اكتظت القاعة الكبرى في مركز الشهيد الزبير محمد صالح نهار أمس بحضور كثيف جمع إلى جانب الصحافيين والقنوات الفضائية ناشطين من منظمات المجتمع المدني إلى جانب الحركات الدارفورية الموقعة على اتفاق للسلام مع الحكومة. وشرحت اللافتة الموضوعة خلف المنصة تفاصيل الملتقى والتي كتب عليها "المؤتمر الصحافي لقيادات منشقة من حركة العدل والمساواة". وعندما قاربت عقارب الساعة من الثانية عشر والربع من ظهر يوم أمس جلس شابان على المنصة استهل الأول منهما ويدعي محمد آدم عليان الذي كان يتولى منصب أمين التدريب والتأهيل بحركة العدل والمساواة الحديث بتلاوة سورة النصر، وأعلن بعدها انضمام مجموعة من القيادات السياسية في حركة العدل والمساواة التي يتزعمها جبريل إبراهيم لمسيرة السلام بكامل عتادها ورجالها انطلاقاً من وثيقة الدوحة لتحقيق السلام في الإقليم والمشاركة في الحوار الوطني والممارسة السياسية. والسؤال الطبيعي الذي يفرض نفسه في هذا المقام مفاده "ما هي الأسباب التي دفعت القيادات للانشقاق من الحركة والانضمام لمسيرة السلام بالبلاد؟ ويجيب القيادي السابق بالحركة – نائب أمين الاعتمار والتنمية حسن محمد عبد الله بتفصيل دقيق ويقول أن الحركة انحرفت وتحولت إلى منظومة ديكتاتورية تتخذ فيها القرارات المصيرية بصورة منفردة دون علم أو استشارة أياً من هياكل الحركة المتمثلة في المجلس التشريعي، المكتب التنفيذي والمؤتمر العام. ويضيف بأن الحركة تحولت إلى شركة للمقاولات القتالية تعمل مع الحكومات مقابل أموال ومصالح تجارية واستدل على ما ذهب إليه بمشاركة حركة العدل والمساواة في الحرب بكل من ليبيا ودولة جنوب السودان. وكشف عبد الله عن توجيهات أصدرها رئيس الحركة جبريل إبراهيم لنائب القائد العام العمدة الطاهر حماد بالتدخل السريع والقتال لصالح قوات رئيس دولة الجنوب عقب اندلاع التمرد في الدولة الوليدة. ويضيف بأن مقاتلي الحركة استباحوا مدن بانتيو، ربكونا فضلاً عن مهاجمة بنك الجنوب المركزي ونهب مبلغ 15 مليار جنيه جنوبي تسببت في تفجر الخلافات بين جبريل إبراهيم وابوبكر حامد نور. وكشف حسن محمد عبد الله عن استعانة رئيس الحركة بمجموعة من الخبراء الصهاينة يبلغ عددهم أربعين من الضباط وضباط الصف قدموا دعماً لوجستياً للحركة تمثل في وضع خطة لتنفيذ مخطط تخريبي على مراحل متتالية بهدف تدمير المنشآت الحيوية والإستراتيجية إلى جانب تفجير حقول النفط وتعدين الذهب والشركات والمصانع الكبيرة والمطارات والطرق الرئيسية القومية والسكة حديد فضلاً عن استهداف قيادات النظام ورموزه العليا والشبابية والطلابية. ويوضح عبد الله بأن المجموعة الصهيونية دربت قوات خاصة من مقاتلي الحركة إلى جانب إرسالها لأكثر من 35 رحلة طيران محملة بمواد دعم للقتال تشتمل على ذخائر وقطع غيار للسيارات، كاكي عسكري وحقائب قتالية ومعدات طبية فضلاً عن طائرتين عموديتين يستخدمهما رئيس المجموعة الذي يدعي رودلف. ونقل عبد الله عن قائد المجموعة توضيحه بأن المجموعة تعمل وفق خطة للعمل مع مراكز الضغط الأوروبية والأمريكية بهدف إسقاط حكومة الخرطوم على شاكلة ما حدث في ليبيا، العراق، وأفغانستان. وأكد عبد الله أن عوامل عديدة دفعتهم للخروج من الحركة من بينها التوريث وعدم دستورية قيادة جبريل إبراهيم، تعطيل دور المكتب التنفيذيين العمالة والارتزاق بدلاً عن خدمة مبادئ الحركة، والجهل بأسس وتفاصيل العمل الميداني واخلاق الرجال والجنوح السافر لجبريل نحو القبلية والعنصرية والتعاون مع البؤر الصهيونية وأجهزة الاستخبارات التي تعمل لمصالح بلادها فقط وليس مصلحة السودان. ويؤكد أن حركة العدل والمساواة تحولت على منفذ ومخلب لتنفيذ وخدمة الأجندات اليهودية الرامية للقضاء على السودان وينبه إلى عدم وجود أهداف حقيقية نبيلة تقاتل الحركة من أجلها وينحصر الهدف من القتال في الوصول إلى السلطة لتحقيق الطموحات الشخصية لقيادات الحركة. واعتبر رئيس حركة تحرير السودان القيادة العامة – رئيس مجلس حركات دارفور الموقعة على اتفاق السلام مع الحكومة آدم علي شوقار عودة قيادات حركة العدل والمساواة للسلام إضافة حقيقية للعملية "لأن أهل دارفور ملوا الحرب، ودعا القيادات العائدة للانضمام إلى المجلس من أجل توحيد الجهود وتحقيق السلام ليس في دارفور فقط وإنما في جميع أنحاء السودان. ويرى القيادي في الحركة الشعبية "أصحاب المصلحة" اللواء عبد الله علي قرفة أن الحكومة نجحت في أحداث هجرة عكسية من الحركات وميادين القتال إلى ساحة بسط السلام في الداخل. ويمضي القيادي في حركة العدل والمساواة "جناح دبجو" نهار عثمان نهار في ذات الاتجاه ويصف عودة القيادات بأنها خطوة ايجابية في طريق السلام رغم تأخرها بعض الشئ ويؤكد أن الحل العسكري ليس مجدياً لحل المشكل السوداني. نقلا عن صحيفة الخرطوم 6/5/2015م