف نظام الأسد . وقال «أجرينا حديثاً طويلاً مع أصدقائنا الأميركيين، وأكدوا أن هدفهم في سوريا ليس زعزعة استقرار سوريا، بل «تقليص قدرات داعش قبل الإجهاز عليه». من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قوات بلاده قد تساهم في إنشاء منطقة آمنة في سوريا في حالة إبرام اتفاق دولي على إقامة ملاذ للاجئين السوريين الفارين من «داعش»، قائلاً «المنطق الذي يفترض أن أنقرة لن تشارك عسكرياً ضد التنظيم المتطرف، خاطئ». وفي تلميح لمشاركة بقوات برية، شدد أردوغان على أن «الغارات الجوية لوحدها لن تقضي على هذه الجماعة المتشددة، وأن القوات البرية تلعب دوراً تكميلياً ويجب النظر للعملية كوحدة واحدة». وفي أوضح إشارة إلى تغيير في الموقف التركي الذي رفض من قبل المشاركة في الحرب على «داعش» ضمن التحالف، أبلغ أردوغان صحيفة «حرية» التركية بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة «المنطق الذي يفترض أن أنقرة لن تشارك عسكرياً خاطئ». وذكر أردوغان أن المفاوضات جارية لتحديد كيفية تنفيذ الحملة الجوية واحتمال القيام بعملية برية وتحديد الدول المشاركة، مبدياً استعداد تركيا للمشاركة. وأضاف «عند توزيع الأعباء، ستضطلع كل دولة بدور معين وستنفذ أنقرة الدور المنوط بها مهما كان»، مضيفاً أن العمليات الجوية وحدها لن تكفي. وتابع الرئيس التركي «لا يمكن القضاء على مثل هذه المنظمة الإرهابية بالغارات الجوية فقط. القوات البرية تلعب دوراً تكميلياً. يجب النظر للعملية كوحدة واحدة». وأضاف «من الواضح أنني لست عسكرياً، إلا أن العمليات الجوية مهمة لوجستية. وإذا وجدت قوة برية فلن تكون مستديمة». وأكد أن أنقرة ستدافع عن حدودها إذا اقتضى الأمر أن الخطوات الضرورية ستتخذ بعد نيل تفويض من البرلمان يسمح للقوات التركية بالمشاركة في عمليات خارج حدودها. وفيما أكدت البحرين على لسان وزير خارجيتها خالد بن أحمد آل خليفة، أن مشاركتها في الحملة ضد «داعش» ستستمر حتى نهايتها طالما استمرت العمليات، قال مسؤولون أميركيون، إن أكثر من 60 دولة تشارك في التحالف ضد «داعش» الآن، في ما اعتبره كيري «رداً باتحاد يظهر لهؤلاء المجرمين أننا لن نسمح لهم بشق صفوفنا أو فرض رؤيتهم العدمية على الناس بالإكراه». على صعيد العمليات، أكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أمس، أن الجيش الأميركي وقوات التحالف شنا سلسلة جديدة من الغارات الجوية ضد أهداف لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق. وقالت القيادة الأميركية الوسطى، إن هذه الغارات التي شنتها مقاتلات أميركية وأخرى أردنية وسعودية وإماراتية، أصابت 7 أهداف في سوريا، بينها مبنى تابع للتنظيم المتطرف وعربتان عسكريتان عند معبر حدودي في مدينة كوباني الكردية المحاصرة. وأضافت القيادة الأميركية أن «مطاراً يسيطر عليه «داعش» وثكنة عسكرية ومعسكراً للتدريب قرب الرقة أصيبت بأضرار». من جهته، أفاد المرصد السوري الحقوقي أن التحالف قصف مدينة الرقة التي يتخذها التنظيم المتشددة مقراً رئيسياً له، مبيناً أنه سمعت أصوات «31 انفجاراً على الأقل في مدينة الرقة ومحيطها». وأكد رامي عبدالرحمن مدير المرصد أن طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وقال إن ضربات جوية استهدفت أيضاً مواقع للتنظيم في مدينة منبج بمحافظة حلب هي واحدة من آخر البلدات التي يسيطر تنظيم الإرهابي في المحافظة. وتحدثت «شبكة سوريا مباشر» عن شن 8 غارات جوية على مدينة الرقة، استهدف بعضها مطار الطبقة العسكري بريف المدينة الغربي، في حين استهدفت أخرى مراكز تابعة للتنظيم في معسكر الطلائع ومحيطه جنوبي المدينة. وقالت الشبكة، إن غارات التحالف تسببت بنشوب حريق وصفته بأنه «ضخم»، في مواقع يتحصن فيها مقاتلو «داعش» على الجبهة الغربية لمدينة منبج بريف حلب. وأفاد المرصد أن غارات أمس الأول، استهدفت مقراً لعمليات «داعش» في مدينة الميادين بريف دير الزور ناحية الحدود العراقية، ومنشآت نفطية، بالإضافة إلى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة. (عواصم - وكالات)