(1) يوم من أيام التاريخ تشهده بلادنا اليوم باحتشاد دولي وإقليمي واسع للمشاركة في تصيب الرئيس عمر البشير لدوره رئاسية هي الأخيرة في حكمه للبلاد المستمر من فجر ال30 من يونيو عام 1989. لاشك أن الرئيس وهو يضع يمينه علي كتاب الله العظيم لتلاوة قسمه بالعمل لخير البلاد والعباد.. ستمر بذاكرته الكثير من الأحداث منذ تاريخ قيام ثورة الإنقاذ الوطني وإلي يومنا هذا. وسيتذكر دون شك أحباء كانوا معه في التأسيس وفي المسيرة وخاصة من توسد منهم الثري. وسيتذكر حينها أنه ذاهب إلي ما صاروا إليه وأن ما تبقي أقل من ما مضي. (2) وسيكون في ذهنه بلا شك في تلك اللحظات أن حسابا ينتظره هناك عن سنوات طويلة في الحكم.. سيكون لحظتها العبء ثقيلاً.. وهو يردد الكلمات.. كلمات القسم (أقسم بالله العظيم، أن أتولي رئاسة الجمهورية، في عبادة الله وطاعته، مؤدياً لواجباتي بجد وأمانة، وعاملاً لنهضة البلاد وتقدمها، متجرداً من كل عصبية أو هوي شخصي، وأقسم بالله العظيم، أن أحترم الدستور والقانون وإجماع الرأي العام، وأن أتقبل الشورى والنصيحة، والله علي ما أقول شهيد). سيدي الرئيس.. احكم فينا بالعدل.. واتق الله ولا تخشي في الحق لومه لائم. أعلم أنك ظلمت أحداً من شعبك اليوم فسيشكوك إلي من لا يظلم عنده أحد. (3) وأنت تضع يدك عي كتاب الله كريم، تعلم تماماً ما تعانيه بلادنا من مشاكل وأزمات، عالجها سيدي الرئيس ولكن بموجب ما في الكتاب الكريم الذي تضع يدك عليه.. وسينصرك المولي عز وجل. اختر لحكومتك وولاتك وغيرهم من المسئولين، من ينطبق عليه وصف القوي الأمين.. وليس من هو قيادي بحزبه أو قبيلته. سيدي الرئيس لا تفرح إن أتاك كل ملوك الدنيا وقادتها ليشدوا تنصيبك .. فأنت اليوم تضع يدك علي كتاب الملك الواحد الأحد.. الذي إذا أخلصت له نصرك.. ومن ينصره الله فلا غالب له. نقلا عن صحيفة السياسي 2/6/2015م