للمرة الثالثة، يطالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحزاب المصرية بتشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، متعهداً بإجرائها قبل نهاية العام الجاري، علماً أنه كان قد تعهد أكثر من مرة بإجرائها قبل نهاية العام الماضي ثم قبل منتصف العام الجاري. جاء ذلك خلال اجتماع السيسي، اليوم الأربعاء، بعدد من رؤساء الأحزاب المساندة لنظام 3 يوليو/ تموز 2013 من بينهم محمد أبوالغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وهالة شكرالله رئيسة حزب الدستور الذي أسسه محمد البرادعي، والتي حضرت لقاءات السيسي للمرة الأولى، وممثلون لأحزاب محسوبة على نظام ما قبل ثورة يناير 2011، مثل أحزاب الغد والمحافظين والإصلاح والتنمية والسادات الديمقراطي والاستقلال والحركة الوطنية التابع للمرشح الرئاسي الأسبق أحمد شفيق. وجمع قصر الاتحادية لأول مرة، اليوم الأربعاء، بين شخصيات منتمية لمعسكر 25 يناير وآخرين محسوبين على الثورة المضادة مثل أحمد الفضالي رئيس حزب الاستقلال وجمعية الشبان المسلمين، ويحيى قدري محامي أحمد شفيق، وعفت عصمت السادات، وموسى مصطفى موسى الذي أطاح بأيمن نور من حزب الغد. رسائل البرادعي تربك علاقات السيسي الخارجية وفي ما بدا إشارة إلى تسويف جديد للانتخابات مقابل تشكيل القائمة الحزبية الموحدة، قال السيسي إنه "أحال مبادرة المشروع الموحد لتعديل قوانين الانتخابات التي وقع عليها ثمانية وثلاثون حزباً سياسياً إلى مجلس الوزراء لدراستها وفقاً لما نص عليه الدستور"، وهو ما يطرح تساؤلات حول مصير مشروعات قوانين الانتخابات التي أعدتها الحكومة ويراجعها مجلس الدولة حالياً. وتحدث السيسي كعادته عن "الاصطفاف الوطني"، مؤكداً وفقاً لبيان مؤسسة الرئاسة "أهمية التكاتف الوطني في المرحلة المقبلة، وذلك لانتخاب مجلس نواب قادر على الاضطلاع بمهمتي الرقابة والتشريع على الوجه الأكمل، مع الأخذ في الاعتبار أن دقة المرحلة الراهنة تستلزم أن تُنحي الأحزاب السياسية خلافاتها جانباً وأن تُعلي المصلحة الوطنية". ورغم تعهده بمساندة ودعم قائمة موحدة لجميع الأحزاب والقوى السياسية، قال السيسي إنه "يقف على مسافة متساوية من جميع القوى التي ستشارك في الانتخابات". وشرح السيسي لرؤساء الأحزاب تطورات الأوضاع على الساحة الداخلية، خاصة المرتبطة بالموقف الاقتصادي ومكافحة الإرهاب في سيناء، واعتبر أن "العديد من دول العالم باتت أكثر تفهماً وإدراكاً لما شهدته مصر من تطورات على مدار العامين الماضيين، وهو الأمر الذي انعكس في العديد من مظاهر التعاون الاقتصادي والزيارات المتبادلة على المستوى الرسمي". المصدر: العربي الجديد 28/5/2015م