بنظريات الديمقراطية والنظريات السياسية، ربما لا أكون من المؤيدين لترشيح المواطن عمر حسن أحمد البشير، ومن حقي أن أقول : أنا لست مؤيداً ترشيحه وأرى أن يرأس السودان (أنا) – شخصياً – أو محمد أحمد الأغبش المزارع بمشروع الجزيرة أو شقيقه العامل بالسكة الحديدية أو البروفيسور مدير جامعة (الواق الواق)، ولا يستطيع أحد أن يمنعني هذا الحق، سواء أكان عن طريق الديمقراطية أو طريق الجودية أو طريق الزندية، فأنا سوداني كامل الأهلية والقانون يعطيني هذا الحق و(قلبي محدثني)! ولكن كل المنصات التي انطلق منها لتأكيد حقي هذا، تكفل لي حق أن أقول : أنا من المؤيدين ترشيح الأخ عمر حسن أحمد البشير لرئاسة الجمهورية، لأسباب أراها موضوعية! عندما نجلس، أسرة أو أصدقاء حول الشاشة البلورية، ألاحظ أن أكثر شئ يستنطق الناس ويحملهم على التعليق حامدين الله تعالى على حالهم، هو المناظر المتعلقة بالحرب وإفرازاتها من قتل ودمار وتشرد ونزوح وما يتبع ذلك من ضربات موجعة لبني المجتمع والأسرة وضربات أوجع للعرض والشرف والأخلاق، وكثيراً ما أسمع مقارنة تتم هنا وهناك بين حالنا وحال غيرنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من البلاد الشقيقة ودائماً ما تنتهي بأن من أعظم نعم الله علينا الأمن الذي يعم بلادنا! أقول : وفي ظل هذه النعمة، هل يعقل أن نضحي بالقائم المضمون على حساب الغائب غير المضمون؟ أجدني متفقاً مع كثيرين أن للحقبة السابقة من حكم الإنقاذ أخطاء واضحة، وأن المسئولية تبتدئ من القمة وتنتهي بالقاعدة، واتفق مع كل من يقول، إن العائد من تلك الحقبة – على ما فيه من خير – ينقص كثيراً مما نحلم به، فشتان ما بين الحلم والواقع، لكن ذلك لا يمنع أن أذكر بأن مقدرة الحكومة على الحفاظ على الأمن بالدرجة المناسبة شئ يقدمها على كثير من الذين سبقوها وعلى كل من يرغبون في ميراثها وأن رأس رمح هذا الانجاز هو الأخ الرئيس عمر حسن أحمد البشير لخلفيته العسكرية ومقدرته على قيادة دفة الأمر في كل الظروف الشائكة ولذا لابد من بقائه رئيساً للجمهورية في هذه المرحلة فأمتنا فوق كل شئ! صديقي الذي يعرف طريقتي في تناول مثل هذه الأمور، تعجب لهذا الطرح المباشر مع عدم خوف الاتهام أو الخوف من (صواعق) الأقلام المعارضة، سألني مباشرة : يا زول مالك فكيت آخرك؟ قلت : ما دفعني لهذا خوف من الفوضى، ورغبة في الأمن، وإحساس بأن النعمة التي نعيشها حيث يسير السائر في كل الاتجاهات لا يجد في بلادنا غير الكرم والطيبة والجمال والأخلاق، هذه النعمة يمكن أن تنعدم في ظل (الهيجان) الحالي في المنطقة فتدخل بلادنا في دائرة الخطر! نقلاً عن صحيفة السوداني 1/3/215م