* لم يخذلنا الشعب السوداني كعادته، وهو يتدافع أفواجاً تلو الأخرى صوب مراكز الاقتراع ليمارس حقه الدستوري واختيار من يرونه الأحق بتولي قيادة البلاد. * كنت على يقين إن الانتخابات ستخرس أبواق المعارضة القابعة خلف الكيبوردات، لتوزع في الشائعات والضلال، في الوقت الذي يتحرك فيه أبناء الأرض الطاهرة في صفوف منتظمة في معركة لقاء الوطن بهمه ونشاط وإعزاز. * لم تمض دقائق معدودة من اتصالي برقم المفوضية القومية والتي قام من خلالها موظف الاستقبال بتأكيد وجود أسمي في منظومة المسجلين وأحقيتهم في الانتخاب، مع تحديد المركز المحدد لذلك، في بادره أحسب انها قد سهلت إجراء الاقتراع بصورة كبيرة وأكدت الترتيبات العالية والمنظمة التي قامت بها المفوضية والمجهودات التي تمت في هذا الصدد. * دخلت المركز في اليوم الأول، وقادني الحس الصحفي لأتبين ما تردده بعض الأصوات في مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطعة انتخابية شاملة من كل أهل السودان، لأجد شباب زي الورد يتدافعون لأجل الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، ورجال بقامة وطن يتبادلون الحديث حول التصويت والمرشحين وحضور نسائي متميز والملفت حقاً وجود عدد من المعاقين والذين قادهم حب الوطن فأنار بصرهم وبصيرتهم في منظر تقشعر له الأبدان. * رد أهل السودان بياناً بالعمل على مرتزقة الاتحاد الأوربي وحلفائهم الذين احتفلوا ببيانهم الهزيل ومن قبلهم سفهاء الكيبورد وارزقيه الغرب الذين ظنوا إن الإدارة الشعبية يمكن أن تكبل ببعض البيانات وتصريحات الوعيد والتهديد التي لم تزدنا إلا قوة وصلابة. * نظام وانتظام في الحراك داخل المراكز المختلفة))، وسرعة في إكمال الإجراءات، وغياب شبه تام للمشاكل والإشكالات التي تظهر في الانتخابات كسقوط بعض الأسماء والتصرفات غير المسؤولة لبعض المراقبين ولكن بحمد الله لم تكن موجودة على الإطلاق. * يومان مرا بسلام وتبقي يوم واحد على إسدال الستار على الحق الدستوري الذي نأمل أن يكون يوماً حاسماً يتمكن من خلاله كل أهل السودان من الإدلاء بأصواتهم والمشاركة في اختيار القوى الأمين القادر على قيادة البلاد في المرحلة القادمة. * وتحية خاصة لأهل دارفور ومسؤوليها الذين تدافعوا منذ الصباح الباكر صوب المراكز المختلفة، ممارسة راشدة وحقوق مستحقة ورداً فعلياً على كل الهطرقات التي لم تتمكن من تحقيق أهدفها ومراميها. * ساعات قليلة وتنتهي المعركة الانتخابية وتغلق الأبواب في انتظار نتيجة التصويت النهائية، لذلك لابد أن يتحرك كل من شغلته الحياة، ومنعه المرض، وأخرته بعض التراتيب الخاصة للتصويت الشرعي في اقرب مركز يحفظ له حقة ويضمن له عدالة المستقبل الذي نحسب انه الأفضل بلاد جدال. نقلاً عن صحيفة الصحافة 2015/4/15م