طالبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج أمس المفوضية القومية للانتخابات ان تعالج الشكاوى التي قدمت اليها «بفعالية وحيادية «،وبينما امتدحت باريس الاجواء «الهادئة» التي جرت فيها الانتخابات ، مشيرة الى أن «معايير التصويت لم تكن مرضية»، شددت موسكو على أن الانتخابات جرت بدون مخالفات جسيمة قد تثير شكوكا حول نتائج فرز الأصوات،واعتبرت استنتاجات المراقبين بأن الانتخابات لم تلبِ المعايير الدولية «مبالغ فيها». وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان باسم «الترويكا» التي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج تلقت «الصحافة» نسخة منه انها تشجع بقوة المفوضية على النظر بحسن نية في الشكاوى وذلك بفعالية وحيادية»،واعربت الحكومات الثلاث عن اسفها «لعدم معالجة هذه المشاكل قبل الاقتراع»، مذكرة بانتقادات المراقبين الاجانب ،لكنها اكدت من جهة اخرى ان عمليات التصويت «جرت بهدوء نسبيا». ودعت الترويكا الخرطوم الى استخلاص الدروس من هذه الانتخابات والتقييم المستقل لها للتحقق من عدم مواجهة المشاكل نفسها في الانتخابات المقبلة والاستفتاء المقبل». واثنت الدول الثلاث على شعب السودان لمشاركته في عملية اقتراع معقدة وطويلة ولمشاركته المدنية المتزايدة خلال الأشهر الأخيرة. من جهتها، امتدحت الحكومة الفرنسية أمس الاجواء «الهادئة» التي جرت فيها الانتخابات السودانية ، مشيرة في الوقت نفسه الى أن «معايير التصويت لم تكن مرضية». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «ان بلاده تشيد بروح المسؤولية التي أظهرها الشعب السوداني ما سمح بإجراء انتخابات سلمية». وأضاف أنه يجب على اللجنة الانتخابية مواصلة عملها حتى اعلان النتائج النهائية،واوضح فاليرو في مؤتمر صحافي انه رغم الارتياح ازاء الاجواء الهادئة التي جرت فيها الانتخابات فإن فرنسا «اطلعت» على تقييم البعثة الاوروبية ومركز كارتر اللذين كانا يراقبان عملية التصويت،بيد ان المسؤول الفرنسي قال ان التصويت كان «خطوة كبيرة» قبل الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان العام القادم، معربا عن امله في ان تعمل جميع الأحزاب السياسية معا من اجل عقد انتخابات مقبلة تسير في اجواء من السلام والاستقرار. وفي السياق ذاته، شدد المبعوث الروسي إلى السودان، ميخائيل مارغيلوف على أن الانتخابات جرت بدون مخالفات جسيمة قد تثير شكوكا حول نتائج فرز الأصوات. واعتبر مارغيلوف في تصريحات صحافية، استنتاجات المراقبين من الاتحاد الأوروبي بأن الانتخابات لم تلبِ المتطلبات الديمقراطية لعملية الاقتراع «مبالغ فيها» طالما تخرج البلاد من حالة الحرب»،و لفت مارغيلوف إلى أن هناك معلومات تشير إلى أن المراقبين الأوروبيين لم يذهبوا إلى دارفور، بينما تؤكد البيانات الصادرة عن ممثلي الاتحاد الأفريقي أن الانتخابات في هذا الإقليم جرت بدون مخالفات كبيرة. مشيرا الى أن المخالفات على وجه العموم كانت تحمل طابعا فنيا في أغلب الأحيان، إذ لم تكن مراكز الاقتراع تفتح أبوابها في المواعيد المقررة دائما، على سبيل المثال، كما وردت أخطاء في أسماء بعض المرشحين. وعزا الفوز الساحق للرئيس عمر البشير ، إلى انسحاب خصمه الوحيد، في اشارة الى ياسر عرمان. قال مارغيلوف إن الانتخابات العامة أصبحت مدرسة للديمقراطية وفق المعاير الإفريقية ولا يجب ربطها بالمعاير الأوروبية. وقال مارغيلوف إن الانتخابات السودانية شابتها بعض الخروقات لكن هذا لا يعني أنها كانت غير ديمقراطية، وأضاف أن الخروقات التي ارتكبت تقنية في مجملها. من جهتها أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس عن قلقها «للشوائب» التي كشف عنها المراقبون الدوليون في الانتخابات التي نظمت في السودان واعربت اشتون عن ارتياحها لان يكون الاقتراع تم «عموما بشكل سلمي» لكنها «اشارت بقلق الى الشوائب التي تحدثت عنها بعثة المراقبة الاوروبية والمراقبون الاخرون». واضافت «من الاهمية ان تعالج العيوب التي كشفت بشكل عاجل». نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 20/4/2010م