بعد الهزيمة الساحقة التي تلقتها قواته بقوز دنقو على أيدي قوات الدعم السريع، واجه رئيس حركة العدل والمساواة المتمردة "جبريل إبراهيم" عاصفة من الانتقادات خلال اجتماع ضم قيادات بارزة بالمكتب التنفيذي للحركة، فيما رفضت القيادات توجيهات "جبريل" بالتوجه للميدان من جديد ودعته للتنحي عن القيادة بعد ما وصفته (بمصابها الجلل).وساق "جبريل" خلال الاجتماع عدداً من المبررات للهزيمة التي تعرضت لها قواته رغم التدريب والإعداد الجيد في جنوب السودان، محملاً الجيش الشعبي مسؤولية ما جرى بسبب إصرار قيادته على تغيير القوات لمسارها المقترح وتوجيههم بسلوك مسار غير المناسب. ويبدو أن رياح التغيير بدأت تهب بقوة على حركة العدل والمساواة وأمس الاول ملأ الأسافير بيان من المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة أمس إعفاء د. جبريل إبراهيم محمد، وتجريده من كافة صلاحياته التنظيمية، وإسناد رئاسة الحركة مؤقتا لأمين شؤون الرئاسة منصور أرباب. وقال بيان صادر عن الحركة إن المجلس انعقد بحضور 123 عضواً من إجمالي عضويته المقدرة ب (151) عضوا، وقرر إعفاء د. جبريل، وفقاً للمادة (4-4) الفقرة (ب 3) والتي تنص على أن للمجلس التشريعي الحق في إعفاء الرئيس بثلثي أعضاء المجلس التشريعي بسبب العجز في أداء مهامه والإضرار بالحركة، لافتا إلى أن أسباب الإعفاء تتمثل في الانفراد بالرأي وتعطيل النظام الأساسي للحركة وعدم إحاطة مؤسسات الحركة التشريعية والتنفيذية في كافة القرارات المفصلية والتي كانت أحدى نتائجها إزهاق أرواح عدد مقدر من قيادات الحركة.واتهم البيان جبريل إبراهيم بإبعاد معظم الكفاءات السياسية والميدانية، لأسباب عنصرية بحتة وتعيين آخرين ليس لهم أي خبرة في العمل السياسي ولا الميداني العسكري وإهدار كل إمكانيات الحركة المالية والمادية في بنود لا علم لمؤسسات الحركة بها وذلك بانفراده بالتصرف دون مشاورة أحد مع غياب الشفافية وانتشار الفساد والاستبداد والمحسوبية على نطاق واسع، كما جاء في البيان، الذي كشف عن أن الحركة وفي عهد جبريل شهدت غياب البرنامج السياسي الموجِه لنشاط الحركة وانعدام روح المسؤولية وحس التجرد الوطني في قيادته مما أدى إلى حالة من الركود السياسي والتنظيمي، علاوة على غياب خط سياسي واضح يحكم برامج الحركة وعلاقاتها مع المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي والمجتمع المحلي بما فيها عضوية الحركة بالداخل من طلاب ونساء وشباب. ودمغ البيان جبريل بإنعدام الرغبة في تصحيح الأوضاع وإجراء إصلاح حقيقي لمؤسسات الحركة وخاصة المؤسسة العسكرية وتطويرها لبديل سياسي صالح، وأضاف البيان "غلبت عليه روح العصبية والقبلية وغياب الفهم التنظيمي والثوري مما انعكس سلباً على أداء الحركة وذهاب عدد مقدر من رفقاء الدرب، بالإضافة إلى حالة من انعدام المسؤولية والإهمال التي طبعت على تعامله مع البلاغات الميدانية العاجلة وفشله بل ومشاركته في ممارسة الاستبداد والفساد". وقال حذيفة محيي الدين مقرر المجلس التشريعي للعدل والمساواة إن الخطوة اتت نتيجة للبيئة الطاردة للحركة بسبب سلوك وسياسات جبريل والتي بموجبها حصلت عدة انشقاقات في صفوفها، معتبرا أن هذه الخطوة تحفظ للثورة رصيدها ومستقبلها تحت قيادة جديدة بمشروع ثوري متجدد وبسياسات جديدة ويتم فيها إصلاحات جذرية لتحقيق أهداف الثورة، ورأى أن إبعاد جبريل إبراهيم، فرصة لتوحيد الصفوف وعودة الذين ابتعدوا بسببه، وأشار إلى أن مؤتمرا سيقام بعد شهرين لانتخاب رئيس جديد للحركة. عموما فإن تراكم الأخطاء بالحركة وسيطرة مجموعة معينة بقيادة رئيس الحركة على مفاصل القرار والمال هي التي دفعت هؤلاء إلى قيادة ترتيبات لوضع الحركة في الطريق الصحيح. فالحركة تفتقد للمؤسسية والشفافية في اتخاذ القرار" ورئيس الحركة يتجاوز صلاحياته ويشكل مؤسسات على طريقته الخاصة.