د. التجاني سيسي محمد أتيم رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، رئيس حركة التحرير والعدالة وحزب التحرير والعدالة القومي، منذ أن تفجر الخلاف بينه وبين بحر إدريس أبو قردة الأمين العام لحركة التحرير والعدالة، الذي أسس حزباً باسم التحرير والعدالة أيضاً، بات نهباً للأقاويل السياسية، وأمس نشرت الصحف خبراً مفاده أن مجموعة من منسوبي حزب التحرير والعدالة القومي الذي يترأسه التجاني سيسي، أرسلت بطلب إلى مجلس شؤون الأحزاب السياسية بتجميد نشاط الحزب، وفصلت في أكثر من أربعة أسباب، مخالفات لاستمرار الحزب في مباشرة عمله السياسي، وحال استجابة مجلس الأحزاب إلى طلب منسوبي الحزب يكون قد أسقط في يد سيسي تماماً. مجلس شؤون الأحزاب السياسية الذي استقبل دعاوي كثيرة من منسوبي الأحزاب السياسية بتجميد نشاط بعض الأحزاب، أو فصل عدد من منسوبي الحزب المعين، لم يفصل في تلك الدعاوي والشكاوي بأحكام نهائية، وفي الغالب إما رفض أو شطب الدعوى أو أصدر توصيات بشأنها، لجهة أن وظيفته الأساسية أن تتم مخالفة صريحة وواضحة لقانون الأحزاب السياسية، وهذا أمر لم يرد في الشكاوي السابقة، بيد أنه بالنسبة للطلب الذي تقدم به منسوبو حزب العدالة القومي فقد جاء في حيثيات الطلب أن حزب التحرير والعدالة القومي فقد جاء في حيثيات الطلب أن حزب التحرير والعدالة القومي فقد جاء في حيثيات الطلب أن حزب التحرير والعدالة القومي يترأسه التجاني سيسي أم يكمل بعضاً من إجراءات ملف الترتيبات الأمنية، ولا يزال بعض من منسوبيه يمتشقون أسلحتهم في الميدان العسكري، وهذا سبب كاف لتجميد نشاط الحزب في الوقت الراهن حال تكشف لمجلس الأحزاب صحة تلك القصة، لجهة أن عدم إكمال ملف الترتيبات الأمنية حال دون تسجيل الحزب سياسياً، فحركة تحرير السودان الجناح الذي تزعمه مني أركو مناوي والذي وقع على اتفاق سلام دارفور (أبوجا) مع الحكومة في الخرطوم العام 2006م، لم تمارس العمل السياسي إلا من باب مشاركتها في الحكومة بمنصب كبير مساعدي رئيس الجمهورية وغيره، وليس كحزب سياسي، وحال ذلك دون مشاركتها في الانتخابات العامة التي جرت في إبريل من العام 2010م. ومنذ أن عصفت بوادر الشقاق بحركة التحرير والعدالة، ظل رئيس الحركة، رئيس السلطة الإقليمية لدارفور د. التجاني سيسي، الرأس الذي تنتاشه سهام الخلاف، وبعد مرور أربع سنوات على توقيع الحركة على وثيقة الدوحة للسلام في دارفور انفجر الخلاف داخل كابينة الحركة التي تقاسمها سيسي بوصفه رئيس الحركة وبحر إدريس أبو قردة الأمين العام، ولحظتها شن أبو قردة هجوماً شديداً ضد رئيس السلطة، وشهر في وجه التجاني كرت الترتيبات الأمنية، وذهب أبو قردة إلى اتهام سيسي بإدخال عناصر لا علاقة لها بمسلحي الحركة إلى معسكرات الدمج الخاصة بالحركة في ولاية جنوب دارفور، ومقال أبو قردة ذلك يشف عن نية مبيتة (لكلفته) معالجة ملف الترتيبات الأمنية وتوفيق أوضاع المسلحين، الذي وصفه أبو قردة لاحقاً (بالخرمجة)، فيما اعتبر سيسي النقد والهجوم الذي شن ضده بمثابة هجوم على (وثيقة الدوحة) نفسها. حركة العدل والمساواة التي التحقت بقطار وثيقة الدوحة للسلام قبل سنة ونصف السنة وصفت د. التجاني سيسي ب(العائق)، وقالت إنه وطوال هذه الفترة الطويلة ظل يعرقل إلحاق منسوبي الحركة في شغل مناصبهم بالسلطة الإقليمية لدارفور ضمن الحصة المقررة للحركة، وأن سيسي يعتبر السلطة حكراً له ولحركته، وأن سيسي يعتبر السلطة حكراً له ولحركته أو حزبه التحرير والعدالة كما أن إبراهيم مادبو مسؤول الإعلام السابق بالسلطة الإقليمية طالب صراحة بعدم التمديد للسلطة لفشلها البائن في إنفاذ الوثيقة، وطالب بحلها وإبعادها نهائياً عن إكمال ملف الوثيقة، وظل سيسي هو القاسم المشترك لكل هجوم وجه نحو السلطة الإقليمية لدارفور. حركة التحرير والعدالة منذ تخلقها لتحل محل حركة العدل والمساواة في منبر الدوحة، والذي ابتدر التواصل عبره مع الخرطوم قادة العدل والمساواة، أبدى مراقبون تشاؤماً من الطريقة العجلى التي تم بها تجميع الحركة من فصائل عدة من مجموعات دارفورية منشقة عن الحركات الأم، وأطلق عليها البعض تندراً حركة (المطاريد) فيما تجاوز عدد الحركات المنضوية تحت لوائها أكثر من (19) فصيلاً منشق، ولذا اعتبر مراقبون أنها تحمل بذرة فنائها في أحشائها لجهة أن سيسي جيئ به إلى رئاسة الحركة رئيساً توافقياً ولموازنات قبلية من المبعوث الأمريكي السابق إلى السودان سكوت غرايشن، والذي رعى تشكيل الحركة، وكثير من منسوبي الحركة ينظرون إلى سيسي بوصفه موظفاً أممياً لا أكثر. الصراع في السلطة الإقليمية لدارفور يأبى أن ينتهي، فبعدما انشقت الحركة على ذاتها بين سيسي وأبو قردة إلى شقين، وأثار استمرار الشقين من أجل إنفاذ اتفاقية الدوحة استفهامات كبرى، وانتهت الاستفهامات والتساؤلات بالتمديد لعمر السلطة سنة أخرى، وما بين الرجلين فإن قرار المطالبة بتجميد نشاط الحزب الذي يترأسه د. التجاني سيسي بحجة عدم إكمال ملف الترتيبات الأمنية يعود بالرجل إلى عين عاصفة الخلافات التي لا تريد أن تنتهي، وكأنه كتب على الرجل مصارعة منسوبي الحركة أولاً. نقلاً عن صحيفة الرأي العام 14/7/2015م