حرارة المعركة بين المعاليا والرزيقات إنعكست على سماء الخرطوم، ففي اللحظة التي كان يتبادل فيها الرزيقات والمعاليا إطلاق النار، كان يحتشد زمرة من أهل الصحافة والإعلام تحت لهيب أشعة الشمس الحارقة أمام القصر الجمهوري، وما بين أبو كارنكا والخرطوم أن هناك دم يسيل وهنا يسيل عرق الجبين، مشهد قل أن يوصف أنه مشهد إنساني تضامناً مع ما يحدث هناك رغم أن الفرق كبير في المواقف والوسائل ففي الوقت الذي يحملون أبناء القبيلتين المدافع حمل الرأي العام هنا ممثل في الصحفيين مذكرة إلى القصر الجمهوري مطالبة بوقف الصراع الذي يجري في تلك المنطقة والتي تكررت بها أحداث دامية خلال الأشهر الماضية، وما بين لافتات كتب عليها لا للصراع القبلي ونعم للسلام وأخرى تطالب بالتدخل المباشر لرئيس الجمهورية لإنهاء الصراع كان الرد من قبل إدارة القصر الجمهوري بعدم استلام المذكرة التي تطالب بذلك بل طلب من الواقفين أمام القصر التحرك إلى ابعد مسافة بحجة عدم أخذ تصديق للوقفة ووسط تذمر الحاضرين الذين ما أن تحركوا من شارع القصر حتى تبعتهم عربات الشرطة التي طالبت بدورها بالابتعاد عن الشوارع وفضها مهددة بأخذ إجراءات إذا لم يحصل ذلك، فما كان من الحاضرين إلا الانصراف وكل في نفسه شئ يريد أن بقوله تطورات للأحداث : الصراع بين القبيلتين هو صراع قديم متجدد يظهر على السطح كلما جلس الطرفين إلى اتفاقية صلح، ووسط اتهامات متبادلة لكل طرف من الآخر بتأجيج النزاع يغيب المشهد الحكومي والمعارض عن لعب دور لوقف هذه الأحداث مذكرات سابقة : لم تكن المذكرة التي تقدم بها الصحفيين أمس هي الأولى في خضم تقديم مذكرات في هذا الشأن فقد دفع قبلها أبناء المعاليا بولاية الخرطوم بمذكرة إلى رئيس الجمهورية طالبوا فيها بالتدخل العاجل لما يحصل هناك من تظاهرة أمام القصر الجمهوري رافعين لافتات تدين وتنكر لاعتداءات المتكررة بين القبيلتين مطالبين رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل لحسم الصراع وتحقيق المطالب العادلة. كما حملت المذكرة الدولة مسؤولية ما يحدث هناك مسؤولية تامة وحذرتها من صعوبة رد الفعل المتوقعة أيضا إدانة المذكرة تخلي الدولة عن دورها الدستوري وغيابها التام في حماية المواطنين. وبعد أن دخلت القضية القصر الجمهوري قمة الجهاز التنفيذي قبل نحو عام طرقت أيضا هذه القضية أبواب البرلمان حيث نظم أبناء المعاليا وقفة احتجاجية أمام البرلمان سلموا خلالها مذكرة لرئيس البرلمان د. الفاتح عز الدين، طالبوا فيها بوقف ما يحدث هناك كما تقدم النائب البرلماني عن دائرة أبو كارنكا حمدان عبد الله وقتها بمسألة مستعجلة وسؤال لرئيس البرلمان لاستدعاء وزير الداخلية ومساءلته عن أحداث الاعتداءات كما تساءل النائب عن الخطوات التي اتخذتها وزارة الداخلية للحد من الاعتداءات حينها بفتح تحقيق عاجل كما تعهد رئيس لجنة العمل والمظالم بالبرلمان الهادي محمد علي في تقارير إعلامية سابقة بأن يسلم المذكرة لرئيس البرلمان بالتفصيل وأنها لن تمر مرور الكرام مضيفاً سوف يستدعى البرلمان الوزراء المختصين وفي مذكرة تقدم بها صحفيون ضد العنف القبلي إلى رئيس الجمهورية أمس والتي رفضت السلطات استلامها طالبت هذه المذكرة بتهدئة الأوضاع ومعالجة الأزمة وأوضحت المذكرة أنهم كصحفيين انطلاقاً من مسؤوليتهم تجاه السلام الاجتماعي والتعايش السلمي في الوطن وتمت مجهودات رئاسة الجمهورية وقيادات الدولة لرأب الصدع ونزع فتيل الأزمة وندعو رئيس الجمهورية للتدخل المباشر لحقن دماء الأهل تعزيزاً لما قمتم به خلال الفترة الماضية من مساعي وفاق وسلام بين الجانبين. نقلا عن صحيفة ألوان 13/5/2015م