شعرت بسعادة غامرة وتجتاح جوانحي وأنا أطالع دعوة الشيخ حسن الترابي وهو يدعو الشباب التوحيد الإسلاميين وإعادة الكلمة التي انفصمت قبل سنوات، ووقع الانشقاق بين الجماعة على مستوى القيادة بصورة لم أكن أنا أو أي عاقل يتصورها، فقد كان وقع ذلك عظيماً على مستوى الوسط والقاعدة، وكنت أشعر بحزن شديد من الذي حدث و أنا كانت اعلم بالمخطط الغربي الذي كان ينتظر أن يحدث ما حدث لكي يهجموا على النظام في السودان، حيث إنهم أكدوا أنه لا يمكن اختراق النظام وإسقاطه إلا إذا حدث انشقاق بين مكوناته ثم حدث الاختراق من قبلهم ومخابراتهم. ذهبت لمقابلة شيخ حسن لأناقشه في ما حدث وما يمكن أن يكون عليه الحال والمآل. وكان يجلس بمكتبه بالمجلس الوطني، ولكني وجدته في حال من الانفعال الشديد الذي لم أره به من بل، فأخذت بعضي وخرجت وتوقفت لبرهة على المدرج الخارجي لملس الوطني تمهيداً للمغادرة، فجاء اللواء بكري حسن صالح ولعله ذهباً للشيخ فسلم علي وسأني عن الحال فأجبته بسرعة إن حالي كطفل تشاجر والديه في البيت وحار به الأمر، لم يجد بداً من البكاء على الحال. تركني في حالي و دخل على شيخ حسن بمكتبه وذهبت أنا لحالي متحسراً ومتألماً على مصير البلد، وما يمكن أن يقوم له هؤلاء الكفار. وقد تحقق لهم ما أردوا بأقل مجهود. وخلال إفطار الشباب أفصح الشيخ، عن ما يري، فنزل ذلك برداً وسماً على كل الإسلاميين المخلصين الذين كان يحزنهم أي شرخ يحدث في جسم التجربة الإسلامية .. تقديري أن ذلك هو إحساس أي إسلامي حريص على التجربة وحريص على الوحدة في مواجهة المؤامرات التي تستهدف بلادنا وتحاصرها، و تعمل على تدمير التجربة أو على الأقل إضعافها وإظهارها تدريجياً ومسخ صورتها.. حتى تبدو كالتجربة الفاشلة إذ فشلوا في تفككيها ولا يمكن تطبيقها في هذا العصر كما يردد بعض الجهلاء والعلمانيين. هذه الدعوة ينبغي الإسراع بالتعاطي معها والسعي للم الشمل وتوحيد الجسم الذي بدا يتشقق تدريجياً منذ ذلك التاريخ وأطلت الفتن برؤوسها من هنا وهناك، والنماذج ماثلة ولا تحتاج إلى تسميتها. وإذا كنا لا نستطيع أن نحافظ على وحدتنا كجماعة ذات توجه واحد وأهداف واحدة، فكيف سنتوافق مع الذين يختلفون معنا في الرؤى والتوجهات، والحوار الوطني المعلن لن يجد طريقاً للتحقيق إذا لم نكن نحن أصحاب الدعوة موحدين ومتماسكين وثابين على ثوابت الشعب السوداني حول الوحدة والهوية وبقية الشعارات المرفوعة. نقلا عن اليوم التالي 2/8/2015م