خرجت تصريحات قمة إيقاد التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ببيان شديد اللهجة وفي قمة الاستياء من تصلب مواقف الخصمين الجنوبيين في إيجاد اتفاق وحل ينهي الصراع الدائر هناك بين الحكومة والمتمردين برئاسة نائب الرئيس السابق دكتور رياك مشار بسبب تقاسم السلطة والثروة. و حثت القمة الأطراف على ضرورة التوصل إلى حل وان مصداقية إيقاد أصبحت على المحك وفي ادني مستوياتها كما اخبر رئيس إيقاد بذلك سلفا و، دكتور مشار، والسودان منذ تفجر الأزمة الجنوبية ظل يتابع الوضع عن كثب ولم يتدخل في الصراع الدائر هناك ويحاول تقريب الوجهات بالرغم من مواقف الجنوب المعروفة تجاه الشمال، إلا إن من المصلحة توقف هذا الاقتتال وتوقيع سلام شامل يساعد في الاستقرار الجنوبي، وزير الخارجية علي كرتي صرح عقب عودة رئيس الجمهورية من المشاركة بقمة إيقاد التي استمرت لمدة يومين في سبيل تقريب وجهات النظر وحث الجنوبيين على الاستمرار قدماً في الحوار قال: إن البشير بذل جهداً كبيراً أدي إلى استمرار الإيقاد في متابعة قضية جنوب السودان، وان دعوة القمة هذه كانت حاسمة في إن يتفق الفرقاء أو تتخلي الإيقاد عن القضية، التي أخذت المفاوضات بشأنها وقتا أكثر مما ينبغي، هذه القمة أيضاً تجئ في إطار متابعة تنفيذ الاتفاقيات التي تمت في الماضي كما قال وزير الخارجية كرتي الذي لفت إلى قيام عدة محاولات للتوفيق بين الوفدين إلا انها لم تفلح في إيقاف الحرب وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وتم تكليف رئيس الإيقاد والرئيس الكيني بمتابعة الأمر مع الطرفين، خلال الأيام القادمة، وأن السودان هو الأقرب إلى معرفة الوضع في الجنوب وان المقترحات التي قدمها السودان وجدت القبول والاستحسان من الجميع والفرقاء من دولة الجنوب، يذكر إن الأطراف الجنوبية ومنذ تفجر الأزمة في مطلع العام 2013م تعرضا للكثير من الضغوط الغربية حيث ذكرت التقارير والتصريحات لقادة أمريكا والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات علي كل من الطرفين إذا لم يتوصلا إلى حل، إلا أن هذه الجهود لم تفلح حيث استمرت المعارك هناك بين كر وفر من تقدم قوات المعارضة ودحر القوات الحكومية لها، وشعب الجنوب الذي نزح منه مليونا شخص إلى الدول المجاورة ونال السودان نصيب الأسد حيث استقبلت الولاياتالجنوبية هذه الأعداد التي وصلت حتى الخرطوم وصوتوا بنعم في الانفصال في تحديد مصيرهم الا إن الجهات الرسمية قالت بان الجنوبيين الفارين من الحرب يعاملون كمواطنين كما صرح رئيس الجمهورية، من جهة أخرى دخلت الأممالمتحدة أيضاً ضمن المهددين بعقوبات على الأطراف الجنوبية حيث صرح الأمين العام للأمم المتحدة بفرض عقوبات جديدة إذا ما استمر الفرقاء الجنوبيون في عدم التوصل إلى حل من خلال المفاوضات الجارية، السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل تستطيع إيقاد ورؤساء الدول الستة بما فيهم الرئيس البشير الضغط على الجنوبيين للتوصل إلى حل ينهي الصراع الجنوبي الذي حصد الآلاف من الأرواح؟. الدكتور والمحلل السياسي احمد دقاش قال وعبر اتصال من "الصحافة" مشكلة الجنوب أعمق مما هو واضح فهؤلاء أصبحت بينهم مرارات وتحتاج إلى زمن أطول من العمل والمعالجة ولابد من وجود قوات افريقية تتدخل بعد الاتفاق أو دونه لتفرض ضغوطاً على ارض الواقع تنهي الانقسام والاقتتال، والمتتبع لهذه القضية يجد إن الحوار لم يخدمها ولم تنفذ منه ابسط البنود وما يصعب الأمر إن هذا الصراع أساسه قبلي بحت وكلنا يعلم ما للقبلية من تأثير على الواقع السياسي الجنوبي وعلى الإيقاد إن أرادت تحقيق نجاح في مساعيها الرامية للحل عليها إن تنشي آلية قوية تنفذ قراراتها. في ذات الشأن قال الدكتور ربيع عبد العاطي القيادي بالمؤتمر الوطني والمحلل السياسي: نعم يمكن للسودان إن يكون لاعباً أساسياً ومؤثراً في حل هذه القضية إذا ما كانت عبر الحوار الموضوعي والأخ الرئيس فهو رئيس دولة السودان احدي دول الإيقاد ومن المؤسسين لهذه المنظمة بالطبع ولا ننسي بان دولة جنوب السودان صراعها مركب أولاً فهي دولة وليدة تحتاج للنضج السياسي والاقتصادي والى دمج مجتمعاتها التي لازالت تؤمن بحق القبيلة الكبيرة في السلطة والسودان له تجربة كبيرة، مع هذه الدولة قبل الانفصال خضنا معها حرباً تعتبر الأطول على مستوي العالم وإفريقيا كما لدينا معها تجربة تفاوضية طويلة وتعلم بكل الأساليب التي يلجأ إليها المفاوضون الجنوبيون وغير ذلك نحن نطمع في استقرار سياسي وامني بالجنوب لان الاستقرار بها بالطبع يسهم في استقرار ليس السودان وحسب بل في كل أرجاء الإقليم. نقلاً عن صحيفة الصحافة 2014/11/9م