تفاجأت في إرشيف (الأهرام اليوم) بحوار أجراه السيد العقيد (م) محجوب برير محمد نور مع الراحل جون قرنق قبل أيام من اغتياله قطع فيه الشك بأنهم ماضون نحو الوحدة وأنهم اضطروا المقاتلة فصيل منهم كان يطالب بالانفصال وأن الانفصال اذا حدث سيتوزع الجنوب إلى ثلاث دول وأعرب أوباما بصورة مباشرة عن ندمهم لمساهمتهم في فصل جنوب السودان وتدور احاديث عديدة وصلت إلى تأكيد بأن الجنوبيين هم الذين كانوا يمارسون الاضطهاد والعنصرية ولا احد ينكر بأن قرنق سياسي محنك له قراءته للتاريخ والثقافة وتوقعاته اكثر من الحاكمين والمعارضين الحاليين ووقع الانفصال ويمضي أن يكون الجنوب ثلاث دول فعلاً والمشكلة بأنها ستكون دول متناحرة ومتقاتلة على الدوام أي لن تكون مستقرة وكما يقول المثل (على نفسها جنت براقش). بلا شك أن انفصال الجنوب وقف وراءه أكثر من لوبي بالشمال والجنوب ودول غربية أوفدت الخبراء والمختصين وجميعهم يجهلون تركيبة الجنوب وعادات وتقاليد قبائله وطبيعة العلاقات بينهم وهي علاقات لا تقوم على التسامح والاتفاق وهو ما توصلوا اليه الآن وبدأوا يعضون اصابع الندم ومن يشاهد حركة المارة بالخرطوم يتبادر إلى ذهنه بأنه تم إلغاء الانفصال نتيجة الاعداد الكبيرة للجنوبيين وتواجدهم في بلدهم وهي هجرة طبيعية ولعل المتواجدين بالجنوب بدأوا يطلقون العبارات جهراً بأنهم يريدون الوحدة (وهيهات). عاد الجنوبيون للخرطوم التي ودعوها باستفزاز موثق وكلمات جارحة لكنهم عادوا لاجئين لا منازل يملكونها ولا وظائف يتقلدونها ولا أظن أن الدولة قادرة على توظيفهم مرة أخرى اذا قرروا الوحدة (لا سمح الله) فانفصالهم كان خيارهم ولعلهم عرفوا حالياً كيف كان يحمل الشمال ثقلاً على كتفه ولا شماتة في القول ولكنها عبرة لاخرين تراودهم فكرة الانفصال فارادة الله جعلت لنا وطناً كهذاوشعباً مختلفاً في سحنته وفي لهجته وفي ثقافته ولكنه سيكون مستقراً رغم تلك الصعوبات.. فاقطع زراعي رهاناً بأن الجهنوب لن يستقر ولن يصل لأن يكون دولة تحقق رغبة اسرائيل في السيطرة على منابع النيل فضحايا التمرد في خلال العام الحالي أكثر من التي شهدتها حرب الجنوبيين مع الشمال خلال العشرين عاماً والسبب أن هناك قوات مسلحة قومية تدافع عن المواطنين وتنشئ لهم المدارس ليتعلموا ويحموهم ويوفروا لهم الاساتذة والكتب. نقلاً عن صحيفة الاهرام اليوم 12/8/2015م