من جديد تعود سحابة الإنشقاقات لتظلل سماء حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور الذي يبرع في خلق الأعداء والخصوم من داخل عباءته!! .. آخر فصول تلك الإنشقاقات كشف عنها الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس حركة عبد الواحد الذي أشار قبل فترة إلى معاناة حركته من إنشقاقات حادة بين مجموعة محمد آدم عبد السلام "طرادة" ضد مجموعة قدورة، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة داخل المجموعتين نتج عنها تصفيات لبعض القادة الكبار في (شرق الجبل) بجنوب دارفور، وأكد الناطق الرسمي أن مجموعة محمد آدم عبد السلام "طرادة" اقتنعت بخيار الحوار والتفاوض مع الحكومة من أجل إحلال السلام في دارفور باعتبار أن الحرب لم تحقق مطالبهم بل تضرر منها أهلهم وذويهم فضلاً عن تعطيل التنمية في ولايات دارفور، بينما تناهض المجموعة الثانية (مجموعة قدورة) الحوار والسلام الذي دعت له الحكومة مؤخراً بعد توفيرها ضمانات لكل الحركات المسلحة، وأصدرت هذه المجموعة بياناً تؤكد فيه رفضها للحوار المطلق وحددت شروطاً للقبول بمبدأ الحوار. وقبل الانشقاق الأخير عاد عبد الواحد وبعد أكثر من (9) أعوام على عدوه الأول ميناوي وإنسلاخه الشهير في مؤتمر حسكنيتة، عاد وخلق عدواً آخر وهو أبو القاسم إمام.فعبد الواحد رجل لا يهدأ له بالاً إن لم تكن حوله خلافات وإنشقاقات فقد الرجل من قبل مع قادة ميدانيين غير ابو القاسم. فالرجل (قبيل تجميد أبو القاسم ) واجه حركة إصلاحية عميقة الجذور داخل فصيله، تولى كبرها قيادات الصف الأول وخيرة ضباطه العسكريين أمثال مستشار رئيس الأركان (موسى مورني) وقائد التوجيه المعنوي (صلاح رصاص) وقادة آخرين.و هؤلاء القادة بدوا متبرمين جداً من الطريقة التى يقود بها عبد الواحد الفصيل وإصراره غير المبرر حسبما ذكروا على عزلة الحركة عن كل ما يحيط بها ورفض التفاوض مع الحكومة السودانية ذلك أن الأزمة الحالية للحركة أنها لا تملك على الأرض القدرة على تحريك الجمود فهي بالكاد (تحمي وجودها) ولا قبل لها بمواجهة عسكرية من أي نوع مع الحكومة وفى الوقت نفسه فهي رافضة للتفاوض، كما أن ساكني المعسكرات الذين كانت الحركة تباهي بأنهم يمثلون (جماهيرها) بدئوا بالعودة الطوعية وبعضهم تبدلت قناعاتهم الشخصية لسبب أو لآخر ولم يعد منجذباً للحركة. وربما كانت هذه هي المرة الأولى -منذ العام 2005م- عام إنشاء حركة عبد الواحد عقب مؤتمر حسكنيتة الشهير، التى تهتز فيها الأرض بعنف وقوة تحت أقدام المتمرد عبد الواحد ويزلزل أركان حربه وقياداته العسكرية مقعده الوثير الذي قضى فيه حتى الآن 9 أعوام لم ينازعه عليه أحد! صحيح أن حركة عبد الواحد شهدت انسلاخات سابقة عديدة وغالبها التحق بحركة التحرير والعدالة. وصحيح ايضاً وبحسب قراءات الميدان فإن عبد الواحد غير المعروف الوجهة ظل بعيداً جداً على الأقل فى السنوات الخمس الأخيرة عن أي مواجهات عسكرية جدية فى دارفور يعلم هو قبل غيره أنها وقعت فهي النهاية التى ما بعدها نهاية لفصيله الذي بالكاد يحتفظ بقياداته ومنسوبيه. عموماً فإن ما يجري الآن داخل فصيل عبد الواحد ليس على شاكلة الانسلاخات المعروفة، ذلك أن التفكير فى إنشاء حركة أخرى عبر الانسلاخ لم يعد له جدوى سياسية فالدعم منعدم والقوة تناقصت, وأفضل طريقة للمحافظة على وجود الحركة هو إصلاح خطوطها السياسية المتكلسة وضخ الحياة فيها.