اليوم.. الخميس هو اليوم الخامس للعملية الانتخابية التي ستضع البلاد في سلم الديمقراطية المستدامة.. فقد أثبتت المفوضية القومية للانتخابات أنهم بشر أولاً.. سودانيون ثانياً ومحايدون ثالثاً.. أخطأوا في بعض ما كانوا يظنون ويأملون أنه صحيح واعترفوا بأنهم أخطأوا فأصلحوا وعالجوا مواضع ومواطن الخطأ.. على مبدأ "وخير الخطائين التوابون" ولكن كان الواجب أن نجد لهم العذر باعتبار جملة من المؤثرات التي تأتي في مقدمتها الحملة الشرسة التي وجهت إليهم من قبل بعض الأحزاب والاتهامات التي وجهت إليهم لأنهم لم يستجيبوا لرغبات البعض فوصفوا بلا رحمة بأنهم موالون للمؤتمر الوطني، هم، ومركز كارتر، والمراقبون الدوليون وكل من يقول بالحقيقة والنصيحة لأنها (حارة) كما يقول المثل العامي السوداني (النصيحة دي ما حارة)!! الانتخابات السودانية يشهد لها العالم المتحضر كله.. المراقبون من كل بلاد الدنيا بما في ذلك أمريكا التي تفرض علينا العقوبات وتضع اسم بلادنا ظلماً وزوراً وبهتاناً في قائمة الدول الراعية للإرهاب بهدف تركيعنا وفرض الوصاية الصهيونية علينا.. وتكفي شهادة الجامعة العربية والصحافة العالمية المنصفة التي جابت البلاد شرقاً وغرباً للوقوف على التجربة الديمقراطية السودانية وتكفي شهادة مواطنين عرب يدلون بشهاداتهم الإيجابية للإنسان السوداني الذي لا يقبل الوصاية ولا يقبل النفاق السياسي.. ولا يقبل حتى الممارسات الإرهابية والتهديدات بالقتل وإثارة الفوضى.. كل ذلك كان عبارة عن شائعات تم تعميمها وبثها في الشارع بهدف تخويف الناخبين ولكن باءت محاولاتهم بالفشل الذريع وتدافع الناخبون من كل الأعمار والمستويات الثقافية نحو ممارسة حقوقهم الدستورية والقانونية دون إعارة أي اعتبار للشائعات والأكاذيب التي بثها المتخاذلون والمشككون والذين ليس لهم أي مقام عند المواطن السوداني.. ونجحت العملية الانتخابية تماماً.. بعض القنوات الفضائية تمارس مع قضايا السودان جميع أنواع العداء برغم أن السلطات تفسح لها الأبواب لكي ترى وتعيش وتنقل بأمانة وعدالة ودقة الحقائق على أرض الواقع.. ولكنها تصر باستمرار على المضي على طريق (خالف تذكر) وتثبت كل يوم أن القائمين على سياسات هذه القنوات لهم معايير مزدوجة ولهم مواقف مسبقة تجاه السودان وما يجرى فيه من أحداث وهم يثبتون مع إشراقة شمس كل يوم أنهم يفتقرون إلى المهنية ويفتقرون إلى الصدقية، ويفتقرون إلى أدنى مستويات الصحافة الأخلاقية والمعايير التي وضعتها واحدة من كبرى المنظمات الإعلامية (الاتحاد الدولي للصحفيين) الذي يضم نقابات وتنظيمات من أكثر من 120 دولة وستمائة ألف صحفي يعملون في مختلف مجالات وتخصصات العمل الصحفي الإلكتروني والورقي، المرئي والمسموع. هذه الوسائل التي تخادع الرأي العام الذي تخاطبه سوف تعلن إفلاسها قريباً وسينفض المشاهدون والمستمعون من حولها وسوف يكبر السودان رغم أنوفهم وأنوف الصهيونية التي ترسم لهم أساليب ووسائل التعامل معنا.. السودان اليوم دولة ناهضة- رغم القيود- ورغم الأحمال الثقيلة ورغم تحامل بعض وسائل الإعلام العربية والموجهة للعالم العربي والسودان قادم بقوة ليتبوأ موقعه الرفيع في قمة الهرم الاقتصادي والسياسي والإعلامي كأمة لها من الجذور الحضارية الضاربة في عمق التاريخ.. وكأمة متعددة عرقياً وثقافياً وتفاعلاً مع الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية.. قادم بقوة بعد أن كسر القيود ونظم حياته بالداخل ورتب بيته بصورة تجعله يمضي بقوة نحو المجد والعلا. بعض الأقلام العميلة المعروفة التي تسعى بكل السبل للإساءة للسودان شعباً ورئيساً.. هذه الأقلام سوف تصمت إلى الأبد ولن نجد من يقرأ لها أو ينصت.. لأنها ببساطة تمضي على طريق الاستخبارات الموسادية وغيرها وتجند أمثال غير الراشدين وغير الوطنيين ضد الإسلام والمسلمين وسوف تكتمل عمليات التحول الديمقراطي في بلادنا.. وسوف يضبط ذلك أمثال غير الراشدين وغير المدركين للحقائق الواضحة.. ولن نركع ولن نخضع لغير الله.. ونقول له ولهم موتوا بغيظكم.. فالبشير يتمتع بثقة كافة أهل السودان، بل تخطت شعبيته حدود السودان إلى كل الشعوب الحرة ولا نامت أعين الجبناء والخبثاء والضعفاء أمام سادتهم. انظروا إلى دارفور التي رسموا لها صورة قاتمة للرأي العام.. امرأة شابة قالت لأحد المصورين إنها قادمة من مسافة بعيدة وإنها سوف تصوت للحكومة.. ثم استدركت بقولها "نحن مشكلتنا في الإعلام الذي يتاجر بصورنا".. هذه امرأة نازحة وضعت إصبعها تماماً على أس البلاء والداء.. الإعلام الغربي الذي اصطنع المشكلة ورسم معالمها وصار يتاجر بصور المعسكرات وبالقضية كلها.. وها هي دارفور مفاجأة الانتخابات.. وهؤلاء جماهيرها التي أدلت بأصواتها تكذب كل التخرصات وجميع التوقعات. المصدر: الشرق 22/4/2010