أثار إعلان الرئيس السوداني عمر البشير مؤخرا، عن أحقية السودان في مثلث حلايب وشلاتين، وإنها ترجع إلى أصول سودانية وأنه سيطلب من مصر ردها وفي حالة عجزه التام عن استرجاعها دبلوماسيا ستلجأ السودان للتحكيم الدولي، بوادر أزمة بين السودان والسلطة الحالية في مصر، بما يشبه قنبلة جديدة في وجه نظام الحالي المصري عبدالفتاح السيسي، بعدما أعتبر سياسيون أن النظام قد تورط في مستنقع الصراع الليبي والحرب ضد نظام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وبحسب دبلوماسيين فأن تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير عن حلايب وشلاتين، سوء تقدير من الجانب السوداني وأن مصر لن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها مشيرين أن السودان تضغط على مصر من خلال ملف سد النهضة والتهديد بالموافقة على بناء السد. وأكد البشير أن اتفاقية الحريات الأربعة كفيلة بإذابة الحدود بين البلدين، مضيفا أنها ستكون مسار الحديث في زيارته للرئيس السيسي 18 أكتوبر. واعتبر اللواء محمود منصور الخبير الإستراتيجي تلويح الرئيس السوداني عمر البشير باللجوء لمحكمة العدل الدولية لحل أزمة حلايب وشلاتين تصعيدا مرفوضا لقضية يمكن تسويتها بشكل ودي بين البلدين. وأشار أن مصر والسودان دولتان تربطهما علاقات قوية وتاريخية ويمكنهما حل هذه الأزمة عبر الحوار بعيدا عن التصعيد الذي يوفر فرصة لقوي غربية للتدخل في شئون البلدين والإضرار بهما. تدخل أطراف إقليمية واستبعد تدخل أطراف إقليمية لتأجيج الخلافات بين مصر والسودان مشيرا إلى أن العلاقات بين مصر والسودان قوية بشكل يقطع الطريق على أي تدخل في شئون البلدين مرجحا أن تكون إثارة هذه المسألة لها علاقة بقرب الانتخابات البرلمانية في السودان. وفي مفارقة دبلوماسية، قال الرئيس السوداني أن هناك علاقة ثنائية معمقة بين السودان ومصر، مشيرا إلى أن تلك العلاقة ترجمت عمليا إلى عدد من الإنجازات، منها تنفيذ الطرق البرية الرابطة بين البلد. وقال السفير خالد عثمان، عضو المجلس المصري الإفريقي، إن تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير عن حلايب شلاتين، سوء تقدير من الجانب السوداني. مؤكدا أن السودان تساوم مصر في مقابل أن تلعب دور الوسيط بين مصر وإثيوبيا في منع بناء سد النهضة. ورأى عثمان أن البشير يريد زيادة شعبيته في الداخل لأن المعارضة السودانية نشطة للغاية مؤكدا في الوقت ذاته أن قرارا إداريا صدر منذ 1906 يؤدي إلى تولي السودان حق الإدارة في مثلث حلايب وشلاتين مؤكدا أنها لم يكن لها حق السيادة علي تلك الأرض أبدا،مشيرا إلي أن السودان من الممكن أن تضع ذلك القرار حجة أمام المحكمة الدولية ولكنها ضعيفة وغير كاملة. وعلق عثمان على الاتفاقية التي أبرمت بين مصر والسودان من قبل، وقال أنها يتم تعليقها أحيانا من قبل الجانب السوداني لاعتبارات داخلية خاصة بهم. وأكدت السفيرة مني عمر، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية أن مصر غير قلقة تماما من تصريحات البشير، مؤكدة أن حلايب وشلاتين مصرية وهذه حقيقة مفروغ منها ومثبتة عبر التاريخ. أحقية مصر وأشارت عمر أن مصر لديها كافة الوثائق والمستندات والصور اللأزمة لإثبات صحة حدودها من ناحية السودان، مؤكدة على أن مصر يفصلها عن السودان ثلاثة طرق هم شرق النيل وغرب النيل والطريق الساحلي. وأوضحت أن خط 22 الذي يفصل البلدين من ناحية الغرب هو خط مستقيم ولا يقبل الاعوجاج. فلن نسمح أبدا بدخول حلايب وشلاتين في الحدود السودانية. اعتبر الدكتور حسن وجيه، أستاذ التفاوض الدولي بجامعة القاهرة أن تصريحات الرئيس السوداني غير إيجابية، وأن توقيتها غير مناسب، مؤكدا أنها ستشكل ضغطا جديدا على مصر. وأوضح أن مصر ستستعد بأوراقها ومستنداتها التي تؤكد أحقيتها في منطقة حلايب وشلاتين في حالة لجوء السودان إلى التحكيم الدولي، مضيفا: "المؤكد أنه سيكون هناك تفاوض قبل اللجوء للتحكيم الدولي". وأضاف، حسن وجيه، أستاذ التفاوض الدولي، أن تصريحات الرئيس السوداني غير إيجابية وتوقيتها غير مناسب، مؤكدا أن هذه التصريحات ستشكل ضغطا جديدا على مصر. وأوضح أن مصر ستستعد بأوراقها ومستنداتها التي تؤكد أحقيتها في منطقة حلايب وشلاتين في حالة لجوء السودان إلى التحكيم الدولي، مضيفًا:" بس الأكيد أنه هيبقى في تفاوض في الأول قبل ما يلجأوا للتحكيم الدولي". وعبر عن غضبه من لجوء بعض الدول العربية للبحث عن نقاط الخلاف فيما بينها، في الوقت الذي تتعرض به المنطقة لمخاطر عديدة وضغوط، مؤكدًا أن هذا التصريح في ذلك الوقت يأتي في غير صالح مصر أو السودان، مضيفًا: "البشير لن يستطيع تقييم خطورة المواقف، وهو ما تسبب في ضياع جنوب السودان". المصدر/ الشرق القطرية 15/10/2014م