رجّح محللون أمس، أن تطالب أحزاب المعارضة في تركيا بقيود على دور الرئيس رجب طيب أردوغان، ما يُعقّد مفاوضات محتملة لتشكيل ائتلاف حكومي، اذ يسعى حزب «العدالة والتنمية» الحاكم إلى الاحتفاظ بالسلطة. وكان «العدالة والتنمية» الحاكم منذ عام 2002، خسر الغالبية في البرلمان، اذ حصل في الانتخابات النيابية التي نُظمت الأحد على 40.8 في المئة من الأصوات، أي 258 من 550 مقعداً، بتراجع عن اقتراع عام 2011 حين نال نحو 50 في المئة. ونال أبرز حزبين معارضين، وهما «حزب الشعب الجمهوري» وحزب «الحركة القومية» 25 و16.3 في المئة من الأصوات على التوالي، أي 132 و80 مقعداً في البرلمان. لكن الفائز الأكبر في الانتخابات كان «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي وزعيمه صلاح الدين دميرطاش، اذ نجح في شكل باهر في تجاوز عتبة ال10 في المئة لدخول البرلمان، بنيله 13.1 في المئة من الأصوات، أي 80 مقعداً. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن محللين ترجيحهم أن تطالب أحزاب المعارضة بالتزام أردوغان الحدود الدستورية لمنصب الرئاسة، وهو شرفي إلى حد كبير، وبتخلي حزب «العدالة والتنمية» عن خططه لتحويل النظام في تركيا رئاسياً. وقال مدير مكتب صحيفة «حرييت» في أنقرة «دنيز زيريك» لوكالة «فرانس برس» إن أحزاب المعارضة «ستطلب قبل أي شيء من (رئيس الحكومة أحمد) داود اوغلو، الانعتاق من الرئيس (أردوغان)، على أن يبقى محصوراً بصلاحياته الدستورية فقط. سيكون شرطها الأساسي التخلي عن فكرة التحوّل إلى النظام الرئاسي في تركيا». وكرّر «حزب الشعوب الديموقراطي» تعهده الامتناع عن المشاركة في أي ائتلاف حكومي مع الحزب الحاكم. لكن ياسين أكتاي، نائب رئيس «العدالة والتنمية»، أعلن أن حزبه لا يستبعد أي ائتلافات حكومية، قائلاً: «لا حاجة إلى الكآبة، سنفعل كل ما هو ضروري لتشكيل ائتلاف وعدم ترك البلاد من دون حكومة». ودعا أردوغان إلى تشكيل حكومة ائتلافية، مطالباً الأحزاب بالتصرف ب«مسؤولية»، حفاظاً على «استقرار» تركيا. وفي حال فشل المفاوضات في هذا الصدد، خلال مهلة 45 يوماً، سيكون في إمكان الرئيس التركي الدعوة إلى انتخابات جديدة. وترك رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيلجدارأوغلو الباب مفتوحاً أمام تحالف من ثلاثة أحزاب معارضة، منبهاً إلى أن «ترك البلاد من دون حكومة يعني عدم احترام الناخبين». لكن حزب «الحركة القومية» لا يميل إلى التحالف مع «حزب الشعوب الديموقراطي»، اذ يطالب بوقف مفاوضات السلام مع «حزب العمال الكردستاني»، في حين يجعل الحزب الكردي من إعادة إطلاقها، ابرز أولوياته. إلى ذلك، دُهش الأتراك لغياب مفاجئ لصوت أردوغان عن موجات الأثير، بعد خسارة حزبه الغالبية البرلمانية، فتشاركوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ساعة إلكترونية تحسب فترة صمته الإذاعي. وكتبت صحيفة «جمهورييت» أن «تركيا تستمتع بالصمت». الامصدر: الحياة 10/6/2015م