تأتي زيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت للخرطوم التي كان مقرراً لها يوم أمس السبت وتم تأجيلها إلى الثلاثاء القادم نسبة إلى انشغال الرئيس سلفا للترتيب لقمة الإيقاد التي سوف تعقد بمدينة بحر دار الإثيوبية والتي تبحث في إيجاد تسوية سلمية للصراع بجنوب السودان، تأتي هذه الزيارة في ظل تطورات متسارعة على الأرض بدولة جنوب السودان من قبل المعارضة المسلحة الجنوبية بقيادة نائب الرئيس السابق دكتور مشار التي تتقدم قواته على عدة جبهات قتالية في صراعها مع قوات الجيش الشعبي، الذي أوجد واقعاً صعباً على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني داخلياً، وعلى الصعيد الدولي لسلفاكير وحكومته عدة ملفات عالقة مع حكومة السودان أهمها منطقة أبيي والحدود وملف اتفاقية البترول والملف الأمني، هناك الكثير من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات من بينها هل سلفاكير يتجه إلى الخرطوم باعتبارها جهة محايدة يمكنها إيجاد حلول أو يمكنها إن تضغط على المعارضة الجنوبية وإقناعها بضرورة الجلوس مع الحكومة الجنوبية لإيجاد حلول من شأنها إرجاع الأوضاع إلى نصابها و وضعها الطبيعي؟ أو أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين وتبحث المصالح المشتركة والتحديات التي تواجه العلاقات بين الجانبين للوقوف على هذه الزيارة والتوقعات المرتقب إن يتناقشها يقول المحلل السياسي الدكتور على دقش، سلفاكير على قناعة تامة بان حكومة السودان والرئيس البشير لهم دور مهم في إحداث تقارب وتقليص المساحة بين سلفا وخصومه من المعارضة الجنوبية. والقضايا العالقة واحدة من أهم العوامل التي يساهم حلها في استقرار الجنوب إذا ما تمت معالجتها وأحدثت اختراقاً ايجابياً بشأنها، والقيادة في الجنوب تأتي للخرطوم للاستعانة بإيجاد حلول لمشكلاتها السياسية لقناعتها التامة في حيادية السودان تجاه القضايا الجنوبية الداخلية على الرغم من وجود متمردين سودانيين مثل حركات دارفور المسلحة والحركة الشعبية قطاع الشمال يتخذون من الجنوب نقطة انطلاق لهم، ولكن هناك اتفاق بين الجانبين إذا ما طبق سوف يحدث بناء للثقة بين الجانبين ويسهم في نقاء الأجواء ((لحلحلة)) الكثير من القضايا بين البلدين، وأكد دقش إن حكومة السودان إذا وجدت فرصة تستطيع إيجاد حل وهذا كفيل بأن يجعل الرئيس سلفاكير يلجأ للخرطوم، وتوقع دقش أن يكون الوضع الاقتصادي وتأمين مناطق البترول من الأسباب القوية لهذه الزيارة، وسلفا لا يستطيع إدارة دولة الجنوب إذا ما تم تهديد مناطق إنتاج النفط من قبل المتمردين الجنوبيين لذلك كان هذا الملف دائم الحضور في الحوار الذي يديره الرئيس الجنوبي السوداني ومعاونوه مع حكومة جمهورية السودان. وعلى ذات الصعيد من توقعات هذه الزيارة المرتقبة وما تناقشه من قضايا يقول الفريق جلال تاور هذه الزيارة لها ثلاثة توقعات لا اعتقد بأن المباحثات سوف تغفلها فهي بالغة الأهمية وتترتب عليها إيجاد الحلول للكثير من القضايا المشتركة التي تهم البلدين وعلى ضوئها تسير الأوضاع السياسية والاقتصادية إلى جوانب أكثر ايجابية وسلاسة في توالي انفراج الأزمات ونظراً للعلاقة التاريخية بين الجانبين فالزيارة تأتي تحت هذا الإطار من الثقة، علماً بأن الجنوب هو الذي انفصل عن البلد الأم، وأضاف تاور ان هناك قضايا عالقة مثل الحدود وقضية المنطقتين والنفط والملف الأمني وهو الأهم والأوضاع الأمنية في الجنوب الذي يج المساندة المعلنة من الحكومة وفوق ذلك السودان من ضمن دول الإيقاد وباستطاعته مع بعض الدول ان تضغط على الطرفين للتوصل إلى إيجاد سلام، وتوقع تاور ان يوضح سلفا في هذه الزيارة وجهة نظره للحكومة التي يثق في إمكانياتها في إيجاد حل أو المساهمة فيه وبشكل كبير، وتبقي التكهنات حتى ينجلي الموقف من بعد زيارة اليوم الواحد. نقلاً عن صحيفة الصحافة 2014/11/2م